منظور آخر: عبدالحسين عبدالرضا لسنا مستعدين لوداعك

نشر في 17-08-2017
آخر تحديث 17-08-2017 | 00:12
«بوعدنان» لسنا مستعدين لوداعك بعد، ولا نشعر أن خمسين عاما من عطائك تكفينا، صعب أن يكتفي أي شخص من إبداعاتك ولكن عزائي أن المبدعين لا يرحلون وتظل أعمالهم خالدة كمحبتهم في قلوبنا.
 أروى الوقيان يوم وفاتك كان يوماً حزيناً على الكويت وعلى جميع محبي الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، هذا الفنان الذي صاحبنا في طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا، كان ذكيا بطرحه وسريع البديهة بتعليقاته الكوميدية الساخرة، كوّن لنفسه منهجا لم يستطع أحد أن يقلده.

كنا نشعر به قريبا منا، وكأنه أحد أفراد عائلتنا لأنه لازمنا في جميع مراحل حياتنا، كان دوما له بصمة وحضور، كان يتفوق على مرضه دوما بابتسامته المعهودة، ومسلسلاته كانت جزءا من رمضان، ومسرحياته خالدة لا تنسى، استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة بأن يقدم رسالة قوية من خلال الكوميديا الراقية غير المبتذله كالمنتشرة.

كان "بوعدنان" رجلا جريئاً لا يخاف الانتقاد لإصلاح البلد، وحبه للكويت غير قابل للمساومة وواضح لا يحتاج إلى دليل، فاستطاع خلال مشواره الذي امتد لأكثر من خمسين عاما أن يتحفنا بإبداعاته ويمتعنا بفنه ومدرسته، أدواره عالقة في أذهاننا، من ينسى حسين في درب الزلق الذي يعتبر المسلسل المفضل لدى الشعب الكويتي، ورغم أنه أُنتج في عام 1977 فإنه ظل خالدا حتى اليوم.

كانت له مسرحيات كثيرة أشهرها "باي باي لندن" و"بني صامت" و"عزوبي السالمية" و"على هامان يا فرعون"، وغيرها الكثير. ولم تقتصر موهبته على التمثيل بل كتب الفنان الراحل بعض أعماله المسرحية والتلفزيونية بنفسه، منها "سيف العرب" و"فرسان المناخ" و"عزوبي السالمية" و"30 يوم حب" و"قاصد خير" وغيرها، كما أنه خاض مجال التلحين والغناء والتأليف المسرحي والتلفزيوني وأصبح منتجا.

بالإضافة لذلك ساعد صوته الجميل على أداء الأوبريتات الغنائية تلك التي كنا نعشقها ونرددها ونحن صغار، لا سيما تلك التي جمعته مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله.

تاريخ الراحل كبير ولا يختزل بمقالة، ومحبته أكبر من أن تختزلها الحروف.

"بوعدنان" لسنا مستعدين لوداعك بعد، ولا نشعر أن خمسين عاما من عطائك تكفينا، صعب أن يكتفي أي شخص من إبداعاتك ولكن عزائي أن المبدعين لا يرحلون وتظل أعمالهم خالدة كمحبتهم في قلوبنا.

رحلت وجعلت في قلب كل محبيك في العالم غصة، كنت دوما سببا لضحكنا وإسعادنا ورحيلك لن يكون سهلا لأنك لم تكن يوما شخصا عاديا.

قفلة:

نشكر السلطات السعودية التي تفاعلت لأول مرة مع الإساءة في تغريده شيخ دين يدعى د. علي الربيعي، وأتمنى أن يتم تطبيق معاقبة الأشخاص الذين يسيئون للكويت ويحثون على العنصرية دوما، لما لهم من دور سيئ في وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الكراهية والبغضاء.

back to top