من قتل كينيدي؟!

نشر في 29-07-2017
آخر تحديث 29-07-2017 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم مدينة دالاس معروفة بمعارضتها لسياسة كينيدي الداخلية، ويحاول أهلها بذل جهدهم لتحسين صورتهم أمام بقية الولايات الأميركية باستقبالهم للرئيس الأميركي استقبالاً يُظهر حُسن نواياهم، فكانت الهتافات المدوية بحياته تصك سمعه وسمع زوجته جاكلين، وهما في الفندق الذي نزلا فيه، استعداداً لإلقاء خطابه الانتخابي في مجلس البلدية، وبعد أن تناولا وجبة خفيفة عند الظهر قالت جاكي لزوجها:

- هل سنركب سيارة مغلقة السقف يا جون؟!

- كلا... أمرت بسيارة مفتوحة.

- كأنك مطمئن تماماً لتكساس يا حبيبي؟!

- ألا ترين كيف يرحبون بنا يا جاكي؟

- لكن الاحتياط واجب... دعنا نستخدم سيارة مقفلة.

- أشعر وأنا في السيارة المغطاة كأنني في القبر.

***

لم يكن يدري أن القبر سيكون بانتظاره خلال الساعتين القادمتين، حيث كان يجلس مع زوجته في المقعد الخلفي، وكان معهما حاكم ولاية تكساس وزوجته الذي أراد أن يمازح رئيسه:

- لا يمكن أن تقول يا سيدي الرئيس إن تكساس لا تحبك.

- مستحيل أن أقول هذا، فلم أكن أتوقع حقاً مثل هذا الاستقبال الرائع.

***

وبينما كانت السيارة تقطع المسافة من الفندق إلى دار البلدية عبر مفترق طريقي هيوستن وأولام، ثم تدخل النفق الصغير متجهة إلى دار البلدية بسرعة 60 كيلومتراً، وفي الساعة الواحدة والنصف ودقيقة واحدة تماماً انطلقت الرصاصة الأولى.

وضع جون كينيدي يده على حنجرته الدامية، المفتوحة... لقد مزقتها الطلقة، فصرخت جاكلين:

- يا إلهي... لقد قتلوا زوجي.

ثم صرخ حاكم الولاية:

- ما هذا يا إلهي... ما هذا... يا إلهي لقد أصابوا الرئيس... لقد...

ثم انطلقت الرصاصة الثانية فأصابت كتف الحاكم الذي سقط في أرضية السيارة.

وإذا بالرصاصة الثالثة تستقر هذه المرة في رأس جون كينيدي، فتناثر مخه على ثيابه ورداء زوجته.

***

وانطلق رجال المباحث الجنائية ورجال المخابرات في بحث محموم عن مطلق الرصاص في كل المناطق المجاورة، فوجدوا شاباً مختبئاً في الطابق الثاني لمخزن كتب يُطل على ميدان هيوستن.

لم يكن مضطرباً ولا خائفاً... واجههم بسؤال:

- إذا لم يكن قد مات فسيموت حتماً، فلست وحدي.

أثناء التحقيق لم يقل كثيراً:

- اسمي أوزوالد.

- لماذا قتلت الرئيس؟

- لن أتكلم بدون حضور محام.

وعندما تقرر نقله من السجن لإتمام إجراءات التحقيق بحضور محام خرج أوزوالد محاطاً بحرس مدججي السلاح.

وفجأة يظهر رجل أمام الجميع، بحضور كل وسائل الإعلام التي تصور هذا المشهد، ويصوب مسدسه نحو أوزوالد ويرديه قتيلاً بين يدي حراسه!

وبدأ تحقيق جديد:

- ما اسمك.

- جاك روبي.

- لماذا قتلت أوزوالد؟

- لن أتكلم بدون حضور محام.

***

وكثرت الاجتهادات لمعرفة لغز مقتل كينيدي، وكُتب في هذه الجريمة حتى الآن أكثر من ثلاثين كتاباً وسبعة أفلام سينمائية، فضلاً عن آلاف المقالات، ولم يكتشف أحد سر اللغز لمقتل رئيس الولايات المتحدة الأميركية حتى هذه الساعة!

back to top