استفسار وفي انتظار الرد على ما كتبه عبدالرحمن الراشد

نشر في 11-08-2017
آخر تحديث 11-08-2017 | 00:13
الكويت لم ولن تكون ساحة خلفية لتصفية الحسابات بين الأشقاء رغم مساحة الحرية التي أنعم الله علينا بها، وهي حتماً ليست بمنة من أحد، وموقف أهل الكويت من أزمة قطر هو موقف تاريخي، ولا أعتقد أن هناك من ينكر أو يخفى عليه عدد الرحلات التي قام بها صاحب السمو بين عواصم الدول الخليجية في شهر رمضان المبارك لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء.
 أ. د. فيصل الشريفي ترددت كثيراً في التعليق على سلسلة المقالات التي كتبها الكاتب الأستاذ عبدالرحمن الراشد، والتي تناول فيها الأحداث التي سبقت تحرير دولة الكويت، على أمل أن أسمع توضيحاً رسمياً يفند ما ذهب إليه الكاتب.

تغريدة لرئيس التحرير السابق لصحيفة "الشرق الأوسط" سلمان الدوسري، يتبعها مقال للكاتب عبدالرحمن الراشد قال فيه: "على الإخوة في الكويت أن يتذكروا أن هذه الدول الأربع هي التي هبت لنجدة بلدهم عندما أسقط صدام نظامها، ومن الوفاء أن تقف الكويت إلى جانبها، أو على الأقل ألا تترك ساحتها للاستخدام القطري سياسياً وإعلامياً واقتصادياً".

الوفاء من شيم أهل الكويت، ومن شيم العرب، ولا أعتقد أن الدور الكبير الذي تقوم به القيادة السياسية والتي يقودها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، خافٍ على أحد، لكن الحديث عما كتبه السيد الراشد حول مطالبات دولة قطر إبان الاجتياح العراقي لدولة الكويت يتطلب الوقوف عنده، خصوصاً أن الكاتب تطرق إلى تلك المطالبات وأكد عليها في أكثر من مرة، في زمن كان خنجر الغدر والخيانة الذي غرسه صدام في قلب الكويت ينزف دماً بين أضلع أهلها.

اليوم، وبعد مرور سبعة وعشرين عاماً على تحرير الكويت، هل مازال الشعب الكويتي يجهل الكثير من الأحداث التي سبقت تحرير الكويت عن مواقف الدول الخليجية والعربية؟ فما ذكره الكاتب عبدالرحمن الراشد القريب من دوائر صنع القرار يتطلب الكثير من الإجابات المستحقة.

الكويت لم ولن تكون ساحة خلفية لتصفية الحسابات بين الأشقاء رغم مساحة الحرية التي أنعم الله علينا بها، وهي حتماً ليست بمنة من أحد، وموقف أهل الكويت من أزمة قطر هو موقف تاريخي، ولا أعتقد أن هناك من ينكر أو يخفى عليه عدد الرحلات التي قام بها سموه بين عواصم الدول الخليجية في شهر رمضان المبارك لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء.

نعم من الوفاء ألا ننسى الدور الكبير والمحوري والتاريخي الذي قامت به المملكة العربية السعودية التي جعلت من أراضيها محطة لتحرير الكويت، ولكل شريف وقف مع الحق الكويتي، والذي تكلل بفضل الله برجوع الكويت إلى أهلها وعودة الشرعية، لذلك لم يكن هناك داعٍ للتذكير بذلك، فمواقف الرجال تترجم بأفعال، والكبار لا يمنون ولا يلمزون.

رغم إشادة الدول المعنية والأممية بالوساطة الكويتية والدور الذي تؤديه للخروج من هذه الأزمة، إلا هناك من يريد عرقلة تلك الوساطة أو توجيهها نحو المربع الذي يريد، فالهجوم على ما يبدو منظم وليس ردود أفعال.

في الختام، لا أظن أهل الكويت وسائر الشعوب الخليجية فرحين بالخلاف القطري مع الأشقاء في الدول الأربع، ومن يفرح بهذا الخلاف بكل تأكيد لا يريد لشعوب المنطقة الخير، فدول الخليج العربي بالنسبة إلينا تمثل الجسد الواحد عملاَ بما أوصانا به نبي الرحمة، عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم "مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى".

ودمتم سالمين.

back to top