حكيم العرب صباح الكويت

نشر في 21-07-2017
آخر تحديث 21-07-2017 | 00:13
المتابع لسياسة دولة الكويت يرى كيف تعامل سمو أمير البلاد مع أزمات الربيع العربي وكيف استطاع أن يجنب الكويت نار هذا الربيع، بل كان تعامل سموه مع تلك الأزمات من منطلق الأب الحريص على سعادة واستقرار شعوب المنطقة، فلم يتدخل إلا لرأب الصدع وجمع الفرقاء كما فعل في أزمة اليمن التي احتضنت الكويت مفاوضات حلها فترة طويلة.
 أ. د. فيصل الشريفي في ظل الانعطافات الخطيرة ومنذ بداية أزمة قطر ونحن نتابع الأخبار ونرصد قنوات التواصل الاجتماعي، حيث التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات، وكل طرف يحاول أن يصب الزيت على النار، ووسط هذا كله تبقى الدبلوماسية الكويتية التي يقودها حكيم العرب سمو الشيخ صباح الأحمد وإصراره على حل هذه الأزمة بمنزلة بارقة الأمل لشعوب مجلس التعاون الخليجي.

هذا التحرك جعل من الكويت مركزاً ومحوراً للدول الكبرى، حيث إن الزيارات المتكررة من وإلى الكويت مؤشر على الثقة والدعم الكبير الذي تلقاه مبادرتها في نزع فتيل الأزمة، فضلاً عما يصاحبه من تقدير كبير لسمو الأمير من زعماء وحكومات الدول الكبرى ومن أطراف قادة الدول الداخلة في الأزمة تقديراً للجهد الذي يبذله حكيم العرب.

المتابع لسياسة دولة الكويت يرى كيف تعامل سموه مع أزمات الربيع العربي وكيف استطاع أن يجنب الكويت نار هذا الربيع، بل كان تعامل سموه مع تلك الأزمات من منطلق الأب الحريص على سعادة واستقرار شعوب المنطقة، فلم يتدخل إلا لرأب الصدع وجمع الفرقاء كما فعل في أزمة اليمن التي احتضنت الكويت مفاوضات حلها فترة طويلة.

مبادرات سمو الأمير الإنسانية كثيرة ومتعددة، ومنها على سبيل المثال إقامته أكثر من مؤتمر للمانحين للتخفيف من معاناة الشعب السوري، حيث فاق ما قدمته دولة الكويت مجموع دول العالم أجمع، إيماناً من سموه بأهمية العمل الإنساني، والذي كان محل تقدير هيئة الأمم المتحدة التي منحته لقب القائد الإنساني.

مبادرات سموه لم تقف عند هذا الحد، وكان آخرها إعلانه استعداد دولة الكويت لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق قبل نهاية عام 2017، تماشياً مع مبادئها في دعم الأشقاء وترجمة حقيقية لرسالتها الإنسانية السامية باعتبارها مركزاً للعمل الإنساني.

هذه العطاءات والجهود الخيرة لم تقتصر على السياسة الخارجية لسموه، ولو عرف العالم مقدار حب الشعب الكويتي وتقديره له لبطل العجب ولخرست الأقلام المأجورة التي تحاول النيل من رمز الكويت، فهو في نظر شعبه ليس بالحاكم فقط، لكنه الأب والأخ وهو عندهم بمنزلة الروح من الجسد.

هذا الحب العفوي قد توارثته الأجيال جيلاً بعد جيل لأسرة الحكم، وهو حب مبني على الصدق، ومكانه لا تحده الأطر الدستورية فقط، لذلك كان تداعي أبناء الكويت ضد الأقلام المأجورة فأخذ صورته الطبيعية والعفوية، حيث التفّتْ مكونات الشعب كلها حول قائد الإنسانية وحكيم العرب وصباح الكويت.

حب ولي الأمر عندنا لا يحتاج إلى برهان، فيكفي للمشكك أن يسأل أي أحد من المواطنين، شيباً كانوا أو شباباً، عن أمير الدولة، فسيقولون بلا تردد "بابا صباح"، ولهؤلاء نقول: ماذا تحمل كلمة "أب" من معانٍ في قاموس اللغة؟ فإن كنتم تجهلون فهذا شأنكم، أما أهل الكويت فكلمة "أب" تعني لهم الشيء الكثير.

ودمتم سالمين.

back to top