تسهيل التعلّم في الصيف

نشر في 27-07-2017
آخر تحديث 27-07-2017 | 00:04
No Image Caption
الصيف وقت مدهش كي يسترخي أولادك ويستمتعوا بوقتهم، لكن من المفيد أيضاً أن تبقي عقولهم ناشطة وقابلة للتعلّم، لا سيما مع الطفل الذي يواجه مصاعب في المدرسة. تكون العطلة الصيفية فرصة مثالية للتعلّم بطريقة صحية وتدريجية وسط جو آمن يتحكّم فيه الطفل. قد يساعده هذا الوضع على تعزيز تقديره لنفسه وتجديد حبّه للتعلم.
بدل استعمال أسلوب التكرار الرتيب أو الجلوس على طاولة المطبخ أو التخطيط للدرس في الكتب المدرسية، من الأفضل أن تستعملي وسيلة تعليمية أكثر ابتكاراً. تُسهّل هذه الطريقة نقل المعلومات أو المهارة إلى الطفل كي يتعلّمها ويحفظها، وتحديداً في ما يخص أسس التعليم مثل القراءة والرياضيات. إليك بعض النشاطات التي يمكن أن تقوّي روابطك العائلية وتستعمل ما تَعلّمه ابنك خلال السنة الدراسية السابقة وتُحضّره أيضاً لبداية السنة المقبلة بعد تجديد فضوله تجاه التعلّم.

ابدئي دوماً بموضوع يهتم به ابنك، مثل الأحصنة أو السباحة أو بناء بيت شجرة. استعملي هذه الفترة كفرصة لاستكشاف المكتبة المحلية ومساعدته على قراءة مؤلفات عن محور اهتمامه الجديد. غالباً ما يُسَرّ الطفل الذي يكره قراءة الكتب التي تفرضها المدرسة بقراءة كتاب يختاره بنفسه. ساعدي ابنك على جمع مقاطع يحبّها أو تحضير «هدايا» أو حتى بطاقات بريدية لجدته أو أصدقائه أو أقاربه. ستفرض عليه هذه المهمّة أن يقرأ ويجري الأبحاث ويرسم ويفسّر ويكتب عن شغفه الجديد. إذا كان الموضوع ملموساً مثل الأحصنة أو الشاحنات، نظّمي رحلة صغيرة ضمن نشاطات العطلة واسمحي لابنك بالتقاط الصور وطرح الأسئلة والمشاركة قدر الإمكان. سيستفيد أيضاً من كتابة رسالة عن تلك التجربة لتطبيق مهارات الكتابة.

اطلبي منه أن يكتب مذكّراته أو يحضّر كتاباً عائلياً. قد تقتصر العملية على التقاط الصور وكتابة تعليقات تحتها. قد تكون هذه الطريقة أداة مدهشة كي يتعلم التهجئة لأن الكلمات التي يصادفها خلال العطلة تختلف على الأرجح عن تلك التي تعلّمها خلال السنة (قنفذ البحر، مبنى “إمباير ستيت”، نار التخييم...). ستزداد قدرته أيضاً على استعمال التهجئة والكتابة واللغة لأن حاجته إلى تفسير الصور العائلية ستُولّد لديه هدفاً شخصياً. يمكن أن تكون المذكرات غنية أو بسيطة، بحسب رغبة الطفل، لكن يجب أن يكون النشاط ممتعاً في جميع الحالات: لا قاعدة تمنع الطفل من طباعة كلمات معينة في مذكراته مثل الأزهار وورق الشجر والصدف! لا بد من إضافة وصف للشجرة التي سقطت عنها الورقة، أو عدد الأزهار على الشجيرة، أو نوع الحيوان الذي يعيش في الصدفة.

استفيدي لأقصى حد من ليلة الألعاب العائلية. تكون العطلة فرصة ممتازة لتخصيص أيام أو فترات يُمنَع فيها استعمال الشاشات. إنه وقت ممتاز لإنشاء بيئة تعليمية مثالية وتحسين مهارات القراءة والرياضيات وحل المشاكل عبر البطاقات والألواح والألعاب اليومية. ثمة ألعاب تعليمية معروفة مثل “سكرابل” (تهجئة) و”العدّ حتى رقم 21” (رياضيات) و”لعبة الصيد” (مطابقة الأنماط)... لكن حتى الألعاب التي لا تحمل طابعاً تعليمياً مباشراً قد تحسّن مسار التعلّم. اطلبي من ابنك أن يقرأ تعليمات أي لعبة جديدة ثم يفسرها ويطبّقها: إنها مهارة صعبة لكنها أساسية. بالكاد سيشعر بأنه يتعلم: سيظن أن هذه الخطوة جزء من اللعبة. ستزيد قوته أيضاً حين يعرف طريقة اللعب وحتى أصعب القرّاء الصغار سيتجاوبون مع هذه التقنية.

مراعاة الحاسة الطاغية

تذكّري أهمية أن تراعي الحاسة الطاغية لدى الطفل كي تصبح محور النشاطات. غالباً ما تكون مذكرات الطفل الذي تطغى لديه حاسة السمع مليئة بالكلمات مثلاً، بينما تكون مذكرات الطفل الذي تطغى لديه حاسة النظر مليئة بالرسوم والصور. أما مذكرات الطفل الذي تطغى لديه حاسة اللمس، فتتألف من أجزاء متقطّعة بينما تركّز مذكرات الطفل الذي تطغى لديه حاسة الشم والذوق على جو المنزل والعواطف العائلية. لكن بغض النظر عن الحاسة الطاغية لدى الأولاد، قد تكون العطلة الصيفية فترة مثالية لاستكشاف عملية التعلم بطريقة مبتكرة وترفيهية ولإقناعهم بأن التعلّم قد يكون ممتعاً وشاملاً ومثمراً.

back to top