كيف تربين أولاداً يجيدون التعاطي مع المال؟

نشر في 23-08-2017
آخر تحديث 23-08-2017 | 00:00
No Image Caption
في زمن راجت فيه المعاملات المصرفية عبر الإنترنت، وبطاقات الاعتماد، والتسوق عبر الإنترنت، لا عجب في أن الأولاد لا يكتسبون أفضل العادات في تعاطيهم مع المال.
لا يدخر في الوقت الراهن سوى 1% من الأولاد حول العالم مصروفهم، مع أن الأهل الذين يعطونهم هذا المصروف يأملون بأن يساعدهم في التعلم عن المال.

ولكن إذا ظنّ الأولاد أن بطاقة الاعتماد تشكل النظير العصري للعصا السحرية، فثمة طرائق عدة تساعدهم في اكتساب عادات إنفاق جيدة قبل أن يرزحوا تحت دين كبير ويفوت الأوان:

• تأخير المكافأة: سلوك يتعلمه الولد، حسبما تؤكد سوزان بيشام، مديرة تنفيذية في موقعMoney Savvy Generation على شبك الإنترنت الذي يهدف إلى تثقيف الأولاد مالياً. تضيف: «يشبه هذا العضلة، التي تزداد قوة كلما استعملتها». اكتشفت دراسة نُشرت عام 1972 بعنوان «تجربة الخطامية» وما زالت تُعتبر مرجعاً اليوم أن الأولاد الذين يستطيعون تأخير المكافأة يحققون نتائج أعلى في امتحانات دخول الجامعة، ويواجهون معدلات أدنى من السمنة، ويتحلون بردود فعل أفضل تجاه الإجهاد فضلاً عن مهارات حيوية إيجابية أخرى. جربي ذلك أثناء الانتظار إزاء نقاط الدفع في السوبرماركت حين يرغب ولدك في بعض السكاكر. يمكنك شراءها إنما الإحجام عن إعطائها له بضع ساعات. أو تستطيعين إخبار ولدك الأكبر سناً أنك تكتفين اليوم بمشاهدة واجهات العرض من دون شراء أية منتجات.

• مناقشة الحاجة مقابل الرغبة: توصي بيث كوبلينر، خبيرة مالية خاصة أصدرت كتابMake Your Kid a Money Genius (اجعل ولدك عبقرياً مالياً)، بتحويل هذا إلى نشاط معتاد خلال التسوق. كذلك تقترح القيام بما يلي في السوبرماركت: «اسألي ولدك: ربما ترغب في شراء الحليب بالشوكولاتة وعيدان الخضراوات، ولكن إلامَ تحتاج حقاً؟». الجواب الصحيح: الحليب العادي مع الخضراوات العادية، وفق هذه الخبيرة. وفي المتجر، ربما يرغب الولد في شراء لعبة، إلا أنه يحتاج إلى معطف.

• ضرورة أن يضبط الأهل بدورهم عاداتهم: هل سبق أن تنبهت لقولك: «يجب أن أسارع إلى ذلك المتجر القريب لأستفيد من التخفيضات؟». لا تنسي أن الأولاد يصغون.

• استخدام المال النقدي: تنشط منطقة الدماغ المرتبطة بالألم عندما نرى سعراً عالياً، وفق باحثين من جامعة ستانفورد وجامعة كارنغي ميلون. لذلك تزداد خدمات الاشتراك وخطط الاستخدام غير المحدود رواجاً في الآونة الأخيرة. لكن استعمال نقود ورقية ومعدنية فعلية يجعل المال يبدو واقعاً ملموساً لك ولولدك، وفق كوبلينر. وإذا شعرتما بالألم، فقد تقللان من إنفاقكما.

• السماح للولد بإنفاق مصروفه: ربما يود ولدك إنفاق مصروفه على العلكة. توضح كوبلينر: «من الضروري عند تخصيص مصروف للولد أن تكوني واضحة ومثابرة، وعليك أيضاً أن تمنحيه قليلاً من الحرية. أعلميه بمقدار المال الذي سيحصل عليه وما الوتيرة التي ستتبعينها. كذلك قدِّمي له بعض النصائح حول كيفية إنفاقه».

على سبيل المثال، ربما تسددين كلفة ملابس المدرسة، إلا أنك تخبرين ولدك أن عليه استخدام مصروفه الخاص لمشاهدة الأفلام في السينما، حسبما تقترح الخبيرة. كذلك يجب أن تضعي قواعد أساسية واضحة حيال ما لا يمكنه شراءه بمصروفه. تقول: «ربما تشمل هذه القواعد بالنسبة إلى بعض الأهل منع الولد من الانكباب على شراء فيض من الحلوى والسكاكر. ولكن تذكري أن أحد أهداف المصروف تعليم الولد كيفية استخدام المال بحكمة والسماح له باقتراف الأخطاء عند إنفاق نقوده».

إذاً، إن بدّد ولدك مصروفه على المصاصات، إلا أنه أدرك لاحقاً أنه كان يستطيع ادخار المال لشراء دمية محشوة، نأمل بأن يتذكر ذلك في المرة المقبلة التي يمرّ فيها إزاء رفوف السكاكر، وفق كوبلينر.

• التبضع: أثناء التبضع، علّمي ولدك أهمية المقارنة بين السلع، وأريه أن استخدام بطاقات الحسومات يقلِّل إلى حد كبير مما تدفعينه ثمناً للأشياء، حسبما ينصح ديفيد باكي، خبير مالي في موقع Money Crashers. وهكذا تكسبين محباً صغيراً لجمع بطاقات الحسومات وشريكاً مميزاً أثناء التسوق.

back to top