فتح فارس

نشر في 09-09-2017
آخر تحديث 09-09-2017 | 00:04
 يوسف سليمان شعيب عندما هلّ علينا شهر رمضان المبارك توقفت عن الكتابة لأتفرغ للعبادات، ولله الحمد والفضل والمنة أن يسرها لنا، فضلاً عن البحث عن شخصيات قيادية من صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الفتوحات الإسلامية، ومدى تأثيرها بعد توفيق الله في حسم المعارك وترجيح النصر لجيش المسلمين.

ومن خلال البحث وجدت أنه من الواجب أن يوجه تساؤل إلى المحققين والمؤرخين والإعلاميين في جميع مجالاتهم: لماذا تم هضم حق تلك الشخصيات التي سطرت أروع الملاحم وأشجع المعارك في سبيل رفع كلمة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، حسب ما أمرهم النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ومن بعده الخلفاء الراشدون الذين لم يحيدوا عن المنهج النبوي قيد أنملة؟

أسماء أشخاص من حقهم علينا أن نذكرهم ونذكر بطولاتهم، ومن حقنا على المعنيين أن نعرف سيرتهم منذ ولادتهم إلى موتهم، مروراً بالظروف التي فتحت لهم نور الإسلام ليعتنقوه، ويسطروا تحت رايته تاريخا يعجز الراوي عن روايته ووصفه.

ومن الغريب والمدهش، ومن محاسن المصادفات، أن يلتقي أغلب أولئك الأبطال في فتح مدن فارس، فمنهم من اشترك في فتح تُستر، ومنهم من فتح الري، وهناك من فتح نرسي، ولا يمكننا نسيان فتح نهاوند الكبير.

وليس لنا عزاء إلا دعوة كل المؤرخين والمحققين ووسائل الإعلام ومراكز البحوث والدراسات، والجامعات والمكتبات، وكل من له شأن في ذلك، أن يبدأوا بتجميع كل المعلومات عن تلك الشخصيات التي كانت، بعد فضل الله وكرمه، سببا في فتح بلاد فارس.

فهذا التاريخ قد يسمع عنه فقط بأسماء الفتوحات، دون أن تعرف الأجيال كيف كانت تلك الفتوحات، وكيف يتم النصر إذا كان تحت راية "لا إله إلا الله" بحق، وكيف كانت الدراسة الحربية من قراءة واقع المعركة وظروفها.

أملنا أن تكون هناك جهة ترعى هذا الأمر، وتبدأ بعمل كل إجراءاتها لتوصيل الصورة الحقيقية والمشرقة لتلك الشخصيات.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top