السنعوسي وتاريخ تلفزيون الكويت (2)

نشر في 24-07-2017
آخر تحديث 24-07-2017 | 00:00
 فوزية شويش السالم أحببت أن أشير إلى بعض معلومات الكتاب المهمة والطريفة قبل ذكر المهمات والإنجازات التي قام بها محمد السنعوسي خلال فترة توليه إدارة تلفزيون الكويت، الكتاب يعج بمعلومات في غاية الأهمية اخترت بعضا منها، وفق مساحة المقال.

1- كان هناك بث تلفزيوني تجاري ملك للسيد مراد بهبهاني، واسمه إذاعة وتلفزيون "شرين"، سبق أن بث تلفزيون دولة الكويت، وذلك عندما حصل على وكالة مؤسسة "راديو كوربريشن أوف أميركا"، واستورد أجهزة بث تلفزيوني إلى البلاد مع كل مستلزماته، وبدأ البث في سنة 1957 من خلال محطة متواضعة لم تتعد قوتها 10 كيلوواط، لم تكن تخدم سوى الكويت العاصمة، هذا التلفزيون اشترته الدولة بعد ذلك ليكون نواة تلفزيون الكويت.

2 - "أفلام التلفزيون بعد أن تُعرض في السهرة يعاد إرسالها إلى الشيخ جابر الأحمد في اليوم التالي ليشاهدها، لأنه كان شغوفاً بمشاهدة الأفلام العربية والأجنبية، لكن التزامه بالنوم مبكراً كان يحول دون مشاهدتها، وكان يشغلها بنفسه من خلال جهاز 16 ملم، وضع في قاعة كبيرة خصصها لممارسة رياضة المشي، وحتى يتمكن من ممارسة الهوايتين معاً (المشي، ومشاهدة الأفلام) عمد إلى تثبيت مرآة كبيرة على الحائط المقابل لشاشة البروجكتور، فكان يتابع الفيلم أثناء سيره تجاه الشاشة، أو حينما يكون بالاتجاه المعاكس، وقد خبرناه ماهراً بإصلاح الفيلم إذا ما انقطع أثناء ذلك، بينما يلفت انتباهنا رائحة الطيب ودهن العود التي تفوح من العلبة الحافظة له".

3 - ذهب السنعوسي إلى الشيخ صباح الأحمد ليسأله عن "الخطوط الحمر" لسياسة الرقابة التلفزيونية فقال سموه: "أي خطوط، أنت انجنيت؟! كان ذلك كافياً حتى أدرك أن ما بلغني كان من مزايدات المنغصين، وعقبت على ذلك بقولي "خلاص يا طويل العمر أنا فهمت"، فما كان من معاليه إلا أن عظّم المسؤولية أمامي بقوله: "أنا أثق بك، ولك الصلاحيات في حدود القانون ومصلحة الكويت".

4 - قامت صداقة بين محمد السنعوسي وعبدالحليم حافظ من مرافقته للأستاذ زكي طليمات خلال تصوير فيلم "يوم من عمري"، وهذا مقتطف من كتابه: "من هنا تعرفت إلى حليم في علاقة اتصلت وامتدت سنوات طويلة، عاصرت خلالها حبه وولهه بسعاد حسني، وشفعت لي صداقتي لكليهما في أن أصلح بينهما حينما يشتعل غضب المحبين، وفي بعض زياراته للكويت أقام معي في بيت الشامية، وفي واحدة من هذه الزيارات أخرجت له أغنية "السمار" سنة 1963 وصورت على شاطئ الخليج، ولم أر في العندليب خلال تصويرها أي نوع من الانفعال والضجر نتيجة تكرار المشاهد في طقس الكويت القاسي، بل كان مطيعاً للغاية ومحباً لفنه ومقدراً تماما لفريق العمل".

5 - من دورة تدريبية في بريطانيا شارك السنعوسي ضمن فرق عمل المحطة، وفي الاستديو التقى فرقة موسيقية كانت تقدم فقرات برنامج للأطفال، وهذا مقتطف من أقواله: "خضعنا للتدريب من خلاله، فتعرفت إلى أعضائها، ونشأت بيننا علاقة مودة، حتى أنني كنت أساعدهم في حمل الآلات الموسيقية من سيارة "فان فلكس واجن" إلى داخل الاستديو، هذه الفرقة أصبحت فيما بعد واحدة من أشهر فرق الموسيقى والغناء في العالم، وهي فرقة البيتلز".

6 - في 1964 نشأ تعاون بين تلفزيون الكويت والتلفزيونات العربية، وتم إيفاد الإعلامي اللامع حمدي قنديل إلى تلفزيون الكويت مدة أسبوع، وعندما حان وقت نشرة الأخبار رفض قراءتها، وهذا مقتطف من الكتاب: "كنت أصطحب حمدي ليقدم نشرة الأخبار الوحيدة آنذاك، دفعت إليه بالنشرة ليقرأها قبل الخروج للهواء، وما إن التهمتها عيناه حتى انتفض وأعلن أنه لن يظهر على الشاشة، بعدما وجد أن النشرة تضم خبراً ظن أنه لا يتفق وسياسة بلاده، حاولت إقناعه بأن الخبر ليس به أي شيء من الاستفزاز، وأن دوره قراءة النشرة وهو ليس مسؤولاً عن فحواها، والتزامه يحتم عليه أن يقوم بذلك بكل تجرد".

وفي آخر لحظة، تمت الاستعانة بأحدهم قبل موعد البث بدقيقة، وبقيت علاقة الصداقة قائمة بينه وبين كل أصدقائه الكويتيين، حتى إن رجل الأعمال جواد بوخمسين أولاه، خلال غزو الكويت، على كل أمواله بموجب وكالات رسمية حين أخرج عائلته وانضم إلى المقاومة الكويتية، وبعد التحرير سلّم الأمانة لصاحبها بعد أن أداها بمنتهى الأمانة والإخلاص.

back to top