علاج القولون المائي... هل فوائده مؤكدة؟

نشر في 26-08-2017
آخر تحديث 26-08-2017 | 00:00
No Image Caption
يحاول صديقك إقناعك بالخضوع لعلاج تطهير القولون. يدّعي أنه يشعر بطاقة أكبر مع أنه لم يخضع إلا لجلستي علاج، ويؤكد لك أن تطهير القولون يزيل السموم من الجسم. ولكن هل هذا صحيح؟ وهل علاج القولون المائي آمن؟
يشكّل تطهير القولون، أو ما يُعرف أيضاً بعلاج القولون المائي، نوعاً من علاجات الحقن الشرجية. يقوم هذا العلاج على غسل الأمعاء بدفق من الماء يختلف مقداره، درجات حرارته، وضغطه. يستخدم المعالج أنبوباً يُقحِمه في الشرج ليغسل القولون بالماء الصافي أو الممزوج مع الإنزيمات، أو القهوة، أو البروبيوتيك، أو الأعشاب. وتدوم الجلسة عادةً نحو ساعة.

كان علاج القولون المائي معتمداً في حضارات، مصر، والصين، والهند، واليونان القديمة. وازدادت هذه الممارسة شعبية مع انتشار المنتجعات الأوروبية في القرن التاسع عشر.

صحيح أننا نفتقر إلى أدلة علمية تؤيد فاعلية هذا العلاج، إلا أن كثيرين يروجون له اليوم، مدعين أنه يعود بالفائدة على الصحة عموماً، ويعتبرونه علاجاً مفيداً للسرطان وأمراض أخرى لا ترتبط بالجزء السفلي من الأمعاء.

يزعم أنصار علاج القولون المائي أنه يحسّن المقدرات الفكرية، ينظّف الجسم من مواد سامة تسبب الأمراض المزمنة، ويعزّز جهاز المناعة. وتشير إحدى النظريات إلى أن البكتيريا والفضلات التي تبقى في الجزء السفلي من أمعائنا تعيق عمل جهاز المناعة في الجسم. لذلك يقترح البعض أن غسل هذه البكتيريا والفضلات يعود على الجسم بفوائد صحية، علماً أن هذا الأمر غير مثبت.

سلبيات

في المقابل، قد يؤدي علاج القولون المائي إلى تأثيرات سلبية حادة، لذلك من الضروري الخضوع له بحذر. على سبيل المثال، قد يمتصّ جسم مَن يخضعون لجلسات عدة منه كمية كبيرة من الماء، ما يسبب خللاً في إلكتروليتات الدم. وإن كان الخلل حاداً، قد يؤدي إلى الغثيان، والتقيؤ، وعدم انتظام نبض القلب، والغيبوبة في حالات نادرة. كذلك يجب ألا ننسى خطر ثقب الأمعاء (تمزق جدار الأمعاء)، فهذه مشكلة بالغة الخطورة.

علاوة على ذلك، يجب ألا يُعتبر تطهير الأمعاء العلاج الوحيد (بدل علاجات أخرى مثبتة علمياً) لحالات خطيرة. كذلك يلزم ألا يدفعنا إلى إرجاء استشارة طبيب متخصص، لا سيما إن كنا نعاني عارضاً أو مرضاً حاداً.

أعتقد أن الأدلة المتوافرة حتى اليوم لا تدعم اللجوء إلى علاج القولون المائي كوسيلة لتحسين الصحة وتفادي الأمراض، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وإن كانت نادرة.

علاج القولون المائي قد يتسبب بتأثيرات سلبية حادة لذا من الضروري الخضوع له بحذر
back to top