بطل Birth of Dragon فيليب نغ: أعشق بروس لي

• يعتبر القتال حواراً تشكِّل فيه كل لكمة طريقة لإيصال فكرة

نشر في 16-09-2017
آخر تحديث 16-09-2017 | 00:00
صحيح أن فيليب نغ بدأ مسيرته المهنية مدرساً لطيفاً في ولاية إيلينوي الأميركية، إلا أنه كان يطمح إلى أن يصبح نجم أفلام فنون قتالية دولية. وإذا كان هنالك من فيلم يساعده في تحقيق حلمه هذا، فهو Birth of Dragon الذي يؤدي فيه دور بروس لي، أعظم نجم في عالم الفنون القتالية قاطبة.
يروي الفيلم قصة حقيقية ظلت ملفوفة بالأسرار طوال عقود عن مباراة فنون قتالية بين لي (نغ) الشاب المندفع ومعلم كونغ فو غامض من الصين يُدعى وونغ جاك مان (يؤديه بجمود حاد الممثل الصيني تشيا يو). لا نعرف كثيراً عن هذه المواجهة، التي لم تلتزم بقواعد أو حدود، ولا نعلم حتى مَن فاز، إلا أنها بدّلت لي، الذي قفز بعدها إلى النجومية في سلسلة أفلام (أبرزهاEnter the Dragon). وهكذا نجح لي وحده في تعزيز شعبية الكونغ فو في الولايات المتحدة.

ولد نغ (39 سنة) في هونغ كونغ، ونشأ في شيكاغو. إلا أنه عاد إلى هونغ كونغ قبل 15 سنة ليسعى وراء حلمه بدخول عالم أفلام الفنون القتالية. ونجح في ذلك بالعمل رجل مجازفات، ومصمم مشاهد قتالية، ومخرجاً، وممثلاً (Wild City

وZombie Fight Club). ويسم هذا الفيلم، الذي يؤدي فيه المجازفات بنفسه، انطلاقته في أميركا الشمالية. ولما كان نغ يصوّر راهناً مسلسلاً تلفزيونياً صينياً في موقع بعيد في وسط الريف الصيني، فتحدث إلى صحافي Newsday جوزف ف. أموديو عبر الهاتف.

كم كنت تعشق بروس لي قبل أن تصوّر فيلم Birth of Dragon؟

أعشقه جداً، وهو أثر في رسم معالم دربي. تولى معلمي الخاص، الذي علّمني الوينغ تشان، تدريب بروس لي. كانا قريبين جداً.

لمَ اعتُبر بروس لي منعزلاً إلى هذا الحد في عالم الفنون القتالية؟ أثار استياء كثير من ممارسي هذه الفنون التقليديين بتعليمه الغربيين، وإضافته قتال الشوارع، وتعامله مع هذه الفنون بمسعى علماني لا ديني.

اعتبر الكونغ فو مهارة عملية، كالطهو أو تقطيع الخشب. ثمة هدف محدد: شلّ خصمك باستخدام مبادئ البساطة، والفاعلية، والوضوح. يمكننا تشبيه ذلك بلاعبي كرة السلة. يشاركون جميعاً في اللعبة، إلا أن لكل منهم أسلوبه الخاص الذي يتلاءم مع شكل جسمه وقدراته الرياضية. هذه كانت وجهة نظر بروس لي: اكتشف ما يناسبك. عندما يكون الإنسان ثورياً، يُعتبر خارجاً عن المألوف. ولكن بعد مرور 40 سنة، نرى اليوم أن أفكاره تسود ألعاباً رياضية مثل «الفنون القتالية المختلطة».

دراسة وقتال

ترعرعت في الولايات المتحدة وحصلت على شهادة جامعية، ثم عملت في مجال التعليم. ما المادة التي كنت تدرسها؟

درست مادة الفنون.

حقاً! إذا تشغل الفنون جزءاً من مسيرتك المهنية والفنون القتالية الجزء الآخر.

نعم، يدير والدي مدرسة للفنون القتالية في شيكاغو، مع أنه محاسب. هذا عمله الأساسي. لكننا نملك مدرسة للفنون القتالية. تشكل الفنون القتالية بالنسبة إلينا مسألة عادية تماماً مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة.

عفواً؟

يمكننا تشبيه الفنون القتالية بتنظيف الأسنان بالفرشاة أو الاستحمام. لا يمكنك الاستغناء عنها، فهي تشكّل جزءاً من روتين حياتنا، مع أنها أكثر عمقاً بكثير من ذلك.

ما أبرز سوء فهم بشأن أفلام الفنون القتالية؟ بالنسبة إلى مَن لا يتمتع بالخبرة في هذا المجال، تبدو مجرد سلسلة من مشاهد القتال.

القتال حوار تشكِّل فيه كل لكمة طريقة لإيصال فكرة. تروي تلك اللكمات والركلات قصة. على سبيل المثال، إذا كنت أؤدي في أحد المشاهد دور رجل يحمي شخصاً آخر مع أنه خائف من خصمه، أسدد اللكمات بطريقة مختلفة عما إذا كنت متنمراً يستهدف ولداً صغيراً. تعود أصول كثير من التقنيات التي تراها اليوم في الأفلام، من التلاكم إلى القتال، إلى سينما هونغ كونغ في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، التي بدأت مع بروس لي واستمرت مع جاكي شان.

سعيت إلى بلوغ أحلامي

نال فيليب نغ شهادة جامعية ويعمل في مجال التعليم. لكنه تخلى عن هذا كله وانتقل إلى هونغ كونغ وكله أمل بأن يصبح نجم فنون قتالية. حول هذه الخطوة الكبيرة يقول: «رحت أفكر في البداية: «لا بأس! سأمنح نفسي بضع سنوات لأرى ما إذا كنت سأنجح». ولكن عندما تأتي إلى هنا، تدرك أنك لا تستطيع الاكتفاء بالمحاولة، بل عليك أن تبذل قصارى جهدك كي لا تستسلم. حالفني الحظ. بدأت العمل كرجل مجازفات وصعدت السلم تدريجياً. هل كان التقدم في هذا المجال صعباً؟ نعم. ولكن ما دمت تمضي قدماً ولا تتراجع إلى الوراء، يجب أن تواصل السعي إلى بلوغ أحلامك. وعندما تُتاح أمامك الفرص، تعامل مع كل منها كما لو أنها الكبرى. ولا شك في أنك ستحصل على ما تستحقه. أؤمن بذلك بشدة».

* جوزف ف. أموديو

الفنون القتالية بالنسبة إلينا كتنظيف الأسنان لا يمكننا الاستغناء عنها

بروس لي اعتبر الكونغ فو مهارة عملية كالطهو أو تقطيع الخشب
back to top