زبدة الهرج: مآسي العالم العربي التي لا تنتهي

نشر في 16-09-2017
آخر تحديث 16-09-2017 | 00:09
 حمد الهزاع في مسرحية «كاسك يا وطن» يدور حوار مطول بين «غوار الطوشة» ووالده الشهيد الذي يسأله عن وضع الوطن العربي وأحواله... إلى أن يقول غوار: «الله وكيلك يا أبي صرنا فرجة»... هذه الجملة أو العبارة هي إسقاط على وضع عالمنا العربي في السابق والحالي والقادم، وقد يكون القادم مراً، وما عليك أيها العربي إلا أن تفلت شراع خيالك الواسع لتفكر وتبحر في حال الوطن الكبير فتمر على احتلال فلسطين إلى الهزائم التي مني بها العرب في حروبهم ضد إسرائيل، وسلسلة الانقلابات التي قادها العسكر في دولهم، والتي انتهى المطاف ببعض قادتها إما «مسحولاً أو مرجوماً بنعل» من قبل الشعب أو مختبئاً في حفرة أو في «أنبوب مجاري» أو لاجئاً، وبعد ذلك وأنت تبحر ستشاهد «البلاوي» تترى من احتلال دولة الكويت، وصولاً إلى «القاعدة» و«داعش» وحرب العراق والربيع العربي، وما خلفه من فوضى ودمار لا يعد ولا يحصى، وسورية واليمن وليبيا... فهل انتهت الكوارث؟ لا يا سادة مازلنا نضيف بين الفينة والأخرى مأساة جديدة.

سجل عندك: أزمة دول مجلس التعاون الخليجي، والتراشق الإعلامي بين أبناء الخليج الذي وصل إلى المستوى الهابط و«اللي بسببه صرنا فرجة للعالم»، والسجال المؤسف الذي حصل بين الوزير القطري سلطان المريخي من جهة ومندوب السعودية أحمد القطان من جهة أخرى في اجتماع وزراء خارجية العرب في القاهرة يوضح حالة الانقسام بين الإخوة الأعداء، وما يهمنا من هذا السجال هو أن الوزير القطري أثنى على إيران، وقال عنها إنها «طلعت شريفة»!

معالي الوزير أكيد أنت تمزح أو قصدك إغاظة السعودية والإمارات والبحرين، و«إن كنت ناسي» أفكرك أن دولة الكويت لم تسلم من شر إيران منذ الثمانينيّات بدايةً من التفجيرات إلى خلية العبدلي، كما أن البحرين مازالت تعاني تهديدات الساسة الإيرانيين وادعاءهم أن البحرين جزء من إيران، والجميع شاهد الأحداث الماضية، والتي وصلت إلى حد الانقلاب على الحكم في البحرين، ولولا فضل الله، ثم من بعد ذلك السعودية ودول الخليج لوصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.

كما نذكرك بأن الجزر الإماراتية تحت الاحتلال الإيراني، مع محاولات إيران تسييس فريضة الحج وزعزعته، كما أن العراق وسورية لم يسلم شعباهما من القتل والتهجير من إيران وميليشياتها، إلى جانب دعمها للحوثيين وانقلابهم على الشرعية وخلق حالة من الحرب ليس لها طائل إلا تنفيذ هدف طهران في المنطقة!

إذاً معالي الوزير المريخي أخطأ، ولم نتوقع منه ذلك، وإن كانت بعض الحقائق تحتاج إلى تذكير... وهذا هو حال الوطن العربي الذي لا يسر الناظرين.

ثم أما بعد...

«خيراً تفعل شراً تلقى»... هذا المثل ينطبق على وساطة سمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، والذي لم يسلم مقامه السامي من تجريح الأقلام المسعورة، وأقول لهم: هل يضر الطود العظيم الأعاصير؟ فكيف وأنتم أقزام مأجورون؟!

back to top