الأحمد: وسائل التواصل مسؤولة عن انحدار الذائقة الثقافية

أكد أنه في المراحل الأخيرة من إصدار ديوان جديد للعام الحالي

نشر في 28-07-2017
آخر تحديث 28-07-2017 | 00:00
يؤمن الشاعر سعد الأحمد إيماناً مطلقاً بالطاقات الشبابية على المستويين المحلي والعربي، ويرى أن الشباب المتمكنين لغوياً وأدبياً سيكون لهم نصيب الأسد في الفترات المقبلة، منتقداً وسائل التواصل التي أسهمت في تشويه ذائقة المتلقي وانحدارها، لأن ما ينشر عبرها لا يرتقي إلى مستوى الأدب الرصين.
ولفت الأحمد إلى أن المشاركة ضمن المسابقات الشعرية لا تشكل هاجساً يقض مضجعه، بينما يرى أنها تحدد نوعية النصوص الشعرية. "الجريدة" التقت الشاعر وكان الحوار التالي:

• بمن تأثرت في بدايتك الشعرية؟

- ككل المراهقين نبدأ بالتأثر بالشعراء والأشخاص الذين نعتقد بأنهم يلامسون حياتنا الشخصية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نزار قباني كان له دور كبير تكوين شخصيتي الشعرية، فضلا عن محمد مهدي الجواهري، وغيرهما من الشعراء الذين أكن لهم كل الامتنان.

• كيف تكتب القصيدة؟

- بالنسبة إلي هي قضية نسبية، في العادة نقول إن الشاعر هو من يكتب القصيدة، وهذا هو الجواب الأكاديمي الأمثل للتبجح أمام مجموعة من المتابعين أو القراء بأننا مسيطرون تماما على زمام الأمور ومتمكنون من القصيدة، إلا أن الواقع أمر مختلف تماما، في غالب الأحيان نعم نسيطر على الشعور ونكتب القصيدة بشكل عقلاني إلى حد ما، ولكن هذا لا يمنع أن تكتبنا القصيدة بالحالة الشعورية أو الفكرية أو الموقف الذي نمر به بشكل حقيقي، ونعبر عن هذه المشاعر كالأطفال من دون تفكير عميق.

• كيف تقيّم المسابقات الشعرية، وهل تطمح للمشاركة فيها؟

- لا أقيم المسابقات الشعرية، وليس هاجسي المشاركة فيها بشكل مباشر كمتسابق، إلا التي تعطي المجال المطلق لكل أشكال القصيدة والشعر دون التحفظات المملة التي نقرأها في الشروط عند التقدم بالمشاركة لأي مسابقة شعرية، وأقصد المسابقة التي تنظر لما يقدم الكتّاب من فكرة وعمق شعري، وليس لما يقدمه من شكل.

• هل تحضّر حاليا لكتابة ديوان جديد؟

- نعم، أنا في المراحل الأخيرة من إصدار ديوان جديد لعام الحالي، وإن شاء الله نتمنى أن يلاقي النجاح والانتشار اللذين نطمح لهما، وهو ديواني الرسمي الثاني بعد ديوان / العمر أغنية وأنا مغن أخرس، الصادر عن دار مسارات للنشر والتوزيع عام 2015، كما أن الديوان الجديد سيقدم حالة شعرية مختلفة إن شاء الله، والذي سأعلن عنه بعد الاستقرار على العنوان لهذا الديوان في أقرب وقت.

• كيف ترى الواقع الشعري في ظل التجارب الشبابية الجديدة؟

- مازلت مؤمنا إيمانا مطلقا بالطاقات الشبابية على المستويين المحلي والعربي بشكل عام، وأرى أن الشباب المتمكن سيكون لهم نصيب الأسد في الفترات المقبلة، وهناك تجارب أكثر من رائعة على الصعيد المحلي والعربي تثبت كلامي، أما الذين يمتهنون الكتابة والشعر لمجرد أنه هواية جاذبة لاهتمام المتابعين أو طريقة جيدة لإثبات وجودهم، فهم فقاعات مؤقتة لابد لها من الزوال يوما ما حتى لو طال هذا الوقت.

• هل ترى أن الإعلام خدم الأدباء؟

- أعتقد، وهو رأي شخصي في نهاية الأمر، أن وسائل التواصل هي التي خدمت بعض الأدباء الحقيقيين، وأظهرت بعض الفقاعات على السطح، وهي أيضا مسؤولة عن انحدار ذائقة الملتقي العادي، أما دور الإعلام فشبه ثانوي في هذا المجال، حيث إنني لا أرى العدد الكبير من برامج التلفاز مثلا مخصصة للأدب والأدب الحقيقي على وجه التحديد، وفي الصحف نفس الأمر، لكننا نجد الكثير ممن يروج لنفسه أو غيره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بغضّ النظر عن جودة المنتج الأدبي.

• ما الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال أبياتك؟

- في البداية كنت أعتقد أننا نستطيع تغيير العالم بالكتابة، وهذا حلم المراهق الذي في داخلي، والآن أعرف أنه بالكاد نستطيع أن نغير فكرة في رأسنا، بالنسبة إلى ما أحاول أن أوصله للعالم في كتاباتي هو أن سعد الأحمد كان هنا وترك شيئا على الجدار المائل لهذا العالم، أن يذكرني الناس عند الرحيل، هذا هو الهدف الرئيسي لي.

البدايات

• هل كتبت يوما قصيدة بالشعر العامي؟

- نعم، في البدايات فقط، ولم تستهوني كتابتها، أستمتع بالاستماع لها، لا أكثر.

• ما المشكلات التي تواجه الشاعر؟

- تواجه الشاعر العديد من التحديات، وأسعى دوما لتجنب كلمة مشكلة، إنما هي تحديات البعض منها قابل للتجاوز والبعض الآخر يجب التعايش معه، على سبيل المثال التحديات التي تواجهنا مع دور النشر، وانتشار الكتاب، أو استخراج التصاريح اللازمة لتداول الإصدار، كما يؤرقنا دائما تقبل المتلقي لما نكتب، أعتقد بأن التحديات كثيرة، ولولا أنها موجودة لا أرى قيمة لما نسعى إلى تحقيقه، فالنتيجة الجميلة التي نحصل عليها بعد التعب هي المكأفاة المثلى لمثل هذه التحديات.

• ما هو مكان المرأه في قصائدك؟

- تحتل المرأة الحيز الأكبر من وصف الشعراء والتغزل بها والشكوى منها والكثير من المشاعر الإيجابية والسلبية الموجهة تجاه هذا المخلوق الجميل الغريب والصعب جدا فهمه، إلا أنه يكاد لا يوجد شاعر إلا وتكلم عن المرأه بشكل من الأشكال، أو حتى وصل به الأمر للتكلم بلسان المرأة مثلما فعل نزار قباني وغيره من الشعراء، بالنسبة إلي تحتل مكان المتلقي الأهم، والقصيدة غالبا ما تكون موجهة للمرأه عرفتها أو قد أعرفها في يوم من الأيام.

• ما دوافع الكتابة لديك؟

- البقاء في الذاكرة، أعتقد أن هذا هو ما يدفعني إلى الكتابة والالتزام بهذا المجهود، الذي يحتم علينا احترام الشعر والشاعر والمتلقي والكتاب وفعل الكتابة بحد ذاته، فعل الكتابة يعطيني بشكل شخصي متعة لا متناهية عند إنهاء قصيدة أو نص معين، أو تحديد فكرة جيدة، يصل الأمر إلى أن أشعر بالنشوة والتعب الجسدي حين الانتهاء من نص كأن الأمر انتزاع لشيء ما يؤرق الفكر أو المشاعر ووضعه على ورقة وإعداده لمقابلة العالم الحقيقي المادي البشع الذي نعيشه كسجن انفرادي أحيانا، وكلقاء عائلي اجتماعي في أحيان أخرى.

المرأة تحتل الحيز الأكبر من نتاج الشعراء
back to top