التأجيل... عندما لا يأتي الغد!

نشر في 08-09-2017
آخر تحديث 08-09-2017 | 00:00
No Image Caption
لنتعرف إلى ماهية التأجيل، والعراقيل التي يضعها في حياتك، وكيفية التخلّص منه.
حلّ صباح يوم جديد، وها هي خططك كلها واضحة أمامك مجدداً. جلستَ لتنجز عملاً مهماً، لكنك أدركت فجأة أنك تشعر بالجوع، أو أن عليك الرد على رسائل إلكترونية أولاً، أو أن من الضروري أن تخبر العالم على الأرجح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أنك انطلقت في عملك.

يذكر الخبراء: «يملك الشخص ميلاً إلى التأجيل لأسباب عدة». إليك لمحة سريعة عن أسباب التأجيل وكيفية التعاطي معه.

لمَ نعمد إليه؟

يؤجل المرء عمله عندما يدرك أن من المهم إنجازه إلا أنه ليس ملحاً كفاية. لذلك يقول له عقله: لمَ تستعجل في إنهاء هذه المهمة فيما تستطيع القيام بها لاحقاً؟

يميل الناس إلى التأجيل أيضاً عندما يُضطرون إلى القيام بأعمال كثيرة، ويعجزون عن تحديد أولوياتهم.

وهكذا، في الصراع الذي ينشب لتحديد ما الأكثر أهمية وما المهمة التي يجب إنجازها أولاً، ينتهي المطاف بالإنسان إلى إرجاء أعماله كافة.

مخاطر مشمولة

• عندما يميل الإنسان إلى التأجيل، يرجئ مهاماً عليه إنجازها، ما يسبب خسائر شخصية أو مهنية.

• يفقد الإنسان السيطرة على عقله ويعجز عن ترتيب أولوياته من منظار صحيح. ويسفر عن ذلك عدم قدرة على إنهاء المهام الضرورية، ما يؤدي بدوره إلى تراجع كبير في الثقة بالنفس.

جذور التأجيل

تبدأ مشكلة التأجيل في سن المراهقة. إليك الرابط بين الاثنين:

• يميل المراهق إلى التلهي، ويشكّل الأخير غذاء يعزّز التأجيل.

• منذ مرحلة الطفولة، يحضّ الأهل الولد على إنجاز المهام الموكلة إليه. ولكن في المراهقة، يكتشف حريته الجديدة حين يكف الأهل غالباً عن ملاحقته لبذل مجهود أكبر. على سبيل المثال، تتحوّل خمس دقائق من Candy Crush قبل الدرس إلى ساعات من التسلي بهذه اللعبة. ويستمر الوضع على هذه الحال إلى أن تصبح هذه العادة مشكلة. علاوة على ذلك، تكون المسؤولية في هذه المرحلة من الحياة محدودةً، ما يجعل المراهق يحمل خصلة التأجيل معه إلى مرحلة البلوغ.

الإقرار بالتأجيل

ينكر كثيرون أنهم يميلون إلى التأجيل ويصرون على رأيهم قائلين: «أنجح دوماً في إنهاء المهام الموكلة إليّ في الوقت المحدد». أو ربما يحاولون إقناعنا بأنهم لا يؤجلون، بل يتمكنون من تقديم أداء أفضل عندما يعملون بهذه الطريقة. إذاً، عليك أولاً أن تقرّ بأنك تعاني مشكلة.

إدارة الوقت

قسّم وقتك إلى أربعة أجزاء:

• الجزء الأول: الملح والمهم (يشمل هذا الجزء مسائل تجب معالجتها بسرعة أو في غضون فترة قصيرة).

• الجزء الثاني: غير ملح أنما مهم.

• الجزء الثالث: ملح إنما غير مهم.

• الجزء الرابع: غير ملح وغير مهم.

من الضروري تفصيل هذا الجدول بدقة

• من الضروري إنجاز القليل كل يوم مما يقع في خانة «المهم».

• يجب ألا تركّز اهتمامك على خانة الملح فحسب. على سبيل المثال، لا شك في أن اتصالاً من أحد العملاء يُعتبر ملحاً. إلا أن من الضروري أيضاً الرد على رسالة فتحتها لتوك على تطبيق WhatsApp، بما أن الشريطتين الزرقاوين اللتين تلقاهما المرسل تتركان لديه الانطباع بأنك لا تريد الرد.

لائحة بما عليك إنجازه

تقوم الإستراتيجية الأساسية الأخرى للتعاطي مع التأجيل على إعداد لائحة بما عليك إنجازه قبل ليلة:

• عندما تشمل لائحتك ثماني إلى عشر مهام عليك القيام بها، يُعتبر يومك بأكمله بالغ الأهمية. قد تأتي اللائحة على الشكل التالي: العمل، وتمضية الوقت مع زوجتك، وتخصيص بعض الوقت للرياضة...

• من الضروري تجزئة اللائحة. على سبيل المثال، حدّد تحت خانة العمل المهام الفرعية التي عليك إنجازها ككتابة رسالة إلكترونية، وإجراء اتصال، والاستعداد لتقديم محاضرة... أمضِ كل ليلة 15 إلى 20 دقيقة لإعداد لائحة بما عليك إنجازه في اليوم التالي. واحرص على أن تحوّل هذه العملية إلى عادة سليمة في حياتك اليومية. تمنحك هذه اللائحة صورة واضحة على الشكل الذي سيأخذه يومك التالي.

• قد تشمل لائحتك 20 مهمة. ولكن احرص على إنجاز 12 منها على الأقل يومياً. ويمكنك إرجاء البقية إلى اليوم التالي.

• تساعد هذه اللوائح الإنسان على إدخال نوع من التنظيم إلى حياته اليومية. عندما يكون دماغك مشوشاً وغير منظّم، تعجز عن التركيز وتروح تتخبط وسط مهامك محاولاً إنجازها كلها معاً دفعة واحدة. ولكن في خضم هذه المعمعة كلها، تفشل حتى في إتمام واحدة منها بالشكل الصحيح.

• بالإضافة إلى ذلك، عندما لا تنجز المهمة المدرجة على لائحتك اليوم، ستُضطر إلى إضافتها بالتأكيد إلى لائحة اليوم التالي. لذلك يجب أن تعقد العزم على أنك لن ترجئ المهام التي تُدرجها على اللائحة وأن تُنجزها في اليوم المحدد لها.

فوائد

لا شك في أن تغييراً أساسياً في نمط الحياة يعود عليك بفائدة كبيرة في هذا المجال:

يشمل نمط الحياة الصحي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على ثماني ساعات من النوم على الأقل، وتناول وجبات صحية تفصل بينها فترات محددة. يتجاهل كثيرون منا نظامهم الغذائي معتبرينه مسألة ثانوية، ولا يتناولون الطعام إلا عندما يشعرون بالجوع. لكن الامتناع عن تناول الطعام عادة سيئة تضر بالصحة، بما أنها تبطئ عمليات المعالجة في الدماغ.

يحمل كل منا في داخله ميلاً بسيطاً إلى الإرجاء والتأجيل. لذلك لا يمكننا جميعنا تفادي هذه المشكلة بالكامل. ولكن كي ننجح في نهاية المطاف في التغلب على هذا الميل الذي يفسد حياتنا، علينا أن نتصالح معه أولاً ونتقبله لنتوصل بعد ذلك إلى سبيل إلى محاربته بفاعلية.

التأجيل يسبب خسائر شخصية ومهنية

للتخلّص من مشكلة التأجيل عليك أن تقرّ أولاً بأنك تعانيها
back to top