دول تخطط لوقف بيع سيارات الديزل والبنزين... فهل تنجح؟

يسارع السياسيون حول العالم لإظهار رغبة بلادهم في التحول إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة، وتريد كل من الهند وفرنسا وبريطانيا والنرويج، إلى جانب عدة دول أخرى، التخلي التام عن استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل، لمصلحة المركبات التي تعتمد على وقود نظيف.

لكن «آي إتش إس ماركيت» تقول: «بالنظر إلى حقيقة ان الوحدات الكهربائية والهجينة لا تشكل سوى 3 في المئة فقط من مبيعات السيارات العالمية، فإن هذه الأهداف لا تعدو كونها تطلعات سياسية».

وفي التقرير التالي، ترصد «سي إن إن موني» البلدان التي أبدت رغبتها مؤخرا في التخلص من السيارات التي تعمل بالديزل والبنزين، وأبرز الأهداف التي تتطلع إليها، وهي:

بريطانيا

أعلنت المملكة المتحدة أنها ستمنع بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين أو الديزل، ابتداء من عام 2040، في إطار محاولة لتنقية الهواء، وبحلول عام 2050 ستكون جميع السيارات المستخدمة في أنحاء البلاد بلا أي انبعاثات.

وتم تسجيل ما يقرب من 2.7 مليون سيارة جديدة في المملكة المتحدة خلال العام الماضي، ما جعلها سادس أكبر سوق لبيع السيارات في العالم.

وترى كبيرة المحللين لدى «ماركيت» ستيفاني برينلي أن التخلص من سيارات البنزين الملوثة سيكون أمرا صعبا، لكن إذا كان السياسيون عازمين حقا على ذلك فإن الشركات سيكون عليها أن ترد.

وتقول ستيفاني إن من غير المحتمل أن تتخلى شركات صناعة السيارات عن السوق، ومن المؤكد انه ستكون لها وسيلة للتعامل مع الأمر.

فرنسا

أعلنت الحكومة الفرنسية في وقت سابق من هذا الشهر عزمها إنهاء بيع السيارات التي تعمل بالديزل بحلول عام 2040، في إطار جهودها للتصدي للاحتباس الحراري. وبعد هذا التاريخ، لن يسمح لمنتجي السيارات إلا ببيع المركبات التي تعمل بالكهرباء أو غيرها من الطاقة النظيفة، إلى جانب النماذج الهجينة.

وقال المسؤول الحكومي عن برنامج التحول الإيكولوجي في فرنسا نيكولاس هولت إن المستهدف سيساعد قطاع السيارات في بلاده على الابتكار وقيادة السوق.

وتمثل حصة السيارات الكهربائية والهجينة، وتلك التي تعمل بالوقود البديل، نحو 4 في المئة من إجمالي السيارات في فرنسا، لكن مبيعاتها تنمو بشكل متسارع، حيث سجلت ارتفاعا قدره 25 في المئة خلال الربع الأول من هذا العام.

الهند

وقالت نيودلهي في وقت سابق من هذا العام إن كل سيارة تباع داخل البلاد يجب أن تعمل بالطاقة الكهربائية بحلول عام 2030، وأكدت الحكومة أن هدفها سيسود منطق الأسواق في نهاية المطاف. وتعاني الهند من مشكلة حادة فيما يتعلق بنقاء الهواء، فهي واحدة من أكثر المدن تلوثا في العالم.

ومن المتوقع أن يزداد عدد السيارات في البلاد بشكل هائل خلال السنوات القادمة، حيث أصبحت الأسعار مواتية بشكل أكبر للطبقة الوسطى، وإذا كانت الأسر قادرة على اقتناء السيارات الكهربائية فإن الهند ستسبق بعض الاقتصادات المتقدمة نحو التحول للوقود النظيف.

النرويج

وقالت الحكومة النرويجية إن جميع سيارات الركاب والشاحنات الجديدة التي ستباع داخل البلاد بحلول عام 2025 يجب أن تكون بلا انبعاثات.

وتعتبر النرويج واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال، وشكلت النماذج الكهربائية والهجينة 40 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات داخل البلاد خلال العام الماضي.

دول أخرى

وأفادت وكالة الطاقة الدولية بأن ما لا يقل عن 10 بلدان أخرى وضعت أهدافا للاعتماد على السيارات الكهربائية مستقبلا، وهذه البلدان هي: النمسا والصين والدنمارك وألمانيا وايرلندا واليابان وهولندا والبرتغال وكوريا الجنوبية وإسبانيا، وبينما لا توجد سياسة فدرالية للولايات المتحدة في هذا الصدد إلا أن 8 ولايات أعلنت توجها مشابها.

وتعد الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، حيث تشكل مبيعات هذه النماذج داخل البلاد 40 في المئة من إجمالي المبيعات العالمية.