8 أصوات للكسل... كيف تسكتها؟

نشر في 23-08-2017
آخر تحديث 23-08-2017 | 00:02
No Image Caption
الكسل مشكلة يواجهها الجميع بدرجات مختلفة، ومصادرها متعددة. وفي معظم الأحيان، لا نعرف السبب، بل نشعر به فحسب.
على غرار التأجيل، يشكّل الكسل عارضاً لا سبباً. يبدو الكسل واسع الانتشار لأن له أصواتاً وأوجهاً كثيرة تؤثر في سلوكنا. إليك ثمانية من أصوات الكسل:

• الحيرة: «لا أعرف ما علي فعله».

• الخوف المرضي: «لا أستطيع».

• طريقة التفكير المحدودة: «أخشى أن أخفق أو أبدو غبياً».

• البلادة: «أنا تعب جداً. لا أملك الطاقة».

• اللامبالاة: «لا آبه لأي أمر».

• الندم: «صرت أكبر سناً من أن أبدأ الآن. فات الأوان».

• الهوية: «أنا شخص كسول».

• الخجل: «يجب ألا أكون كسولاً إلى هذا الحد».

هل يبدو أي من هذه الأصوات مألوفا ًلك؟ لنتأمل في كل نمط تفكير منها على حدة ونتطرق إلى طرائق علاجه.

الحيرة: «لا أعرف ما علي فعله»

ربما يكون هذا الصوت صادقاً. في هذه اللحظة، لا يعرف مَن يعبّر عنه ما عليه فعله.

عندما تسمع هذا الصوت، ابدأ بالبحث عن توازنك. وإذا استمرت الحيرة، فرحّب بهذا الشعور. تقبّل الحيرة وستعبر ليحل محلها الوضوح.

الخوف المرضي: «لا أستطيع»

يولّد لدينا الخوف الحقيقي رد فعل «المواجهة أو الهرب». لكن الكسل ينبع عادةً من خوف مرضي. بدل أن نحارب لأجل ما نريده أو نهرب لنواجهه في يوم آخر، يجعلنا الخوف المرضي نتجمّد. نشعر بأننا عاجزون عن الحركة.

كي نتغلب على هذا الخوف المرضي، علينا أن نقر بخوفنا، ونشعر به، ونتصدى له. ينصح ديفيد ريتشو في كتابه How To Be An Adult (كيف تكون راشداً): «العمل بدافع الخوف جبن. أما العمل مع الخوف فشجاعة تساعدنا على تخطيه». إذاً، لنتغلّب على الخوف المرضي، يجب أن نقوم بما نخشاه.

طريقة التفكير المحدودة: «أخشى أن أخفق أو أبدو غبياً»

«طريقة التفكير المحدودة» مصطلح شائع من كتاب عالمة النفس كارول دويك Mindset (طريقة التفكير). مع طريقة التفكير هذه، يعتقد الناس أن مواهبهم، وقدراتهم، وذكاءهم محددة منذ ولادتهم.

لذلك يخشى مَن يملكون طريقة تفكير محدودة أن يختبروا مسائل جديدة لأنهم يريدون أن يبدوا أذكياء وموهوبين، مع أنهم يفتقرون إلى الخبرة. في المقابل، يدرك مَن يتحلون بطريقة تفكير نامية أن مواهبهم، وقدراتهم، وذكاءهم تنمو من خلال التمرّن المتعمّد.

إذا سمعت هذا الصوت، فبدّل طريقة تفكيرك المحدودة.

البلادة: «أنا تعب جداً. لا أملك الطاقة»

نوظّف طاقة كبيرة لنكبح جزءنا الكسول. ولكن كلما هربنا منه، ازداد قوة في لاوعينا. لذلك عندما نشعر بالبلادة، يجب ألا نحاول تحفيز أنفسنا بالكافيين، بل يلزم أن نتقبّل شعورنا بالتعب.

يحتاج مَن يحققون الإنجازات إلى نشاط أقل وراحة أكبر. أغمض عينيك وراقب تنفسك. يشكّل تقبّل البلادة غالباً أفضل طريقة لتخطيها. كذلك تستطيع اللجوء إلى تمارين التأريض (grounding exercises) كي تحرر طاقتك. أما إذا أخفقت، فأمضِ 60 ثانية تحت الماء البارد لتبدّل تركيبتك الكيماوية الحيوية وتنشّط ذهنك.

اللامبالاة: «لا آبه لأي أمر»

اللامبالاة صوت الكآبة، وكلنا نشعر بالكآبة. ومن خلال تجربتي كمدرب شخصي، لاحظتُ أن محبي العمل قلما يلاحظون أنهم يعانون الكآبة لأنهم «يحاولون تخطيها ببذل طاقة مضاعفة». ولكن على غرار الكسل، تزداد الكآبة قوة، كلما سعينا إلى مقاومتها.

للكآبة مصادر عدة. على سبيل المثال، نعيش أحياناً خارج مسارنا الحقيقي، منجزين أعمالاً عدة لا نحبها. نتيجة لذلك، نخلط بين الكسل وبين غياب الاهتمام.

إذا سمعت هذا الصوت، فحاول أن تبحث عما تعتبره أنت مهماً. عليك أن تصوغ رؤية شخصية ملهِمة وتكتشف قيمك الشخصية.

الندم: «صرت أكبر سناً من أن أبدأ الآن. فات الأوان»

يشكّل الشعور بالندم جزءاً من مرحلة البلوغ. لكن الندم يعوقنا عندما نمنع نفسنا من الحزن على الماضي. هذه الأصوات معتقدات لا حقائق. إنها مجرد أعذار تحول دون انطلاقنا الآن.

عندما تسمع هذا الصوت، اشعر بالخسارة، ثم تخطاها.

الهوية: «أنا شخص كسول»

تأكد من أن جزءك الكسول يسيطر عليك حين تسمع هذا الصوت. عندما ننعم بالتوازن، نكون محايدين، فلا نعتبر أنفسنا كسالى أو العكس نشيطين. نكون في حالة توازن.

أقر بهذا الصوت، ثم اطلب منه أن يتنحى جانباً. يمكننا أن نعبّر عن الكسل من دون أن نسمح له بتحديد هويتنا.

الخجل: «يجب ألا أكون كسولاً إلى هذا الحد»

يُشكّل الخجل صوتاً آخر فينا يتّحد مع الكسل. يبقي الخجل الكسل مسيطراً لأنه يعزّز أنماط سلوك غير مرغوب فيها.

يدفعنا التعاطف مع الذات إلى تحمّل المسؤولية واتباع أنماط سلوك مختلفة. تُظهر الدراسات أن مَن يتحلون بالتعاطف مع الذات يكونون أكثر ميلاً إلى تحمل المسؤولية الشخصية، مقارنة بمن ينتقدون أنفسهم.

فضلاً عن ذلك، يوضح عالم النفس كريستن نيف: «أحد الأسباب الرئيسة لافتقار الناس إلى التعاطف مع الذات خوفهم من الانغماس في الملذات. يعتقدون أن انتقاد الذات يبقيهم على الدرب الصحيح، لا سيما أن ثقافتنا تعتبر أن تأنيب الذات يشكّل المسار الأنسب».

لا بأس في الكسل، فهو لا يحدّد شخصيتك. ولكل منا جزء كسول. تذكّر أنك لست استثناء.

اسمع الرسالة وراء هذه الأصوات

يخفي كل صوت من هذه الأصوات رسالة. تقدِّم أنماط التفكير هذه معلومات لا أكثر. لذلك من الضروري الإصغاء إلى هذه الرسائل وتقبّلها من دون انتقاد أو إصدار أحكام.

تشمل أفضل الحلول لتخطي الكسل فهم الأصوات المحفّزة لأنماط السلوك هذه. تعلّم أن تسمع هذه الأصوات بوعي محايد.

صادق هذه الأصوات واعرف ما تحاول أن تخبرك به. وتبنَّ أساليب تساعدك على التوسّع إلى ما وراء الحدود التي تمثلها هذه الأصوات.

تقبُّل البلادة يشكّل غالباً أفضل طريقة لتخطيها

لنتغلّب على الخوف المرضي يجب أن نقوم بما نخشاه
back to top