«High Light»: صباح التواضع والحكمة

نشر في 16-09-2017
آخر تحديث 16-09-2017 | 00:13
 د. حمود حطاب العنزي يحق لنا، كأجيال حاضرة ومقبلة، أن نفتخر بدولة الكويت قيادة وشعباً، إذ هي صاحبة النصيب الأوفر في مد يد العون والمساعدة لإغاثة ورعاية وإعمار معظم الدول والأقاليم المنكوبة بالكوارث الطبيعية، أو الصراعات السياسية وما ينتج عنها من حرب مدمرة تضرب مختلف بقاع العالم، وذلك دون النظر إلى المحددات الجغرافية أو الدينية أو الإثنية.

للكويت دورها الإنساني الريادي غير المسبوق في هذا المجال، وما كان لهذه المكانة أن تسمو وترتقي إلاّ بفضل الله أولاً، ثم برؤية سمو الأمير القائد صباح الأحمد، ودعمه، فسموه، حفظه الله ورعاه، سابقٌ في هذا الميدان بحكمته وخبرته السياسية الطويلة الحافلة بدعم القضايا الإنسانية الخليجية والعربية والعالمية.

وسموه رجل سلام حامل رسالة الوفاق بين الأطراف المتنازعة، والجمع بين الفرقاء، وتشهد له بذلك مواقفه السابقة والحاضرة؛ وآخرها وساطته في الأزمة الخليجية، والتي أخذت دعماًً عالمياً منقطع النظير، فجاءت برهاناً لأحقيته بلقب قائد العمل الإنساني، والذي نعيش في هذه الأيام الذكرى الثالثة لحصوله عليه، مع أن مقام سموه أكبر من أي لقب، ولست متحيزاً إذا قلت إنه يستحق بجدارة جائزة نوبل للسلام بل يشرفها، لما يتسم به من التسامح والتواضع العجيب، والذي لا يملكه إلا العظماء، مسخراً كل وقته لقضايا شعبه وأمته العربية والإسلامية لحل الأزمات وفك التشابكات دون ملل أو كلل، ودون أن يمنعه من ذلك مرض أو كبر سن، أطال الله عمره.

وفي هذا الصدد جاءت رحلة سموه إلى الولايات المتحدة الأميركية بدعوة من الرئيس دونالد ترامب، والكل تابع بكل فخر المؤتمر الصحافي الذي جمع سموه مع الرئيس الأميركي، والحديث المتزن الذي أعطى فيه سموه درساً مهماً في الحنكة السياسية التي تنم عن وعي وفهم عميقين لمعطيات الوضع السياسي القائم، سواء الداخلي أو الجيوسياسي، وهو ما يؤسس لخطوط عريضة في حال تم الالتزام بها لحل الأزمة الخليجية؛ فوساطته نجحت ومن الوهلة الأولى في حصر الخلاف بإطاره السياسي، والابتعاد عن التدخل العسكري الكارثي ليس فقط على الأطراف المتنازعة بل على المنطقة برمتها.

ختاماً: سموه رسخ أسس العمل الإنساني، وهو ما يعكسه انتشار المساعدات الكويتية في أرجاء المعمورة، فأصبح للكويت نهج خاص في سياساتها الخارجية تركز فيه على نشر ثقافة التعايش برغم الاختلاف بين شعوب العالم، مما عزز مكانتها الدولية لتصبح مركزاً إنسانياً عالمياً... اللهم بارك لنا في أميرنا صباح الأحمد، واحفظ الكويت من كل مكروه... ودمتم بخير.

back to top