نيرون لم يحرق روما

نشر في 22-07-2017
آخر تحديث 22-07-2017 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم أجمل امرأة في التاريخ القديم - سابينا بوبيا - وأسود النساء قلباً، وأجرأهن على الرذيلة والجريمة! كانت تريد أن تجلس بجانب نيرون كإمبراطورة، بينما هو كان يريدها مجرد عشيقة، وأدارت صراعاً ماكراً وخبيثاً لكي تحقق هدفها... إنها تطالب بإسقاط ثلاثة رؤوس:

- والدة نيرون: إجرين.

- زوجته: أوكتافيا.

- عشيقته: إكتيسا.

***

تمكنت من جعل نيرون يقتل أمه ثمناً لتمضية أمسية معها، وكانت تُلح عليه بالإطاحة بزوجته، لكنه كان متردداً، لأن شعب روما يحب زوجته.

لكنها تآمرت مع شاب قبرصي بتدبير مؤامرة خسيسة جعلت من نيرون يشكل لجنة تحقيق تستجوب زوجته التي أنكرت كل التهم الموجهة إليها، لكن شهادة الشاب القبرصي المتآمر مع سابينا بوبيا، والتي أتقن تلفيقها أدانت الزوجة المسكينة.

فأصدر نيرون قراراً: أمرنا بطلاق الزوجة الخائنة أوكتافيا، وطردها من روما ونفيها إلى مدينة كيماني، شمال الدولة الرومانية، ولتبقى فيها تحت الحراسة المشددة حتى الموت.

***

وتزوج نيرون سابينا بوبيا رسمياً، وجلست على عرش روما إمبراطورة متوجة، وفي تلك الأمسية التي توجت فيها، وأثناء عودتها مع زوجها الإمبراطور من حفل التتويج تحت قبة الكابيتول قذفت الجماهير عربتها بالحجارة... ولما وصلت القصر كانت ترتجف رعباً وغضباً:

- اقتلهم يا نيرون... اقتلهم... كيف تترك هؤلاء الرعاع يرجمون عربتي بالحجارة، اقتلهم.

- اهدئي يا عزيزتي اهدئي... غداً سيكونون جميعاً في السجن.

- في السجن؟! بل يجب أن يكونوا في القبر.

- بوبيا... إنك لا تعرفين ماذا يقول أعضاء المجلس، لقد قابلني عدد منهم وقالوا لي إن أوكتافيا بريئة، ومن الخطأ الفادح طلاقها ولابد من عودتها.

- أي جنون هذا؟! هل التزمت الصمت أمام هذا الهراء يا نيرون... مادمت أنا الإمبراطورة دعني أتعامل مع هؤلاء الأوغاد.

***

وفي اليوم التالي أرسلت تستدعي في قصرها زعماء المعارضة، ولم يلب أحد دعوتها، والذي زاد الطين بلة أن نيرون أخبرها:

- المجلس يطالب بإعادة التحقيق في طلاق أوكتافيا ويطالبون أيضاً بإعادة استجواب الشاب القبرصي.

- إنهم يستحقون القتل.

- بوبيا... هل أقتل أشراف روما؟!

- إذاً دعني أتصرف.

- كيف؟

- اكتب لي تفويضاً شاملاً لقيادة الجيش.

- وماذا ستفعلين؟!

- أنت المستهدف وسأنقذ تاجك يا نيرون.

***

وبعد أن خوّلها ما كانت تطمح إليه، اجتاحت روما الاضطرابات تلو الاضطرابات، إلى أن عثر عليها نيرون يوماً وهي تخونه مع الشاب القبرصي فقتلهما معاً، وكان شديد الحزن على مقتلها... والتاريخ صور لنا النتيجة التي وصل إليها نيرون مع روما.

back to top