العراق... على خطى السعودية

نشر في 11-08-2017
آخر تحديث 11-08-2017 | 00:25
 صالح القلاب المفترض أن تقتدي معظم الدول العربية بخطوة الانفتاح السعودي على العراق، كل العراق، فترك المجال لإيران للانفراد بالشعب العراقي ومؤسساته وجيشه وأجهزته ومقدراته سيكون ثمنه غالياً على المدى القريب والبعيد، خاصة أن هذه الدولة التي نعتبرها شقيقة، وليست صديقة فقط، تتوجه نحو منطقتنا توجهاً استحواذياً، وهذا معلن ويتردد يومياً على ألسنة كبار المسؤولين الإيرانيين، وعلى أساس أنها إن لم تكن هذه المنطقة تابعة لدولة الولي الفقيه فإنها تشكل مجالاً حيوياً لها، إن من الناحية العسكرية والأمنية، وإن من الناحية السياسية والاقتصادية.

لقد أظهرت خطوة الانفتاح على العراق، التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية، أن إخوتنا في بلاد الرافدين، إن ليس كلهم فغالبيتهم، شيعة وسنة وأكراداً، كانوا في انتظار هذه الخطوة التي من المتوقع أن تأخذ أبعادها الفعلية، وقريباً مادامت الرغبة مشتركة، ومادامت القلوب موحدة والنوايا طيبة والمصالح متداخلة والحس القومي صادقاً، ويقيناً ان هذا هو الواقع الحقيقي والأساسي لهذا التوجه الذي يجب أن يقتدى من قبل العرب كلهم... والشعوب قبل الأنظمة.

إن إيران، التي تصر على ألا تكون شقيقة ولا صديقة، والتي بادرت إلى كل هذا التدخل الشائن والاستحواذي في العديد من الدول العربية، العراق وسورية واليمن ولبنان، لا "يسعدها" إطلاقاً أي انفتاح عربي على أهلنا وشعبنا في العراق، شيعته وسنته وأكراده وتركمانه وأيزيدييه، فهي تريد هيمنة متواصلة ومستمرة، وتريد ألا يكون للعراقيين أي خيار آخر غير الخيار الإيراني، وهذا هو ما نراه ونسمعه ونلمسه في كل يوم وفي كل لحظة.

لم يكن هناك لا في العراق ولا في أي دولة عربية أخرى أي صراع طائفي، عندما لم يكن هناك تدخل خارجي كالتدخل الإيراني الحالي، الذي كل أهدافه سياسية، وعلى غرار ذلك التدخل "الصفوي" البعيد الذي اتخذ "التشيع" حجة لتمدد قومي استهدف الأمة العربية كلها "شيعتها" قبل "سنتها"، والمؤكد أن العودة إلى التاريخ تثبت هذه الحقيقة التي هي ما يحصل الآن، ونحن في القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة.

إن على الجامعة العربية أن يكون وجودها في العراق ليس موسمياً وفي المناسبات، بل دائماً وأبداً، وبحيث يشعر العراقي السني والشيعي والكردي بأنه ليس مستبعداً، وأنه في قلب الوضع العربي الرسمي والشعبي وكل شيء، وهنا فإنه لابد من الإشارة إلى ذلك الخطأ القاتل الذي ارتكبه العرب دولاً وشعوباً، عندما تعاملوا مع عرب فلسطين (عرب 48) على أنهم إسرائيليون، وعندما بادرت بعض الدول العربية إلى "معاقبة" بعض أدبائها وشعرائها الذين التقوا الشاعرين الفلسطينيين الكبيرين محمود درويش وسميح القاسم، رحمهما الله، خلال مؤتمر صوفيا للشباب عام 1969، على ما أعتقد!

back to top