Battleship Island... تشويق كوري عن عملية فرار بالحرب العالمية الثانية

نشر في 19-08-2017
آخر تحديث 19-08-2017 | 00:03
هوانغ يونغ- مين في الفيلم
هوانغ يونغ- مين في الفيلم
قلما تُعرض فظائع الحرب بحماسة سينمائية بقدر ما نراه في The Battleship Island، هذه الملحمة العنيفة، والوحشية، والشاملة التي تدور أحداثها خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية في مركز عسكري ياباني متقدم احتُجز فيه بضعة آلاف من الكوريين.
يشكّل فيلم Battleship Island، الذي أخرجه ريو سونغ-وان (The Berlin File وVeteran) بطاقة قوية إنما بنقص موهن في التركيز، العمل الأخير في مجموعة من الأفلام الخيالية التاريخية عن تحرّر الكوريين من قيود الاستعمار الياباني، مع أن The Battleship Island يفتقر إلى مهارة وإتقان The Handmaiden وThe Age of Shadows، المبتكرين عن مقاومة الاحتلال.

في المقابل، يحتوي فيلم ريو على وفرة من عمليات إطلاق النار، والتعذيب، وانفجارات قنابل المولوتوف، واللحظات المطوّلة التي نشاهد فيها المجازر بالحركة البطيئة، وما هذه إلا انتفاضة تدوم نصف ساعة وتوصل هذا العرض الطموح جداً إلى خواتمه.

عرض تقني مبدع

يشكّل الفيلم عرضاً تقنياً مبدعاً وتسلسل أحداث مذهلاً بالتأكيد، خصوصاً أنه برمته من نسج خيال صانعي أفلام سعوا إلى تحويل صورة الهمجية اليابانية القاتمة إلى قصة انتصار لثورة وعملية فرار كورية.

هذا النوع من المراجعة التاريخية ليس جديداً في عالم الأفلام. صحيح أن The Battleship Island اتُّهم بعدم توخي الدقة التاريخية في الصحف اليابانية، إلا أن هذا الأمر لا يشكّل بحد ذاته سبباً كافياً لرفضه.

لا يؤدي ذلك الدفق المقلق من المشاعر الوطنية إلى طمس قوة رواية ريو المتعددة الأوجه وقدرتها على التأثير، حتى عندما تتقدّم التطورات بوتيرة غير منتظمة. يُدعى بطل الفيلم لي غانغ-أوك (هوانغ يونغ-مين)، زعيم عصابة مميز من سيول ينتهي به المطاف بعد عدد من التعديات المتهورة إلى سفينة متوجهة إلى جزيرة هاشيما اليابانية، أي جزيرة Battleship التي تشكّل معسكراً للعمل الإلزامي تحيط به أسوار إسمنتية قبالة ساحل ناغاساكي. ورغم اعتراضاته واعتراض ابنته الشابة سوهي (كيم سو-آن)، يُرغم غانغ-أوك على العمل في مناجم الفحم في الجزيرة إلى جانب مئات الرجال، والنساء، والأولاد الكوريين المحتجزين.

أداء مميز

صحيح أن أحداث الفيلم تجري عام 1945 ونهاية الحرب تلوح في الأفق، إلا أن ذلك لا يشكّل مصدر عزاء كبيراً للسجناء، علماً بأن عدداً منهم يتفردّ بأداء مميز واختيار دقيق للممثلين. على سبيل المثال، يؤدي سو جي-سوب بعينيه الحالمتين دور شوي تشيل-سونغ، زعيم عصابات من سيول كان يتحلّى سابقاً برقي كبير إلا أنه يحاول شقّ دربه بالقوة ليصل إلى موقع نافذ. أما لي جونغ-هيون، فتؤدي دور مال-نيون الجميلة، التي تتعرّض لإساءة كبيرة، مع أن هدف الشخصية الرئيس التخفيف من وطأة مأساة «الجليسات» الكوريات المريعة. وفي موقع آخر على الجزيرة، نشاهد بارك مو-يونغ (سونغ يونغ-كي)، جاسوس أميركي أُرسل إلى جزيرة هاشيما لتهريب قائد المقاومة الكورية الموقر يون هاك-شول (لي كيونغ-يونغ).

تكتسب هذه الحبكة مزيداً من التعقيد والغموض، وسرعان ما يتحوّل تركيز الفيلم على ظروف الجزيرة المريعة (أُنفقت ميزانية الفيلم الشحيحة بدراية كبيرة) إلى عملية خروج جماعي كوري جريئة تطيح بالشخصيات الأخرى كافة في بدايته. ولكن ما يُفترض أن يكون لحظة تلاقٍ مشوقة يتحوّل عموماً إلى صيغة مستهلكة: عندما تلتقي الخيوط المختلفة، تزداد طبيعة الحبكة الآلية وضعف الشخصيات بروزاً.

مفعم بالحيوية

وسط تلك الخطط السرية كافة وعمليات القتل الجماعي المحتمة، لا ينفك الفيلم يعود إلى غانغ-أوك البائس الواسع الحيلة، الذي يؤديه هوانغ (نجم فيلم التشويق البوليسي المتفجر Veteran الذي أخرجه ريو عام 2015) بأسلوب مفعم بالحيوية يقارب الفاكهة ويمثل إحدى نقاط التناقض الأكثر وضوحاً في نبرة العمل. أما التميز الحقيقي، فنراه مع كيم، نجمة ناشئة من Train to Busan يتحوّل أداؤها الملتزم بحق إلى مركز جاذبية القصة. وإذا أردنا إعداد أفلام خيالية تاريخية (أو غير تاريخية)، فعلينا اختيارها لتقود هذه المهمة.

صانعو الفيلم سعوا إلى تحويل صورة الهمجية اليابانية القاتمة إلى قصة انتصار
back to top