«الجدري»... خطوات فاعلة لمحاربته

نشر في 28-07-2017
آخر تحديث 28-07-2017 | 00:00
No Image Caption
يترافق «الجدري» مع الحمى وانتشار فقاعات ماء في أنحاء الجسم. يصعب التعامل مع هذه الحالة التي تُشكِّل أحد أكثر الأمراض المعدية لدى الأطفال، لكنها لا تطرح لحسن الحظ مخاطر جدية عند معالجتها بطريقة سليمة.
تشبه حبوب الجدري فقاعات صغيرة من الماء وتظهر بعد التقاط المرض بمدة 15 يوماً. يسبقها غالباً ألم في الرأس أو البطن قبل 24 أو 48 ساعة، ثم تدوم المشكلة طوال أسبوع.

خلال هذه الفترة، تنتشر الحبوب على مستوى الوجه وفروة الرأس، ثم تصل إلى مناطق الجسم كلها، بما فيها المؤخرة. تتعلّق أبرز مشكلة أحياناً بموقع تلك الحبوب. لذا لا بد من استشارة الطبيب مثلاً إذا ظهرت على مقلة العين، كذلك تصبح الحبوب مزعجة جداً في مناطق معينة مع أنها تبقى حميدة. إذا ظهرت على الفم مثلاً، تمنع المريض من الأكل بشكل طبيعي خلال بضعة أيام. في هذه الحالة، قدّمي لطفلك أغذية باردة وقليلة الملح وخالية من التوابل كالحساء والألبان والفاكهة المطبوخة. وإذا ظهرت على الشرج، ربما تشير إلى إمساك عابر.

عدا الحبوب التي تسبّب الحكّة، تبرز أعراض أخرى مثل التعب وتعكر المزاج والحمى التي لا تتجاوز عتبة 38.5 إلا في حالات نادرة. كذلك يترافق الجدري أحياناً مع التهاب الملتحمة الفيروسي الذي يؤدي إلى ذرف الدموع وعدم تحمّل الضوء. لحسن الحظ، تسمح القطرات المُطهّرة بتخفيف الأعراض وتجنّب الالتهاب الحاد.

الأسبرين ممنوع

ما من علاج محدد لمكافحة فيروس الجدري. إذا بدا طفلك منزعجاً أو ضعفت شهيته، تسمح خطوات بسيطة بتحسين وضعه: لا تبالغي في تغطيته لتفريغ الحرارة من جسمه، واجعليه يشرب كمية كبيرة من الماء كي لا يجفّ جسمه واضبطي حرارة غرفته على 19 درجة وأعطيه الباراسيتامول دون سواه!

إياك أن تعطي طفلك الأسبرين أو الإيبوبروفين لأن أخذ مضادات الالتهاب لمعالجة مرض فيروسي يزيد احتمال الإصابة بمتلازمة راي (حالة نادرة لكن حادة مسؤولة عن بعض الإصابات الدماغية). لكن إذا كان الطفل يأخذ الستيرويدات القشرية التي تهدف إلى معالجة الربو أو الإكزيما، فيجب أن تستشيري الطبيب لتغيير علاجه.

كذلك أوقفي استعمال الكورتيزون على شكل كريم موضعي خلال فترة المرض. لتخفيف الحكّة، يصف الطبيب شراباً من نوع مضادات الهيستامين. أما إذا كان الجدري حاداً، فيمكن استعمال علاج مضاد للفيروسات مصنوع من الأسيكلوفير.

تجنّبي الالتهاب الحاد

حاولي أن تمنعي طفلك من حكّ الحبوب. اغسلي جسمه مرة أو اثنتين في اليوم بهلام مُطهّر لمنع التهاب الحبوب وتخفيف الانزعاج. حين يخرج من الماء، جففي جسمه بعناية، لا سيما على مستوى الثنيات الجلدية.

كذلك طهّري الإصابات ثلاث مرات يومياً بمنتج شفاف ثم ادهني كريماً مجففاً على الحبوب المليئة بالقيح. إذا كان الطفل لا يزال يضع الحفاض، احرصي على أن تبقى بشرته جافة قدر الإمكان وأبقي الحفاض فضفاضاً كي يمر الهواء فيه وغيّريه بشكل متكرر.

حين تغيرين الحفاض، نظفي مؤخرة الطفل بهلام مُطَهّر وماء فاتر أو ماء حراري غني بعناصر مُلطّفة. احرصي أيضاً على قص أظفار الطفل لمنع ترسّخ الندوب.

أخيراً، لا تسمحي له باللعب في التراب كي لا يلتقط الميكروبات ويلوث الحبوب. وخلال الصيف، احميه قدر الإمكان من أشعة الشمس.

بانتظار أن تظهر القشور التي تشير إلى أن المرض لم يعد معدياً، امنعيه من الاحتكاك بأصحاب المناعة الضعيفة أو المصابين بأمراض جلدية أو النساء الحوامل والمواليد الجدد. خلال الحمل، يؤدي هذا المرض إلى عواقب خطيرة مثل التشوهات الخلقية.

اللقاح مناسب

لما كان الجدري يزداد خطورة حين يصيب الراشدين والحوامل، فلم تعد التوصيات تقتصر على الأطفال بل تشمل أيضاً النساء في سن الإنجاب والمراهقين بين عمر الثانية عشرة والثامنة عشرة. لكن يجب تلقي اللقاح خلال الأيام الثلاثة التي تلي الاحتكاك بالمريض. يمكن أخذه بدءاً من عمر السنة، بمعدل حقنتين يفصل بينهما شهران. عموماً، يتحمّله الجسم بلا مشاكل.

back to top