هل تحتاج إلى استراحة من الدواء؟

نشر في 27-07-2017
آخر تحديث 27-07-2017 | 00:03
No Image Caption
تعود الاستراحة من الدواء بفوائد على المريض في بعض الحالات فحسب. ما هي هذه الحالات، ومتى نلجأ إلى هذا النوع من الاستراحات؟
عندما تفكّر في عطلة، لا تخطر خزانة الأدوية ببالك على الأرجح. لكن استراحة من تناول الأدوية تدوم أياماً أو حتى سنوات تعود بالفائدة على بعض مَن يتناولون أدوية على الأمد الطويل. الدكتور مايكل كريغ ميلر، بروفسور مساعد متخصص في علم النفس في كلية الطب في جامعة هارفارد، يقول في هذا المجال: «تمنح هذه الاستراحة في بعض الحالات الجسم فرصة إصلاح الأنظمة التي يكبحها الدواء».

لمَ تحتاج إليها؟

تؤدي الأدوية في بعض الحالات إلى تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها، تقدِّم الاستراحة من الدواء بعض الراحة منها. على سبيل المثال، تكبح مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، مثل الفليوكسيتين (Prozac) أو السيرترالين (Zoloft) لعلاج الكآبة، القدرة على الشعور بالرغبة.

في حالات أخرى، تحدّ الاستراحة من الدواء المخاطر الطويلة الأمد المرتبطة به، مثل البيسفوسفونات المستخدم في علاج ترقق العظم. ينصح الطبيب أحياناً باستراحة من الدواء بعد تناول المريض أدوية البيسفوسفونات الفموية مثل الألندرونات (Fosamax) أو الإيباندرونات (Boniva) طوال خمس سنوات أو تلقيه ثلاث حقن وريدية من الزولندرونات (Reclast).

تقلل هذه الاستراحة من خطر التعرّض لنوع نادر من الكسور يصيب أعلى عظم الفخذ، فضلاً عن نوع نادر من الضرر في عظم الفك. يوضح الدكتور ديفيد سلوفيك، طبيب غدد صماء في مستشفى ماساتشوستس العام في جامعة هارفارد: «لا نملك كثيراً من البيانات عن التوقيت الملائم لاستئناف تناول البيسفوسفونات بعد الاستراحة من الدواء. لكنك تستطيع تناولها إن شئت في مرحلة ما في المستقبل كنوع من المعزز لفترات قصيرة من الوقت».

كيفية أخذها

عليك التعاون مع طبيبك إن كنت تود أخذ استراحة من الدواء، لأنه وحده يستطيع أن يحدّد ما إذا كنت مرشحاً لخطوة مماثلة، فضلاً عن أنه سيأخذ في الاعتبار الحالات الصحية المزمنة التي تعانيها والأدوية الأخرى التي تتناولها. يؤكد الدكتور ميلر: «لكل مريض تجربة مختلفة».

إن أخبرك الطبيب أن استراحة من الدواء لا تلائم حالتك، إلا أنك تشعر بأن الدواء لا يجدي نفعاً أو يسبب لك تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها، فاطلب منه استبدال به دواء آخر واسأله عن كيفية القيام بذلك بأمان وما إذا كانت للدواء الجديد تأثيرات جانبية محتملة أو مخاطر طويلة الأمد. تذكّر أيضاً أن العثور على الدواء المناسب يتطلّب أحياناً تجارب عدة. لذلك لا تستسلم والتزم بتناول الدواء وبقواعد استعماله الصحيح.

لا تجربها بمفردك

يُشكّل إيقاف دواء فجأة خطراً عليك، وقد يهدّد الحياة في بعض الحالات. على سبيل المثال، إذا توقفت فجأة عن تناول مثبطات مضخة البروتون، مثل لونسوبرازول (Prevacid) أو الأوميبرازول (Prilosec)، التي تُستخدم للحدّ من ارتجاع المريء وحرقة المعدة، فقد تعاني انتكاسة تترافق مع ارتفاع كبير في أحماض المعدة.

على نحو مماثل، يُصاب مَن يعانون مرض باركنسون في مرحلة متقدمة ويتوقفون عن تناول تركيبة الأدوية المعتادة من الكاربيدوبا والليفودوبا (Sinemet) بتصلب حاد، وحمى، وتبدلات في الوعي، أو حتى ربما يؤدي ذلك إلى الوفاة. يذكر الدكتور ألبرت هانغ، خبير متخصص في داء باركنسون في مستشفى ماساتشوستس التابع لجامعة هارفارد: «في ثمانينيات القرن الماضي، ساد اعتقاد بأن الاستراحة من الدواء تحدّ من تأثيراته الجانبية بإعادة ضبط مستقبلات الدماغ. لكن الأدلة لم تُظهر أي اختلاف في التحسّن الطويل الأمد. على العكس، ندرك اليوم أن المريض قد يعاني مضاعفات حادة نتيجة لانقطاع الدواء المفاجئ. لذلك أشعر بأن لا دور للاستراحة من الدواء في علاج الباركنسون».

تشمل الأدوية الأخرى التي يجب ألا توقفها من تلقاء نفسك تلك التي توصف لمعالجة ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، أو الداء السكري، أو ارتفاع معدل الكولسترول في الدم، أو الألم الحاد، أو القلق، أو الأرق.

ولكن ما الحل إن كنت تعاني تأثيرات الدواء الجانبية أو تشعر بأنه غير فاعل؟ يجيب الدكتور مايكل كريغ ميلر، بروفسور مساعد متخصص في علم النفس في كلية الطب التابعة لهارفارد: «لا يشير ذلك إلى حاجتك إلى استراحة بل إلى استبدال دواء آخر بالدواء. ولكن احرص على إيقاف الأول تدريجياً فيما تبدأ بتناول الثاني، متبعاً نصائح طبيبك».

تعاون مع طبيبك إن كنت تود أخذ استراحة من الدواء فوحده يستطيع أن يحدّد إذا كنت مرشحاً لذلك
back to top