زبدة الهرج: لا يسرقوا نصركم

نشر في 29-07-2017
آخر تحديث 29-07-2017 | 00:10
 حمد الهزاع إحدى القنوات الفضائية نشرت خبراً قبل أيام ظهر على الشريط الإخباري، وللوهلة الأولى اعتقدت أنه خطأ مطبعي، وبعد التحديق والتدقيق أيقنت أنه صحيح، قسماً بالله صحيح! يقول الخبر إن "الجامعة العربية حذرت إسرائيل من أن القدس خط أحمر". انتهى الخبر.

وأنا كمواطن عربي بسيط أتساءل: هل الذي صاغ هذه العبارة التي أرعبت حزب القراصنة الإسرائيلي قبل حزب الليكود كان مرتديا الزي العسكري مع عدة الحرب، ويقف على أهبة الاستعداد، وهو يخط بيمينه تلك الكليمات، أم إنه كان يلتفت خلفه خوفاً ورهباً ويتصبب عرقاً، وهو يقول: "عديها بالستر يا رب"؟ ثم دعونا نتخيل أن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر وخطوط قوس قزح حينئذٍ ماذا ستفعل الجامعة العربية؟!

العلم عند الله، ثم عند الأمين العام للجامعة العربية، ولو رد الأمر إليَّ لاجتمعت مع أعضاء الجامعة العربية بغرفة مغلقة وغنيت لهم "الدنيا ربيع والجو بديع"، وأختم وصلتي الطربية بموال حزين يقول "يا شباب اتركوا عنكم سالفة الخطوط وبلاش تحرجونا قدام الدول الغربية عيال الحمايل"، وخلوكم على الشجب والاستنكار، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.

الدولة الصهيونية اعتادت ردة الفعل الناعمة للدول العربية، لذلك فإنها لا تكترث ببيانات القمم العربية، ولا تحسب لها حساباً بل لا تتابعها، لأنها تعلم سابقاً النتيجة التي لا تتعدى هاتين الكلمتين "شجب واستنكار"، وبعد ذلك ابتدع النظام السوري جملة "سيكون الرد في الوقت والمكان المناسبين"، والتي سُجِّلت باسمه في براءة اختراع.

ففي عام 2000 عُقِدت القمة العربية الاستثنائية في القاهرة، والذي سمي بمؤتمر قمة الأقصى، بعد أن دنس الهالك شارون الحرم القدسي، وقيام الانتفاضة الثانية، وحدث استشهاد الطفل محمد الدرة على يد جنود الاحتلال الصهيوني وطريقة قتله البشعة التي هزت مشاعر العالم، وبدأت القمة العربية بخطب رنانة وحماسية ألهبت الأجواء واهتزت معها أكتاف القوميين رعشة ونشوة ودبكوا على هتافات البعثيين "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، وبعد ذلك خرج البيان الختامي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وانتهت القمة و"بوس الرؤساء شوارب بعض"، والتقطوا الصور التذكارية، وضحك الجميع وضحكت معهم الشعوب العربية، ودامت الأفراح والليالي الملاح، والحمد لله مر الموضوع على خير، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".

ثم أما بعد:

لله دركم أبناء الشعب الفلسطيني العظيم الأعزل، اعتمدتم على أنفسكم بعد الله سبحانه في مقاومتكم للاحتلال، فأرهبتم الجيش الإسرائيلي وأرغمتموه على فتح المسجد الأقصى، وإزالة البوابات والحواجز الإلكترونية، وتباً لمن يتهم المقاومة الفلسطينية بأنها إرهابية.

back to top