علاج آلام الجيوب والتهاباتها بالماء الملحي

نشر في 11-08-2017
آخر تحديث 11-08-2017 | 00:10
 د. روضة كريز لكم عانيت مع مراجعيَّ من آلام الصداع والعصبية والمزاج السيئ، والاختناق وانسداد الأنف، والشخير... كما أنني في كل مرة كنت أتمنى أن يكون دعائي مستجابا، وتتوقف الشركات "التجارية" الدوائية عن استيراد "زايلوميتازولين" Xylometazoline وأمثاله تحت أسماء مختلفة تجارية كمضاد لاحتقان الأنف، ووقف الرشح الأنفي بسبب التحسس من الرطوبة أو الغبار، أو مهيجات أخرى!

يعمل زايلوميتازولين عن طريق تضييق الأوعية الدموية في الأنسجة والجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى تقليل الاحتقان المؤقت، وسيلان الأنف (الرشح)، بينما لا تخفى مضاعفاته على أحد، فهو يؤدي بعد ذلك إلى زيادة الإفرازات الأنفية وحرقة الأنسجة جراء الاستعمال، وزيادة العطس، إلى جانب صداع وضيق في الصدر وتورم في الشفتين والفم واللسان والوجه، وهو ما يقال له "أنجيوأديما"، وهذه قد تؤدي إلى الاختناق والموت بسبب التورم في مجرى الهواء والحلق!

والأسوأ من ذلك، والذي دفعني إلى أن أكتب مقال اليوم، وتكرار نداء سابق عن مضار بخاخات الأنف هذه، هو أن كثيراً من العيادات التخصصية في القطاع الحكومي والأهلي تصفها للأعراض السابقة عند المريض، دون الرجوع إلى ملفاتهم الطبية، أو حالاتهم الصحية من مرضى ضغط أو سكري، أو من "مدمني" المسكنات غير الستيرويدية، كمرضى خشونة أو التهاب المفاصل المناعي أو العادي! وأقول "مدمني" المسكنات لأنهم يأخذونها بشكل منتظم ولفترات طويلة، ربما خوفاً من عمليات المفاصل البديلة أو لعدم الإمكانية لذلك، أو بنصيحة المختص المعالج، فلا يستطيع المريض أن يتوقف عن المسكن!

كما أن هذا النوع من الأدوية أراه يصرف للأطفال الرضع من قبل بعض أطباء المراكز الصحية والمستشفيات، دون مراعاة مضاعفاته على الرضيع أو الطفل، ولا يعرف الوالدان طريقة استعماله للطفل! بينما لا ينصح دولياً وعلمياً باستعماله إلا باستشارة متخصص أنف وأذن وحنجرة للأطفال، ولأسباب طارئة لا تزيد على ثلاثة أيام، حسب ما يراه الطبيب. ومما يزيد حالتي النفسية سوءاً هو صرف الزايلوميتازولين للحوامل والمرضعات، وكبار السن الذين يعانون تضخماً في البروستاتا! مما يؤدي إلى اضطراب في نتائج الفحص السكري في الدم، كما يتعارض مع علاجاتهم، ويؤثر سلبياً على الغدة الدرقية النشيطة وعلاجاتها أيضا... وما أراه ينقذنا في الموقف هذا هو العودة إلى الطبيعة وماء الملح المعقم!

فإذا تعودنا علاجياً الاستنشاق بالماء المعقم أو بماء ملحيّ (ملح بحري خام وغير مكرر) بكيفيته الصحيحة وتنظيف الأنف والجيوب الأنفية من 4 إلى 5 مرات يوميا، وذلك بأخذ الماء بقوة من فتحات الأنف ونثرها بنفس القوة خارجا، فإن ذلك سيكون علاجا ناجعا للصداع والشقيقة والجيوب الأنفية، وعلاجاً للشخير وضيق التنفس الليلي (Apnea)، كما يجدد الاستنشاق الأوكسجين اللازم للدم ويزيد تدفقه الصحي ويعالج حساسية الصدر والأنف، خصوصا الموسمية منها، ولا يضر بالحامل ومرضى السكري، ودون أي مضاعفات أو خوف من التكرار يوميا.

back to top