تخطّي الخيانة... 7 نصائح مفيدة

نشر في 13-09-2017
آخر تحديث 13-09-2017 | 00:00
No Image Caption
لا شكّ في أن الخيانة عقبة تصطدم بها علاقات عدة تدميراً وإحباطاً، فالتعرض لها ممن نحبهم ونثق بهم يشكّل إحدى أكثر التجارب إيلاماً. هنا نصائح تساعد على تخطي هذه المحنة.
يهّز اكتشافنا أن إنساناً نثق ونؤمن به خدعنا أو جرحنا بعمق كياننا بقوة، ما يرغمنا على رؤية الخائن والعالم بشكل مختلف.

من المؤسف أن الخيانة تشكّل وجهاً لا مفر منه من كل علاقة لصيقة نخوضها خلال حياتنا. وعندما نتعرّض لها ممن نحبهم ونهتم لأمرهم، تتملكنا غالباً مشاعر قوية. يُعتبر الحزن رد الفعل المباشر تجاه خيانة الثقة، ما ينعكس سلباً على خيرنا العاطفي ويهزّ إحساسنا بالأمان. واللافت أن الشعور بالحزن والأسى الذي نختبره يكون أكبر كلما كانت ثقتنا بمن خاننا أعمق.

وبخلاف حالات أخرى عدة، تولّد الخيانة مجموعة واسعة ومتنوعة من المشاعر، من الحزن الشديد والغضب والخوف، إلى الخزي والحيرة والسخط. صحيح أننا ربما نسامح الخائن، لكن إعادة بناء وإرساء الثقة تتطلّب جهداً من الخائن وممَن تعرض للخيانة على حد سواء، بغية الحفاظ على العلاقة، لا سيما أن الثقة تكون هشة ومن الممكن خسارتها في الحال، ما يؤدي إلى تفكك علاقة قيمة أو انتهائها.

وجوه عدة

للخيانة وجوه عدة، وتتغيّر النظرة إليها بحسب الأشخاص ومراحل العلاقة. تشمل الخيانة البوح بسر ائتمنك عليه أحد من دون إذنه، أو مغازلة شخص غير شريكك أو إقامة علاقة معه، أو الانتقاد، أو الإساءة العاطفية أو الجسدية، والتعرض للخداع من شخص ائتمنته على خيرك وسلامتك (الأهل، والوصي، والمدرّس، والوكيل، وغيرهم).

ولا شك في أن مَن تعرض للخداع، أو الكذب، أو الإساءة من شخص يثق فيه يدرك جيداً ما يعنيه التخبّط وسط مشاكل الثقة والحيرة. فمن الصعب بناء الثقة وترسيخها إن خانك المقربون منك. وإن عجزنا عن الثقة بالمقربين منا (زوجنا، حبيبنا، أهلنا...)، فبمَن نثق إذاً؟

خلال الطفولة

من الممكن للإساءة التي يمرّ بها المرء في الطفولة أن تولّد مشاعر من عدم الثقة في الناس الفوري والطويل الأمد، وصعوبة في التعاطي مع الآخرين وإقامة علاقات معهم، والتكيّف مع التحديات، فضلاً عن الإحساس بالدوران في دوامة.

يجد مَن يتعرضون للإساءة والخيانة في الطفولة أنفسهم غالباً «عالقين» في حالة يجهلون معها كيفية تخطي الألم، وما إذا كانوا سينجحون في ذلك. وكلما كان الخائن مقرباً منا، كان للخيانة تأثير أكبر في ترسيخ الحزن الذي نشعر به وكيفية تعاطينا مع الخيانة ومعالجتها، فضلاً عن الترسبات الطويلة الأمد التي تنعكس سلباً على صحة مَن تعرض للخيانة العقلية. على سبيل المثال، يُعتبر مَن يواجهون إساءة من شخص أحبوه أو كانوا مقربين منه أكثر عرضة للكآبة، والانفصال العاطفي، واضطراب إجهاد ما بعد الصدمة.

الحب

أما الخيانة في إطار العلاقات الرومانسية، فتشمل انتهاكاً للثقة، أو كسراً للعهود الزوجية، أو عدم الالتزام بالبقاء وفياً لشريك واحد. وبخلاف الإساءة أو الخيانة في الإطار العائلي، تؤدي الإساءة التي تشوب علاقة رومانسية إلى تعمّق أكبر في المشاكل القائمة في العلاقة والتي أدت إلى الخيانة ومحاولة تحديدها.

وعلى عكس الإساءة الناجمة عن أحد الوالدين أو الأقارب، تأتي الخيانة في العلاقات الرومانسية مع إمكان الانفصال عن الشريك.

صحيح أن من الصعب فهم الأسباب، إلا أن الخيانة تؤدي أحياناً إلى تواصل أكثر فاعلية. تتحسّن العلاقة عندما يكون الشريكان مستعدين للعمل بجهد بغية إعادة بناء الثقة، فيقر الخائن بأنه ارتكب خيانة، ويسعى بوعي إلى الحفاظ على الانفتاح والصراحة في العلاقة. وإذا قدّم اعتذاراً صادقاً، وتعهّد بألا يكرر خيانته، وسدّد دينه للضحية، يطوّر الشريكان فهماً أفضل للأمور التي تُعتبر مهمة في علاقتهما. أما إذا لم يقدِم الخائن على خطوات مماثلة، فيكون مَن تعرّض للخيانة تعلّم نقطة مهمة وصار يملك نظرة أفضل أو على الأقل أكثر واقعية إلى الشريك.

خطوات

تشمل النصائح لتخطي الخيانة:

• أقر بأنك انتهكت الثقة في العلاقة (الخائن).

• قرّر الالتزام بإعادة بناء الثقة في العلاقة (الخائن).

• أدرك وأقرّ بالألم الذي سببته لشريكك (الخائن).

• قدّم الاعتذار وكن صادقاً (الخائن).

• امضِ قدماً بشفافية معتمداً على الصراحة والانفتاح (الشريكان).

• تفادَ لوم نفسك على خيانة شريكك (مَن تعرض للخيانة).

• تعلّم المسامحة وطبقها (الشريكان).

تسهم القدرة على مسامحة الشريك في إعادة بناء العلاقة وتقويتها، فضلاً عن أنها تخفف القلق والحزن. كذلك على الخائن أن يتعلّم المسامحة، وأن يسامح نفسه على إيذائه مَن يحبهم كي يتمكن من المضي قدماً. ومن خلال ذلك، يتعرّف إلى نفسه أكثر ويتعلّم أموراً عدة عن العلاقة أيضاً.

* تارا دوفورد

إعادة بناء الثقة تتطلّب جهداً من الخائن وممَن تعرض للخيانة

القدرة على مسامحة الشريك تسهم في إعادة بناء العلاقة وتقويتها
back to top