مسؤولون وفنانون يرثون رمز الكوميديا الخليجية

نشر في 13-08-2017
آخر تحديث 13-08-2017 | 00:00
قال وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم، إن "الكويت فقدت أحد رموز الإعلام الكويتي صاحب تاريخ ومجد صنعه على مدى أعوام طويلة، إنه أبوعدنان الذي قدم أعمالا سوف تكون خالدة ومحفورة في أذهان أجيال كثيرة على مدى التاريخ".

وأضاف: "أحزننا كثيرا خبر وفاة الفنان العملاق عبدالحسين عبدالرضا، فهو لم يكن ملكا للكويت فقط، فسيرته وتاريخه الفني الجميل كانا في متناول عشاقه ومحبيه، سواء في دول الخليج العربية أو في الوطن العربي بشكل عام"، مؤكدا أن "هذا الإرث الضخم من الأعمال المسرحية والدرامية سيكون منبعا لكل من يريد استلهام العطاء من شخصية بحجم هذا الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، ونتقدم بأحر التعازي إلى أسرة الراحل فقيد الكويت والأسرة الفنية في الكويت، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سرعة البديهة

ونعى الوكيل المساعد لقطاع التلفزيون في وزارة الإعلام، مجيد الجزاف الفقيد، الكبير، وقال:" بمزيد من الحزن والأسى، وإيمانا بقضاء الله الذي لا راد لقضائه، ننعى واحدا من رجالات الكويت المخلصين وأبنائها المتميزين، وفنانا من الفنانين الذين ذاع صيتهم ليس في دولة الكويت فحسب، بل في منطقة الخليج والعالم العربي، وهو الفنان القدير الراحل عبدالحسين عبدالرضا، يرحمه الله، عن عمر يناهز ثمانية وسبعين عاما إثر صراع طويل مع المرض.

وأضاف أن مكانة فقيد الفن لم تقتصر على الكويت، الذي كان، يرحمه الله، من رواد فن التمثيل فيها، وإنما الى منطقة الخليج العربي، حيث يعد من مؤسسي الحركة الفنية فيها منذ أن بدأ في أوائل ستينيات القرن العشرين، وتحديدا عام 1961 بمسرحية صقر قريش، وذكر أنه سوف يكون خالدا في القلوب والذاكرة بأعماله الخالدة التي لا تمحوها ذاكرة الأيام ولا السنين، حيث تظل عالقة في مخيلة كل متابع للحركة الفنية ومنذ عقود خلت، حيث قدم أعمالا كثيرة وهي التي تميزت بالإبداع والتفرد الفني، فضلا عن دوره الفني الرائع في هذه الأعمال، ونذكر منها: درب الزلق والأقدار وباي باي لندن وبني صامت وعزوبي السالمية وسيف العرب وفرسان المناخ و30 يوم حب، وقاصد خير وغيرها الكثير.. وإننا إذ ننعى الفقيد الغالي بكل حزن وأسى، فإن عزاءنا أنه باق وخالد في ذاكرة الفن الخليجي والعربي، وباق في قلوب أحبابه ورواده ومتابعي حركته الفنية التي أثرت المكتبات الإبداعية.

واختتم قائلا: "إن كان الموت غيبه، يرحمه الله، فإنه خالد في سجل لا يخطيء وكتاب لا ينسى من أحب الكويت وأعطاها الكثير من الجهد والكفاح والتميز والتطور الفني. رحمك الله يا أبا عدنان وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أؤلئك رفيقا.

من جهته، أكد الفنان الكبير عبدالعزيز السريع أن فجيعته كبيرة برحيل الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، على المستوى الشخصي والانساني والفني، لما كان يتمتع به من دماثة خلق وحسن معشر ونبل في العطاء والتصرفات.

وقال السريع: "الحزن يملأ نفسي وروحي، ويعجز الكلام عن وصف الحالة التي أنا فيها الآن، لغياب واحد من اكبر رموز الحركة الفنية، ليس على مستوى الكويت، بل على مستوى الامة العربية".

وأضاف: "لم يكن عبدالحسن عبدالرضا الفقيد الكبير ممثلا فحسب، فالساحة الفنية تزخر بالمواهب من مختلف الاجيال، ولكن كان قيمة ورمزا وضع الفن الكويتي في المكانة التي يستحقها، بفضل العطاءات التي قدمها على مستوى المسرح او التلفزيون او الاذاعة، تمثيلا وغناء، حيث كان يؤدي افضل من عشرات المغنين المتواجدين في الساحة الآن".

وتابع: "واذا كان الفقيد الكبير انتقل الى جوار ربه روحا فإن الخالدين لا يموتون، وسيظل موجودا من خلال اعماله، التي لعبت دورا كبيرا في حركة الثقافة والتنوير في الكويت والخليج والوطن العربي".

وتذكر آخر اللقاءات التي جرت بينهما في ملتقى فؤاد الشطي، حيث تحمل كثيرا على نفسه، رغم انه كان قادماً الى الملتقى مباشرة، بعدما أخذ "إبرة"، وظل واقفا يقوم بواجباته الاخلاقية والاجتماعية، احتراماً وتقديرا لصاحب الذكرى ولكبار الحضور.

واختتم السريع قائلا: "لا نملك الا ان نقول: ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته، ويعوضه خيرا على كل ما قدمه من جهد وعمل ودعم ومساعدة للاجيال الشابة، وجزاه الله خير جزاء عما قدمه من خير لكل محبيه ومن عرفه".

عبرت الفنانة الكبيرة حياة الفهد، وهي تنتحب بقوة، عن حزنها العميق لرحيل الفقيد الكبير، الذي يعد رمزا للكويت على مستوى الحركة الفنية في الكويت والخليج والوطن العربي.

وقالت، وهي تصارع دموعها، إنها تنعى للكويت، بل للعالم بأثره، رحيل القدوة والنموذج الفنان المثالي عبدالحسين عبدالرضا الذي انتقل إلى جوار ربه، ولا اعتراض على قضاء الله.

وكشفت الفهد أن آخر حديث جرى بينها وبين الفقيد الكبير عبر الهاتف كان يوم السبت الماضي، وتحدث فيه بمعنويات عالية وبحالة نفسية ممتازة، بعد نجاح تركيب الدعميات، لكن الأمر لله في الاول والآخر، هو يسترد وديعته وقتما يشاء وحيثما يشاء.

كلمة نظيفة

من جانبه، عبر الفنان الكبير جاسم النبهان عن حزنه العميق لخسارة المسرح الكويتي أحد كبار نوابغه وعلما من أعلامه، شارك مع جيله في الوصول بالفن الكويتي الى مكانة مرموقة عربيا، ونجح في الارتقاء بـ "أبو الفنون" من خلال ما قدمه من فن راق وكلمة نظيفة خالية من الإسفاف، عالجت الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع الكويتي الذي يعد من أكثر المجتمعات تحضرا ورقيا.

وأضاف أن تحضر المجتمع الكويتي وحرص المسؤولين في الدولة الكويتية على اعتبار المسرح أحد الروافد الثقافية المهمة من دون شك أعطى المزيد من الإبداع للفنانين الكويتيين بعد الاستقلال، وهم مطالبون بأكثر تكريم لعطاء هذا الفنان العملاق وجيله.

وشدد على أن خير وسيلة للترحم على روح الفنان الكبير هو عودة المسرح الكويتي إلى تألقه، من خلال تنافس الفرق المسرحية لتقديم أفضل العروض، ولا يقتصر الأمر على المناسبات.

وطالب الدولة بالقيام بمسؤوليتها من أجل تقديم الأعمال المسرحية الهادفة التي تحمل رسائل الحب للوطن والتعاضد والتراحم بين أبناء الشعب الكويتي المحب للحياة والسلام.

وتقدم النبهان إلى أسرة الفقيد الكبير ومحبيه والفنانين الكويتيين بخالص العزاء، متمنيا أن يسكنه الله فسيح جناته ويرحمه ويغفر له ويعفو عنه.

بدوره، أعرب المنتج والفنان باسم عبدالأمير عن حزنه العميق، لوفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا، مشيرا إلى أنه قيمة فنية كبيرة يصعب تكرارها.

أما الفنان طارق العلي، فقال: "خسرنا مدرسة فنية ورمزا وطنيا، فكان الراحل بمنزلة والدي ومعلمي ووالد جميع فناني الكويت، وأسأل الله القدير أن يسكنه فسيح جناته، ويلهمنا الصبر والسلوان".

وأضاف: "الله يرحمك بوعدنان، الأستاذ الحنون، وسندنا بعد الله، وأسأل المولى سبحانه أن يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته".

هرم الفن

بدوره، نعى المخرج د. علي حسن، إلى الأمة العربية عامة والشعب الكويتي خاصة، هرم الفن العربي الراحل عبدالحسين عبدالرضا، الذي وافته المنية في احد مستشفيات مدينة الضباب لندن، التي لطالما تحدث عنها الراحل في أعماله الفنية، التي خلدت في حياته وبعد وفاته.

وبين د. علي أن القلوب حزينة بفقدان بوعدنان الذي لا يختلف على حبه اثنان، فقد عاشت الكويت، بالأمس، حداداً، وكأن كل اسرة قد فقدت احدا من أهلها، إذ ان عبدالحسين عبدالرضا موجود بكل بيوت الكويت، صغيرها وكبيرها.

وقال: "بموت القدير عبدالحسين عبدالرضا، فقد اعلنت الضحكة حدادها، وأعلنت الابتسامة عزاءها، فاليوم يبكيه المشكلجية في (حسينوه)، ويبكيه المهندسون في (نوح)، ويبكيه الساسة وأصحاب المال في (فرسان المناخ)، ويبكيه المصريون فلن يشتري أهرامهم أحد، ويبكيه السواح في لندن التي فارقنا وهو فيها، وتبكيه العروبة في (باي باي عرب)...

وداعا يا أبا عدنان، فأنت موجود بيننا، وسيبقى عبدالحسين عبدالرضا خالدا على مرور التاريخ، لن يأخذ مكانه أحد".

أعمال تأريخية

أما نقيب الفنانين والإعلاميين في الكويت الفنان نبيل الفيلكاوي فأكد أن الفن في الكويت والخليج، بل في الوطن العربي كله، خسر قامة فنية كبرى وقيمة متميزة برحيل الفنان عبدالحسين عبدالرضا، أول نقيب للفنانين في الكويت، بل المؤسس الأول لنقابتهم.

وقال الفيلكاوي إن الفقيد الكبير لم يكن يؤدي الفن، ولكن كان يعتبره رسالته وكلمته في كل القضايا والمواقف، سواء التي تمس الكويت كدولة، أو الشعب من خلال تناوله في اعماله كافة القضايا التي هي على تماس مباشر مع الحياة بمختلف اطيافها وهمومها وموضوعاتها في دولة الكويت.

وذكر الفيلكاوي أن أبا الفنون في الكويت كان أباً لكل شباب الفنانين، والداعم الاول لهم من خلال مد يد العون، وإتاحة الفرصة للعديد منهم، الذين شاركوه في اكثر من عمل.

back to top