قد تكون قاتلة جرعة المسكن للألم

نشر في 04-08-2017
آخر تحديث 04-08-2017 | 00:05
 د. روضة كريز يعتمد الكثيرون على المسكنات الكيميائية فور شعورهم بالألم، بينما لو أعطينا الفرصة للجسم أن يتفاعل مع المادة السامة العابرة في الدم والمسببة للألم لكان التخلص منها أسلم صحيا، ودون إضافة سموم كيميائية على الكبد أو الكلى للتخلص منها.

ومن أكثر المسكنات تداولاً بين أيدي العامة نرى تلك "الغير ستيرويدية" ومضادات الالتهاب، وهي المصنفة أكثر الأدوية أماناً إذا أخذت عند الحاجة ودون زيادة الجرعات في الفترة الواحدة! ولذلك سمحت وزارة الصحة بوضعها على الأرفف، ومنها ما يوجد في الأسواق المركزية وأرفف الجمعيات، وإن كنت لا أفضل ذلك أبداً لما قد يسببه من مشاكل صحية في حال جهل المريض بسميتها واستعملها خطأ دون الرجوع إلى الصيدلي!

ومن خلال عملنا في صيدليات بلاد مختلفة، نلاحظ أن من أكثر الأدوية المسكنة المتداولة بين الأيادي عشوائياً الباراسيتامول والأسيتامينوفين والديكلوفيناك وغيرها تحت أسماء تجارية كثيرة ومختلفة حسب وجهة استيرادها. والكثير من المستهلكين يستهين مثلاً بجرعة 500 ملغ عدة مرات يوميا، وهي بحد ذاتها قد تحدث إتلافاً في الكبد وقصوراً غير رجعي، لاسيما عند مرضى الالتهاب الكبدي ذوي العلاجات الخاصة به! أو عند تناول أحد هذه المسكنات مع أدوية البرد والزكام دون مراعاة للتركيبة الدوائية لذلك العلاج، والذي قد يحتوي مثلاً على الأسيتامينوفين أو الآيبروفين.

كما أن معظم هذه المسكنات تعتبر وحدها في الجرعة الدوائية غير ستيرويدية، لا تحدث إدماناً مع كثرتها، ولكن لا يمكن تجاهل مخاطرها والسمية التي قد تحدثها في الجسم. وأحياناً قد تسبب حساسية مميتة لما تحدثه في المعدة والأمعاء من تخرشات، تؤدي إلى إحداث آلام شديدة والتهابات معوية وقرحة، ومن ثم نزيف معوي، يصعب علاجه، خاصة عندما اجتماع العلاجين الأيبروفين والأسيتامينوفين، خلال اليوم دون الاعتبار للجرعات المسموحة والفترة الزمنية بينهما! وذلك يبدو واضحاً وسريعاً مع مادة النابروكسين والأستيل ساليسيلات أيضاً. كما أن هذه المسكنات ستسبب إمساكاً للمريض نتيجة خمول وقصور في الأمعاء، وسيضطر إلى استعمال الأدوية الملينة، إن لم تؤد إلى شروخ في الشرج ونزيف، وأنيميا الحديد، ونزيف في القولون لدرجة ميئوس منها نتيجة كثرة تداول هذه الأنواع من المسكنات على الأرفف!

كذلك أصبح معروفاً عند الكثيرين أن هذه الأدوية تؤثر سلباً على صحة الكلى أيضا، قد تصل إلى درجة إحداث قصور بها وإتلافها، خاصة إذا أعطيت للمقعدين الذين لا يستعملون عضلاتهم كثيرا، ويشتكون آلاماً مبرحة من خمولها، كما تعمل هذه المسكنات على تلف نسيج العضلات إجمالاً ماراً بالكلى لتصفيتها فتؤدي إلى تلف الأخيرة أيضا.

أما الحامل، إذا استعملت هذا النوع من المسكنات خلال العشرين أسبوعاً الأولى، فإن هذه الأدوية ستسبب لها الإجهاض، حسب مجلة الهيئة الطبية الكندية! لذلك نتمنى من العامة أن يقرأوا المنشور داخل كل علبة دواء لنشر التوعية في المجتمع.

back to top