تغلّب على التعب النفسي

نشر في 26-08-2017
آخر تحديث 26-08-2017 | 00:03
No Image Caption
تتعدّد مؤشرات التعب النفسي التي تستحق الانتباه، من بينها الخمول منذ الاستيقاظ من النوم وصعوبة التركيز وتعكّر المزاج... لا بد من التعامل مع هذا الوضع بجدية! إليك أفضل السبل للتمييز بين التعب النفسي والإرهاق الجسدي.
هل يرهقك عملك؟

يشير مفهوم «الإجهاد التام» إلى حالة من الإرهاق النفسي والمعرفي والجسدي، وقد يصبح واحداً من أشهر الأمراض المعاصرة قريباً. بعدما انحصرت هذه المشكلة بمقدمّي الرعاية والعمّال الاجتماعيين خلال السبعينيات، باتت تطاول اليوم المجالات المهنية كافة.

يربط بعض الخبراء هذا الوضع بظروف العمل في الشركات كونها تهتمّ بحصد الأرباح وتُجبِر العمّال على إتمام مهام صعبة قد تنعكس سلباً على مستوى تقديرهم نفسهم. هكذا ينشأ شكل من الإرهاق الفكري الذي يختلف عن التعب السليم المرتبط بالجهود التي تُبذَل لتحقيق الإنجازات وتكون مصدر فخر.

ربما يصيب التعب العاطفي العاملين في جمعيات خيرية لأنهم يشعرون بعجزهم عن تحقيق نتائج مُرضِية، فيضعون في النهاية قناع اللامبالاة. تزداد حدّة هذا التعب في حياتنا اليومية ويمكن نَسْب المشكلة أيضاً إلى فقدان المعايير والمعاني القيّمة.

هل تنقصك الطاقة؟

التعب شعور غير طبيعي يترافق مع تراجع الطاقة. سواء كان مفاجئاً أو تدريجياً، لا يجب إهماله إذا لم يختفِ من تلقاء نفسه بعد ليالٍ من النوم العميق أو إذا استمرت المشكلة مع مرور الوقت. لكن لا يسهل التمييز بين التعب الشائع والتعب النفسي لأن التعب الذي يرتبط بضغطٍ نفسي متكرر وأحداث عاطفية يُتَرجَم أيضاً بأعراض جسدية مثل التشنجات العضلية والانزعاج الحاد. لكن من الملاحظ أن التعب المرتبط بعدوى أو اختلال التوازن البيولوجي يزداد حدة على مر اليوم، بينما يظهر التعب النفسي منذ الاستيقاظ من النوم ويترافق مع تعكّر المزاج وصعوبة التركيز والإحباط ولكنه يتراجع مع مرور الساعات ويختفي في موعد النوم. وليس نادراً أن يتفاقم الوضع بسبب الراحة!

هل تتلاشى حيويتك؟

يولي المحللون النفسيون اهتماماً خاصاً بالحالة حين يشتكي المرضى من خمول مفرط. بالنسبة إلى مدرسة فرويد، يشكّل التعب الدائم من دون سبب جسدي أحد أعراض عصاب القلق.

للمرضى المصابين بحالات مماثلة، يوصي علماء النفس عموماً بتحديد الأولويات وترتيب الأفكار ووضع لوائح بالمهام الأساسية. لكن قد يتحوّل هذا الصراع الدائم إلى اكتئاب لأن الطاقة تصبح مكبوتة بدل استعمالها خدمةً للابتكارات والأفعال المثمرة. لذا تمرّ مكافحة التعب النفسي بتحليل ما يحصل في داخلنا وتحديد العواطف التي تحرّكنا. يصعب أن نحافظ على قوتنا للتهرّب من المشاعر السلبية وتهدئة تشنجاتنا الداخلية.

وسائل العلاج

يمكن إيجاد حلول فاعلة للإجهاد العقلي في مجال الطب البديل. إذا كنت مصاباً بتعب نفسي، قد يبدو كل شيء صعباً في نظرك أو خارج سيطرتك. في حالات مماثلة، من الأفضل أن تستشير طبيباً نفسياً لتجنّب احتمال التعرّض للاكتئاب. وحده الاختصاصي الذي يصغي إلى مريضه يستطيع تقييم الحالة بدقة.

بعد استبعاد الاكتئاب، لا تأخذ أي منشطات عشوائية لأنها لا تعالج الحالة بالطريقة المناسبة وقد يؤدي التعب النفسي إلى إجهاد تام ما لم يُعالَج. تتعدّد الخيارات الفاعلة مثل طب التجانس والعلاج بالعناصر الزهيدة والنباتات والوخز بالإبر وأزهار باخ. لكن يبرز العلاج بالعطور أكثر من جميع العلاجات المحتملة. تسمح ممرات الشمّ باستهداف الجهاز العصبي مباشرةً عبر تنشّق الجزيئات العطرية في الزيوت الأساسية ومن دون مواجهة أي آثار جانبية. يبقى هذا العلاج العطري نشطاً وقوياً بشرط أخذ التدابير الوقائية اللازمة.

وصفات عطرية

يجب أن تعيد التوازن إلى الجهاز العصبي نهاراً عبر تحفيزه من دون زيادة عصبيته مقابل الاسترخاء مساءً لتسهيل النوم. طبّق العلاج أدناه طوال ثلاثة أسابيع:

في الصباح: دلّك الضفيرة الشمسية (الجهاز العصبي) بخمس قطرات من زيت الخشب الأساسي المذوّب في الكمية نفسها من زيت نباتي (مكاديميا، نواة المشمش، لوز حلو). أو اسكب قطرتين من زيت الزنجبيل الطازج على قرص حيادي.

ثم ضع قطرتين من زيت النعناع والكينا وتنشّقه. أو ضع قطرتين من كل زيت أساسي على العنق في الساعة العاشرة صباحاً وظهراً ونحو الرابعة بعد الظهر أو بحسب حاجتك.

في فترة المساء: في عشر قطرات من زيت نباتي، ذوّب قطرتين من زيت البابونج الروماني المهدئ وأربع قطرات من زيت الخزامى الذي يخفف القلق ويحسّن نوعية النوم ويقلّص أعراض التعب والصداع ووجع البطن وخفقان القلب.

دلّك قفصك الصدري وقاعدة عنقك بهذا الخليط قبل النوم. أو ضع قطرتين من كل زيت أساسي على منديل بالقرب من وسادتك، ثم تمدد وتنشّق العطر بعمق.

التعب شعور غير طبيعي يترافق مع تراجع الطاقة يجب ألا يهمل
back to top