خلية الشيعة

نشر في 26-07-2017
آخر تحديث 26-07-2017 | 00:08
إن التعميم ومحاولات الاستنطاق الحمقاء التي تمس من يدل اسمه على مذهبه الشيعي تعكس بؤس المجتمع وهشاشته وضعف أركانه، وهو أمر يتطلب وقفة جادة وفعلية من الجميع للبناء الفعلي لا النصي، المتعلق بمصطلحات وردية تتكلم عن قوة البنيان والصفوف المرصوصة.
 علي محمود خاجه للأسف، شهدت في حياتي أو على الأقل في سنوات الإدراك وفهم ما يدور من حولي العديد من الأحداث السلبية في بلادي، أحداث قسمت المجتمع وفرقته ليخلف ذلك مجتمعاً هشاً منقسماً تكشفه النفوس والنصوص في وسائل التواصل الاجتماعي اليوم.

من أسود الجزيرة إلى قبائل وأبناء سور وتفجير مسجد وقروب واتساب وخلية وغيرها من القصص المزعجة والمؤلمة والمحزنة، لم نتعلم أي شيء من تلك التجارب السيئة، لم نستفد، لم نتعظ، لم ندرك، ولم ولم ولم.

آخر الأحداث هو حدث الخلية وهي قضية استمرت عامين كاملين قبل أن تنتهي فصولها مؤخراً بحكم القضاء النهائي بالإدانة، يفترض أن تنتهي المسألة مع منطوق الحكم، وأكرر أن هذا ما يفترض، كما هو الحال مع أي قضية أخرى، ولكن ما يحدث اليوم يقدم العكس تماماً.

فقد أصبح التشكيك والتخوين والنظر بعين الريبة يمس كل من يدل اسمه على مذهبه الشيعي، لا يهم إن كان هذا الشيعي أصوله تنحدر من إيران أو العراق أو من أي جزء من أجزاء شبه الجزيرة، أنت شيعي أو اسمك يدل على مذهبك لابد أن تكون متعاطفاً مع الخلية، وإن أبديت عكس ذلك، فأنت تمارس التقية، وإن لم تتكلم بوسيلة من وسائل التواصل فأنت تدين بالولاء لإيران.

تهمة ولائك لغير وطنك ستلاحقك مادامت هذه القضية حية ومطروحة في ساحة النقاش، سيمحى كل فعل قمت به تجاه وطنك الكويت وكل عطاء بذلته وستبذله لرفعة هذا الوطن مادمت منتمياً إلى هذا المذهب!!

لو كنا سنطبق هذا التعميم الأحمق والشائع للأسف اليوم لأصبح كل أبناء أسرة الصباح محل شك في ولائهم ما لم يعبروا عن رفضهم لممارسة المجرّمين والمدانين قانوناً عذبي فهد الصباح وخليفة علي الصباح عضوَي "قروب الفنطاس"، علما بأن هناك من الكويتيين من يمجدهما إلى اليوم ويرفع صورهما كذلك، ولو كنا سنطبق هذا التعميم السخيف لأصبح كل ملتحٍ محل شك إن لم يعبر عن إدانته ورفضه لدعوات العنف وإهدار الدم التي يصرح بها بعض الملتحين بين الحين والآخر.

إن التعميم ومحاولات الاستنطاق الحمقاء التي تمس من يدل اسمه على مذهبه الشيعي تعكس بؤس المجتمع وهشاشته وضعف أركانه، وهو أمر يتطلب وقفة جادة وفعلية من الجميع للبناء الفعلي لا النصي، المتعلق بمصطلحات وردية تتكلم عن قوة البنيان والصفوف المرصوصة.

"نحن نعيش حرباً أهلية من غير سلاح"... هذا ما قاله المبدع سعود السنعوسي في حوار مفتوح في نوفمبر الماضي، وهذا ما تعكسه السلوكيات اليوم بوضوح، فعلاً هي حرب أهلية تجعلنا نكره بعضنا البعض، ونشك في بعضنا البعض، وإن لم نجد الحل الحكيم اليوم فالعاقبة ستكون وخيمة بلا أدنى شك.

ضمن نطاق التغطية:

مجرد تذكير لكثير من أبناء الطائفة الشيعية بما حدث قبل سنوات عندما انجرف الكثير منهم للتصويت لشخص شكك في ولاء كل أبناء القبائل للكويت عندما علت تلك الموجة في 2011 و2012، ها أنتم اليوم تقعون ضحية لنفس التعميم، وستدور الدوائر قريباً لتقع فئة أخرى ضحية نفس الخطيئة، فلنتدارك الأمر جميعاً اليوم لا غداً.

back to top