الحمية... مسؤولة عن الإسهال؟

نشر في 04-09-2017
آخر تحديث 04-09-2017 | 00:03
No Image Caption
عليك تحديد المأكولات أو المقادير التي تسبّب لك الإسهال. مع التقدم في السن، قد يصبح الجهاز الهضمي أكثر حساسية تجاه بعض أنواع المأكولات وطرائق تحضير الطعام. ربما تناولت سابقاً مأكولات حارة كثيرة من دون أن تتعرّق، لكن بدأ الدجاج الحار بالكاري يسبب لك اليوم مشاكل هضمية مثل الإسهال، ما يعني أن يصبح التغوط مزعجاً ومحرجاً وسائلاً. يحصل الإسهال أحياناً بسبب مشكلة كامنة أو كأثر جانبي لدواء معين. لكن غالباً ما يرتبط السبب بالحمية الغذائية.


عوامل مؤثرة



قد تؤدي المنتجات التالية إلى الإسهال أو تزيد الحالة سوءاً:

• السكر: تحفّز السكريات الأمعاء على استخراج الماء والشوارد، ما يؤدي إلى إرخاء حركة الأمعاء. إذا تناولت نسبة كبيرة من السكريات، قد تصاب بالسكري. يُعتبر الفركتوز الموجود طبيعياً في الفاكهة (خوخ، إجاص، كرز، تفاح) أو المُضاف إلى مأكولات ومشروبات أخرى مثل هريسة التفاح والمشروبات الغازية والعصائر، واحداً من أبرز العوامل الضارة. يقول اختصاصي الأمراض الهضمية نورتون غرينبرغر، أستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد: «يصاب %75 من الناس الذين يستهلكون أكثر من 40 إلى 80 غراماً من الفركتوز يومياً بالإسهال». يرتبط عامل غذائي آخر بمواد التحلية الاصطناعية مثل السوربيتول والمانيتول والإكسيليتول (موجود في العلكة الخالية من السكر والسكاكر والأدوية).

• مشتقات الحليب: تحتوي هذه المنتجات على اللاكتوز ويجد بعض الناس صعوبة في هضمه. حذار من الأجبان والحليب والمثلجات ومنتجات أخرى كثيرة.

• منتجات «فودماب»: يكون الفركتوز واللاكتوز ومواد التحلية الاصطناعية جزءاً من مجموعة سكريات لا يهضمها الجسم بسهولة ويمكن أن تسبب الإسهال: تُسمّى هذه العناصر «فودماب» (سكريات قليلة التعدد وقابلة للتخمر، سكريات ثنائية، سكريات أحادية، بوليولات). تشمل مصارد أخرى لمنتجات «فودماب» القمح والجاودار والبصل والثوم والبقوليات (حمص، عدس، فاصوليا) والعسل والفستق والكاجو والهليون والخرشوف.

• غلوتين: الغلوتين بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار والجعة وحتى صلصات السلطات. يجد المصابون بحساسية تجاه الغلوتين صعوبة في هضم هذا العنصر ويصابون بالإسهال نتيجةً لذلك. بالنسبة إلى المصابين بالداء البطني، يدفع استهلاك الغلوتين بالجسم إلى مهاجمة بطانة الأمعاء الدقيقة، ما قد يسبب ضرراً حاداً.

• المأكولات المقلية أو الدسمة: يجد البعض صعوبة في هضم المأكولات الدسمة أو المقلية. يوضح غرينبرغر: «حين يعجز الجسم عن امتصاص المأكولات الدهنية بشكل طبيعي، تصل إلى القولون حيث تتفكك وتتحول إلى أحماض دهنية، ما يدفع القولون إلى إفراز سائل فيبدأ الإسهال».

• المأكولات الحارة: قد تخفي الصلصات الحارة نسبة مرتفعة من الدهون، لا سيما الأطباق المكسيكية أو توابل الكاري. وثمة أثر جانبي مزعج آخر: إذا أكثرنا من تناول المأكولات الحارة، قد نشعر بحرقة في المستقيم.

• الكافيين: تُسرّع الكافيين عمل الجهاز الهضمي. يمكن إيجادها في القهوة والشاي والشوكولاتة وعدد من المشروبات الغازية والمنتجات التي تحمل نكهة القهوة أو الشوكولاتة.



العلاج



يوصي الدكتور غرينبرغر بتحديد المأكولات والمشروبات التي يمكن أن تسبب الإسهال. يكون الاحتفاظ بمذكرة غذائية بداية ممتازة، ويمكن الاستفادة أيضاً من استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود عنصر آخر يسبب الأعراض. كان الطعام مسؤولاً عن المشكلة، يقول الدكتور غرينبرغر إن الحمية الخالية من منتجات «فودماب» يُفترض أن تعالج الإسهال خلال أسبوع أو أسبوعين. بما أن عدداً كبيراً من منتجات «فودماب»، مثل الفاكهة والخضار، يفيد الصحة، من الأفضل أن تتعاون مع اختصاصي التغذية لإعداد قائمة طعام تخلو من تلك المنتجات وتشمل مأكولات صحية أخرى.



اطلب المساعدة



قد يؤثر الإسهال المزمن على حياتك، في المنزل والعمل. وحتى لو لم يكن حاداً، قد تتردد في المشاركة في المناسبات الاجتماعية بسبب ظروفه العاجلة وغير المتوقعة. يتردد بعض الناس في استشارة الطبيب لأنهم يظنون أن المشكلة بسيطة أو محرجة. يوصي الدكتور غرينبرغر بأن يتصل أي شخص مصاب بإسهال مزمن بالطبيب، وتحديداً عند ظهور مؤشرات تحذيرية مثل تراجع الشهية أو فقدان الوزن: تكون أسباب الإسهال المزمن وعلاجاته معقدة. لا تحاول استكشاف المشكلة بنفسك.

تُعتبر الحمية جزءاً من أسباب الإسهال. تشمل العوامل الأخرى:

• التهاب جرثومي أو فيروسي.

• جراحة في جزء من الجهاز الهضمي.

• مشاكل صحية مثل متلازمة القولون العصبي ومرض كرون وفرط نشاط الغدة الدرقية والسكري وبعض أشكال السرطان.



بالنسبة إلى الراشدين الأكبر سناً، غالباً ما يكون الإسهال أثراً جانبياً لدواء معين. يقول غرينبرغر: «قد تسبب أدوية مثل المضادات الحيوية ومضادات النقرس الإسهال عبر تغيير حركة الأمعاء ونوعية الجراثيم فيها. لكن قد ترتخي حركة الأمعاء نتيجة 20 أو 30 اضطراباً معوياً مختلفاً».

back to top