الأغلبية الصامتة: العقاب ورقة

نشر في 07-09-2017
آخر تحديث 07-09-2017 | 00:14
كل ما أتمناه هو أن يسخط الله بعض المسؤولين «ورقة معاملة» تخص شخصا ضعيفا لا ظهر له ولا واسطة، وحين يختفي ذلك المسؤول الذي صار «ورقة» سيرى ويسمع كل ما يدور في مكاتب الإهمال من روتين وكلام لا علاقة له بالعمل، كما سيتعرف على رأي الموظفين فيه، خصوصا المنافقين منهم.
 إبراهيم المليفي في المسلسل الشهير "يوميات مدير عام" يتنكر "المدير العام" الذي يؤدي دوره الفنان أيمن زيدان بوجوه عديدة، كي يتمكن من تلمس مواطن الفساد والخلل في الجهاز الذي يرأسه، وتدور الأحداث في قالب كوميدي غاية في الروعة والإبداع.

من ناحيتي لن أطلب حدوث الشيء نفسه لبعض المسؤولين، لأنهم أصل الخلل والداء، ولكن كل ما أتمناه هو أن يسخطهم الله "ورقة معاملة" تخص شخصا ضعيفا لا ظهر له ولا واسطة، وحين يختفي ذلك المسؤول الذي صار "ورقة" سيرى ويسمع كل ما يدور في مكاتب الإهمال من روتين وكلام لا علاقة له بالعمل، كما سيتعرف على رأي الموظفين فيه، خصوصا المنافقين منهم عندما يكثر الحديث عن أسباب اختفاء "المدير العام"، هل هرب أو قتل أو انتحر... إلخ؟

ولأن هذا العقاب قد تبدو نهايته بحل معاملة الشخص الضعيف وعودة "المدير العام" إلى هيئته القديمة أو التوضيح بأن العذاب الحقيقي لم يبدأ بعد، فلربما يعود المسؤول، ولكنه يجد من جلس مكانه بقرار نهائي لأنه اختفى طوال فترة إهمال معاملات الضعفاء، وقد يعود ويجد أن "حلاله" وزع بين الورثة، وزوجته تزوجت برجل آخر، وأيضا هو قد يعود ويجد كل شيء كما كان بانتظاره ما عدا صدره الذي سيعج بالشكوك في كل شيء، والرغبة في الانتقام ممن سمعهم يقولون رأيهم الحقيقي فيه.

إن عقاب "الورقة" ليس بالأمر السهل، فادعوا معي أن يتحول كل مسؤول ظالم فاسد إلى ورقة معاملة لا ينظر فيها حتى يزول منصبه، وتصفى تركته، والله على كل شيء قدير.

back to top