البواسير... متى أزور الطبيب؟

نشر في 26-08-2017
آخر تحديث 26-08-2017 | 00:00
No Image Caption
ربما تكون ممن يُصابون كل بضعة أشهر بالبواسير التي تسبب ألماً مبرحاً، ولكن ما هي إلا أيام قليلة حتى تختفي من تلقاء ذاتها. فهل من طريقة لتفاديها، وهل من الضروري استشارة الطبيب عندما تعاود الظهور؟
البواسير مشكلة شائعة. يساهم بعض التعديلات في نمط الحياة في الحدّ من احتمال الإصابة بها. ولكن إن لم تحُل هذه التغييرات دون ظهور البواسير مجدداً، وتحوّلت هذه المشكلة إلى مصدر ازعاج كبير، من الضروري استشارة الطبيب للحصول على تقييم شامل وتحديد مدى حاجتك إلى علاج.

تشكّل وسادات البواسير جزءاً طبيعياً من تركيبة الجسم في القناة الشرجية، فتساهم في إبقاء البراز في الداخل وتضبط عملية حصره. ولا تتحوّل البواسير إلى مشكلة إلا عندما تتورّم عروق فيها وتنتفخ.

تتشكّل البواسير أحياناً داخل المستقيم، فتُدعى في هذه الحالة بواسير داخلية. أما عندما تنشأ تحت الجلد حول الشرج، فتُعرف بالبواسير الخارجية.

لا تسبب البواسير الداخلية أي ألم، ولا تتطلّب عادةً العلاج، إلا إذا بدأت تنزف. أما البواسير الخارجية، فتؤدي غالباً إلى ألم وانزعاج يربطهما الناس بها.

تعود اضطرابات البواسير إلى تنامي الضغط في منطقة أسفل الحوض، وينجم في معظم الحالات عن الشد أثناء التغوط والجلوس طويلاً على كرسي المرحاض. كذلك ترجع هذه المشكلة في بعض الحالات إلى الإمساك أو الإسهال المزمنين، أو السمنة، أو الحمل. أما البواسير الخارجية، فتنشأ عادةً وفق النمط المذكور أعلاه: تزداد حجماً طوال ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم تختفي تدريجياً.

حلول

تشمل العوامل الأساسية التي تساهم في تفادي البواسير انتظام حركة الأمعاء من دون الحاجة إلى الشدّ. لتحقيق هذا الهدف، عليك إجراء تعديلات عدة في نمط حياتك. من الضروري، مثلاً، التمرّن بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف، والإكثار من السوائل، وتفادي الجلوس فترات طويلة.

عندما تعاني البواسير الخارجية المؤلمة، تساعدك خطوات الرعاية الذاتية في التخفيف من الشعور بالانزعاج. تحتوي الكريمات، والتحاميل، والرقعات المصممة لعلاج البواسير، والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية، على مكونات تحدّ من الألم والحكة، مثل بندق الساحرة والهيدروكورتيزون. تعود هذه المنتجات عادةً بفائدة كبيرة على المريض. ولكن لا تستعملها لأكثر من سبعة أيام متتالية، لأن الإفراط في استخدامها أو إطالته أكثر من اللازم يسببان أحياناً تأثيرات جانبية مثل الطفح الجلدي، والالتهاب، وترقق البشرة.

علاوة على ذلك، يساهم الجلوس في حوض ماء فاتر أو حوض sitz، الذي يحتوي على الماء فحسب، مدة 01 إلى 51 دقيقة مرتَين إلى ثلاث مرات يومياً في الحد من التورم. كذلك، تتيح لك أكياس الثلج أو الضمادات الباردة امتصاص الألم والتورّم. على نحو مماثل، تخفّف المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين، أو الأسبرين، أو الأسيتامينوفين، الشعور بالانزعاج.

ولكن إن استمرت البواسير لأكثر من أسبوع رغم هذه العلاجات المنزلية كافة، أو إذا سببت لك الألم والانزعاج، فلا بد من زيارة عيادة الطبيب. عليك أيضاً استشارته إن عانيت نزفاً شرجياً من دون الشعور بالألم، ذلك بغية استبعاد إصابتك بحالات أكثر خطورة. وإذا اتضح أن هذه الأعراض تعود إلى البواسير، سينصحك الطبيب باستئصالها جراحياً.

تتوافر تقنيات عدة لإجراء هذه الجراحة، التي يخضع لها المريض عموماً في عيادة الطبيب ولا يُضطر إلى النوم في المستشفى.

إذاً، تساعدك التعديلات في برنامجك الرياضي ونظامك الغذائي في تفادي البواسير في المستقبل. أما إذا عاودت المشكلة الظهور، فاتبع خطوات الرعاية الذاتية التي ذكرناها أعلاه، ولن تحتاج على الأرجح إلى أي علاج إضافي. ولكن إن ظلّت البواسير مصدر ألم، فزر عيادة الطبيب.

back to top