نصائح لتحقيق التوازن بين أجزاء جسمك

نشر في 28-07-2017
آخر تحديث 28-07-2017 | 00:00
No Image Caption
تشمل أبرز التبدلات السلبية التي تمنعك من الحفاظ على قدراتك الرياضية وراحتك الجسدية وأنت تتقدم في السن التبدل التالي: يصبح أحد جزأي الجسم مهيمناً. يعمل هذا الجزء بنشاط أكبر من الأنسجة عينها في الجانب الآخر من الجسم، فتحتفظ الكتف في الجزء المهيمن بقوة أكبر، شأنها في ذلك شأن الجذع. كذلك تستطيع الساق المهيمنة القيام بخطوات أقوى وأوسع.
ينطبق الأمر عينه على العضلات أيضاً. ولكن نظراً إلى إمدادها الوافر من الدم، يمكنها التبدل بسرعة مع القليل من التدريب. لذلك، نتناول في ما يلي تكيّف الأنسجة البيضاء لأن عملية تكيّفها هذه تستغرق فترة أطول، بما أن هذه الأنسجة تحظى بدفق أقل من الدم، مقارنة بالعضلات الحمراء الغنية به.

عندما يبذل وتر أو رباط في أحد جزأي الجسم جهداً أكبر، تضعف الأنسجة البيضاء الأقل هيمنة في الجزء الآخر، حتى إنها تنقبض أو تتقلص. وبمرور الوقت، تصبح أقصر من الأنسجة المهيمنة. وإن لم تتعمّد التمرن لتمنع هذه الهيمنة، فقد يصبح الاختلاف في مدى الحركة نحو 5 إلى 7.5 سنتمترات مع بلوغك منتصف عشرينياتك.

ومع بلوغك الأربعينيات، يكون هذا الاختلاف قد أصبح أكثر بروزاً. فيتمتع الجانب المهيمن بمدى حركة أطول بنحو 15 سنتمتراً وبقوة أشد ودقة أكبر، مقارنة بالجانب الأقل هيمنة. ولا ينمو هذا الاختلاف فحسب، بل يزداد سوءاً فتعاني سلسلة من الأوجاع والآلام التي تصيب الإنسان نحو منتصف العمر. ولا تنفك هذه الأوجاع تزداد سوءاً مع التقدم في السن.

قوة و مقاومة

إليك واقعاً علمياً: يتكيّف كل جزء من جسمك مع الإجهاد الجسدي الذي يتعرض له. على سبيل المثال، يمكن للنشاطات التي تجعلك تتنفس بقوة، مثل الركض بسرعة أو ركوب الدراجة، أن تقوي قلبك ورئتيك. أما النشاطات التي تشغّل العضلات، كتلك التي تعتمد على المقاومة العادية أو الأعمال الجسدية القاسية مثل البناء أو نقل الأثاث، فثؤثر في العضلات وتجعلها أكبر وأكثر قوة.

حتى الهيكل العظمي يتكيف بمرور الوقت مع الإجهاد الجسدي. فيضغط الجزء المهيمن بقوة أكبر قليلاً على الضلوع أو العمود الفقري، أو حتى يخرجها عن اصطفافها الصحيح. تتطلب هذه التبدلات عقوداً، إلا أن تكيّف الهيكل العظمي يشكّل غالباً مصدر انزعاج نحو منتصف العمر. ومن الصعب تصحيحه في مرحلة لاحقة من الحياة. لذلك، من الأفضل أن تحول دون حدوثه في المقام الأول.

ابدأ أولاً باكتشاف ما إذا كنت تملك جزءاً مهيمناً بإفراط. ومن الطرق الأسهل لتحقيق ذلك طلب مساعدة مدرّب محترف. تستطيع أيضاً تقييم حالتك بنفسك. ألصق ورقة بيضاء متوسطة الحجم على أحد الجدران واحرص على ألا تكون مرتفعة كثيراً. غطّ بعد ذلك أطراف أصابع إحدى يديك بطبشور ملوّن. أبقِ عقبيك على الأرض وحاول أن ترفع يدك قدر الإمكان. المس الورقة بأطراف أصابعك (عدّل موضع الورقة إن كان منخفضاً أو مرتفعاً كثيراً). كرر العملية ذاتها مع اليد الأخرى.

هل يتخطى الاختلاف بين علامات الطبشور السنتمترين ونصف السنتمتر إلى الخمسة سنتمترات؟ إن كان الوضع كذلك، فاجعل مدّ ذراعك غير المهيمنة جزءاً من برنامج تدريبك اليومي. وقد تحتاج إلى أشهر قبل أن تتمكن من مدها كفاية كي تصبح الأنسجة متعادلة في جزأي جسمك. ولكن من الضروري ألا تستسلم. كذلك، ركّز على ذراعيك كلتيهما لا على واحدة فحسب.

أداء أفضل

أما إذا أردت أن تحدد ما إذا كانت إحدى وركيك أو ساقيك مهيمنة بإفراط، فقُم بتمرين القفز. مرّن كل ساق في يوم مختلف كي تحرص على أن تكونا كلتاهما مرتاحة جيداً. ابدأ بالقفز على طول غرفة طويلة ومستقيمة، مثل ملعب كرة السلة. اقفز إلى أن تشعر بأنك ما عدت قادراً على المتابعة، واحصِ عدد القفزات التي قمت بها. في اليوم التالي، كرر العملية ذاتها مع الساق الأخرى ولا تنسَ أن تعد القفزات. وإن فاق عدد القفزات التي أنجزتها بإحدى ساقيك ما حققته مع الساق الأخرى بنحو 12 قفزة، فهذا دليل على عدم التوازن.

لذلك قمّ بتمرين القفز مع الساق الضعيفة مرتين في الأسبوع، واختبر الساق المهيمنة مرة في الأسبوع. وعندما تنجح في القيام بعدد القفزات ذاته مع ساقيك كلتيهما، تكون قد تخلصت من الضعف في إحداهما. ويساهم هذا التمرين أيضاً في موازنة قوة الردفين. تُعتبر المؤخرة العضلة الأكبر والأكثر قوة في الجسم. ولا شك في أن ما من رياضي يريد أن يعاني خللاً في توازن الأوتار التي تخرج منها، وخصوصاً تلك التي ترتبط بعضلات الفخذين.

لكن الفائدة الأهم التي تجنيها من موازنة الأنسجة البيضاء في جسمك التحسن الذي تختبره في مقدراتك الرياضية. ربما تعلم في قرارة نفسك أنك رياضي ماهر تستطيع تقديم أداء أفضل. ولا شك في أنك تحسّن أداءك هذا عندما تتخلص من القدر الأكبر من هيمنة الأنسجة البيضاء.

back to top