الكريمات المرطبة... فاعلة في محاربة جفاف البشرة

إن كنت شاهدت أفلام دوريس داي أثناء نشأتك فربما افترضت أنها كانت تحظى بعلاجات خاصة بالبشرة لا تتوافر للعامة. ولكن كما كشفت هي بنفسها في سيرتها الذاتية، شكّل الفازلين (البيترولاتوم) عاملاً أساسياً في حفاظها على بشرتها ناعمة وطرية.

شهد عالمنا تبدلات جذرية خلال السنوات الخمسين الماضية. صحيح أن البيترولاتوم ما زال سلعة رائجة، إلا أننا صرنا نملك اليوم مجموعة واسعة ومتنوعة جداً من الكريمات المرطبة، يحمل كثير منها لائحة محيرة من المكونات على الغلاف. يذكر الدكتور كينيث أرندت، بروفسور متخصص في طب الجلد في كلية الطب في جامعة هارفارد: «يمكننا تشبيه الكريمات المرطبة بحاجز يحمي البشرة من الهواء البارد الجاف».

علامَ يجب أن تبحثي؟

تحتوي الكريمات المرطبة عموماً على ثلاثة أنواع من المكونات:

• ماصات الرطوبة: تمتص هذه المكونات الماء إلى داخل الجلد، محتجزةً غالباً مقداراً من الرطوبة يفوق وزنها بأضعاف. تشمل هذه المكونات الأمونيوم لاكتات، والسيراميدات، والغليسرين، وحمض الهيالورونيك، والليسيثين، واليوريا. يصف الأطباء غالباً كريماً يحتوي على الأمونبيوم لاكتات بنسبة 12% لمن يعانون السُّماك (حالة طبية يصبح معها الجلد مقشراً وبالغ الجفاف)، إلا أنه يتوافر أيضاً من دون الحاجة إلى وصفة طبية.

• المواد الحاجزة: تساهم مواد مثل البيترولاتوم والبدائل النباتية (خلطات من الزيوت والشمع)، والسيليكون (مركب اصطناعي)، واللانولين (مادة شمعية تفرزها غدد الخرفان)، ومجموعة متنوعة من الزيوت في إقفال البشرة أو تشكيل حاجز على سطحها بغية منع الرطوبة من التبخر. ولعل الأكثر فاعلية بينها الدهون الصافية، مثل الزيوت النباتية. تُستعمل هذه الزيوت كمواد مرطبة منذ عصور. وإن كنت تحبين ملمسها ورائحتها، فقد تشكّل بديلاً أقل كلفة للكريمات والمستحضرات التجارية.

• الملينات: تحتوي هذه المنتجات على الزيت والماء، فضلاً عن مستحلب يحول دون انفصالهما. تكون هذه عادةً كريمات حاجزة تحول دون تبخر الرطوبة. إلا أنها تُعتبر أكثر خفة واستعمالها أكثر سهولة، مقارنة بالبيترولاتوم أو الزيت. ويحتوي عدد كبير من هذه الكريمات المرطبة التجارية على مواد ماصة وحاجزة في آن.

خلاصة القول

يعتمد نوع الكريمات المرطبة الملائم لبشرتك على عوامل عدة: حالة بشرتك، تفضيلاتك الشخصية، وميزانيتك. وإذا عثرتِ على كريم أو مستحضر باهظ الثمن يناسب بشرتك، فتحققي من مكوناته. ولا شك في أنك تستطيعين الاستعانة بها للعثور على نوع محلي أو عام أقل كلفة.

لا تشكّل المرطبات المقاربة الوحيدة لتفادي جفاف البشرة. يمكنك أيضاً اتباع الخطوات التالية:

• استخدمي جهاز ترطيب الجو: اضبطيه على نسبة 60%، وهو معدل ملائم لتزويد الطبقة العليا من البشرة بالرطوبة الملائمة.

• لا تطيلي الاستحمام: لتقتصر فترة الاستحمام على خمس إلى عشر دقائق يومياً. واستخدمي ماء فاتراً، لأن الماء الساخن يقضي على الزيوت الطبيعية.

• ابتعدي عن أنواع الصابون القوية: ما رأيك في استخدام مساحيق تنظيف خالية من الصابون؟ كذلك تفادي الصابون المعطر.

• تعاملي مع بشرتك برقة: تفادي فرشاة الفرك والليفة لأنهما تلحقان الأذى ببشرتك. لا تفركيها حتى بمنشفة. بدلاً من ذلك، جففيها بالتربيت عليها.

• تفادي خدشها: خففي شعورك بالحكة باستخدام ضمادة باردة.