High Light: أعمال جليلة

نشر في 05-08-2017
آخر تحديث 05-08-2017 | 00:10
 د. حمود حطاب العنزي البند أولاً من المادة الخامسة من قانون الجنسية المتعلق بمنح الجنسية الكويتية لمن قدموا خدمات جليلة للبلاد يخضع في أغلب الأحوال للمزاجية الحكومية والواسطة؛ واللافت للنظر أنه يخيل إليك أنه موجه فقط إلى فئة واحدة هي فئة المشاهير من ممثلين ومطربين ولاعبين... إلى غير ذلك من مجالات الشهرة.

والذي نريد أن نثبته في هذا الصدد أننا لسنا ضد تجنيس أي شخص قدم خدمات جليلة حقيقية إلى الكويت، مهما كانت هويته أو خلفيته الفكرية أو العقائدية أو الثقافية، والشرط الرئيسي في ذلك أن تكون هذه الأعمال مبهرة يعرفها القاصي قبل الداني، وأن تخضع تلك الأعمال لمعايير واضحة تحدد إطاراً عاماً يتعرف الجميع من خلاله على آلية إخضاع المتجنس لنظام بند الأعمال الجليلة كخطوة أولى؛ تأتي بعدها خطوة لا تقل عنها أهمية تتمثل في تطبيق هذه الآلية على كل المستحقين بميزان العدالة الذي يجعل الفرصة متاحة أمام الجميع لتنتفي نهائياً صفة المحسوبية. ومن وجهة نظرنا توجد فئات تندرج تحت بند الخدمات الجليلة عانت تجاهل الحكومة هي علي النحو التالي:

- حملة إحصاء ٦٧ والمشاركون في حروب ٦٧ و٧٣ والغزو في ١٩٩٠/٨/٢ وتحرير الكويت ١٩٩١/٢/٢٦.

- أصحاب الإبداعات العلمية والفكرية والأدبية... إلى غير ذلك من إبداعات ثقافية من الجنسيات العربية وفئة محددي الجنسية.

- المتفوقون من أبناء غير محددي الجنسية في الثانوية العامة وتوجيههم لدراسة التخصصات النادرة لسدها بكوادر هي الجيل الثالث من الفئة، والذي يحمل الثقافة الكويتية؛ وغير خفي على أحد أن هذه الفئة أثبتت تفوقها بعد هجرتها إلى الدول الغربية.

ختاماً:

إذا استُخدِم بند الأعمال الجليلة بفاعلية وبشروط يعلمها الجميع وتحت إدارة لجنة مركزية نزيهة، يعين أعضاؤها من خيرة أهل الكويت ومن جميع المشارب، ومن المشهود لهم بالكفاءة والسلامة النفسية من العنصرية ؛ فسيكون ذلك دافعاً لكل الشرفاء وهم كثر لتقديم التضحيات خاصة في الأزمات، والدليل الأدوار البطولية لبعض الجنسيات العربية وفئة غير محددي الجنسية إبان الغزو، ولكن الثابت أن الحكومات المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية، خضعت لضغوط المتنفذين والنواب للتجنيس تحت بند الأعمال الجليلة؛ دون الإفصاح عن طبيعة هذه الأعمال التي مُنِح البعض على أساسها شرف المواطنة.

ودمتم بخير.

back to top