زبدة الهرج: حمم إعلامية

نشر في 05-08-2017
آخر تحديث 05-08-2017 | 00:08
على الحكومة أن تتخذ موقفاً حازماً وصارماً تجاه كل قناة شقيقة أو صديقة تسيء إلى دولتنا، ويجب أن تتغير سياسة المجاملة والمهادنة، حتى يعلم القاصي والداني أننا لسنا أقل شأناً من أحد، وكما أن غيرنا يجيش الإعلام للدفاع عن وطنه فكذلك نحن، علينا أن نفعل ذلك وأكثر.
 حمد الهزاع إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آلِ مكتوم، حفظه الله، حاكم دبي، نحن كشعب كويتي نعلم أين موقعنا في قلب سموكم، ونعلم مدى حبكم وتقديركم لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه... لقد ساءنا ما تعرضت له دولتنا الكويت من قبل إحدى القنوات الفضائية التي تبث من أرض دبي العزيزة، باستضافتها شخصاً تافهاً يتحدث عن حكاية من وحي خياله يسيء بها إلى شعب الكويت، وأعتقد أنها من صنع القناة التي استضافته، وكأنه مكتشف اختراع يفيد البشرية، ونحن كشعب كويتي على يقين أن سموكم لن تقبلوا بذلك.

أيها السادة: الوضع الإعلامي الحالي ليس كالماضي، حيث لم يعد للمهنة احترام مع ظهور البرامج السخيفة التي يبحث منتجوها ومذيعوها ومخرجوها عن الشهرة بتسللهم وتسلقهم على ظهور الآخرين، وكما لا يخفى على الجميع فإن وسائل الإعلام الخليجية تعيش على صفيح ساخن من العدائية بينها، لذا تجد الإعلام يغلي كالبركان ينفث حممه، إذ طغا الشر على سمات بعض الوجوه الإعلامية، ولم تعد تلك التي يعلوها تعابير الحياء، كما غرق الإعلام في وحل السياسة، فسلك منحى آخر بعيداً عن العلاقات الأخوية فطغت المصالح الخاصة على حساب أخوة الدم، حتى أصبحت اللغة السائدة التي نعيشها اليوم "أنا ومن بعدي الطوفان".

في مقال سابق لي ذكرت أن الكويت لم تسلم من قدح القنوات الإعلامية التي تبث سمومها من دول شقيقة، وقد كنا في ذلك الوقت لا نعير للمرتزقة أي اهتمام، وكنا نلتزم الصمت محبة وتقديراً لأشقائنا ونقدم الأعذار لهم، ونقول إن هذه حرية إعلامية ولا نريد أن نشق وحدة الصف، ومن هذا الكلام المخملي الذي ينظر إليه البعض على أنه ضعف، ولكن بعد أن تبين لنا الخيط الأبيض من الأسود واتضحت الرؤيا وبانت نوايا القنوات الإعلامية التي أصبحت تفتري الكذب وتتعمد النيل من مكانة الكويت بشكل سافر ووقح، ولم تكن مزاعم وكالة "رويترز" بأن ايران تستخدم المياه الإقليمية الكويتية لنقل شحنات أسلحة إلى الحوثيين إلا أحد الشهب الإعلامية التي تضرب المنطقة، هنا يجب على الحكومة أن تتخذ موقفاً حازماً وصارماً تجاه كل قناة شقيقة أو صديقة تسيء إلى دولتنا، ويجب أن تتغير سياسة المجاملة والمهادنة، حتى يعلم القاصي والداني أننا لسنا أقل شأناً من أحد، وكما أن غيرنا يجيش الإعلام للدفاع عن وطنه فكذلك نحن، علينا أن نفعل ذلك وأكثر.

ثم أما بعد...

معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليج العربي... من طوّل الغيبات جاب الغنايم.

back to top