الممثلة زوي كازان... ليست «سئمة» بل جادة جداً

نشر في 20-07-2017
آخر تحديث 20-07-2017 | 00:02
زوي كازان
زوي كازان
عندما كانت زوي كازان في المدرسة الثانوية، أمضت وقتها في الاستمتاع بوسيلة تسلية المراهق الأميركي النموذجية: مطالعة أعمال هارولد بلوم.
لكنها فوجئت ذات يوم عندما لاحظت أن كتابها المفضل مفقود. فقد استعاره باري مندل، شريك جود أباتو الدائم في عالم الإنتاج.
تتذكر كازان: «أعتقد أنه كتابي الذي أعطيته إلى والدتي، فأعارته لصديقها باري. شعرت بالاستياء لأن الكتاب عن شكسبير، وهو المفضل لدي».
عندما التقت زوي كازان المنتج باري مندل بعد نحو 15 سنة خلال جلسة اختيار ممثلي الفيلم الجديد The Big Sick، أنّبته. تخبر: «سألته: أين كتاب بلوم؟. لم يعده قط».

لكن مندل يقول العكس: «أعدته. إلا أن تلك الحادثة بدت لي قديمة جداً».

تجمع كازان في شخصها سهولة في التعاطي مع هوليوود ومع المسائل الأكاديمية على حد سواء. ويُعتبر بروزها كقوة لا يُستهان بها في عالم الأفلام أمراً محتماً بقدر مأساة من عهد الملكة إليزابيث ومفاجئاً بقدر قصيدة مقفاة.

لم تحقّق كازان تبدلاً كبيراً في حياتها بدخولها عالم التمثيل. فهذه الشابة، التي ترعرعت في سانتا مونيكا، سليلة عائلة سينمائية بامتياز، فهي ابنة مخرجين وكاتبين رُشحا لجوائز أوسكار، نيكولا كازان (Reversal of Fortune) وروبن سويكورد (The Curious Case of Benjamin Button)، وجدها المخرج الكبير إيليا كازان.

حصلت كازان على دورها السينمائي الأول في التاسعة عشرة من عمرها. وأمضت عشرينياتها في العمل في نحو 12 فيلماً مستقلاً لتنهي هذا العقد بدور دينيز ثيبودو القلقة والساذجة في مسلسل شبكة HBO Olive Kitteridge»، علماً بأن هذا الدور رُشح لجائزة إيمي. ومع بلوغها اليوم الثالثة والثلاثين من عمرها، تحظى بدور مميز إلى جانب كميل نانجياني في Sick، الذي سيشكّل على ما يبدو مفاجأة الصيف، محققاً نجاحاً كبيراً.

تدور هذه الدراما الفكاهية الرومانسية، التي أنتجها أباتو وأخرجها مايكل شوالتر، حول نضال مقدم عروض فكاهية أميركي متحدِّر من أصول باكستانية يقع في حب زميلته من شيكاغو إيميلي، إلا أنه سرعان ما يصطدم برفض عائلته وبمرضها الخطير. تؤدي كازان هذا الدور بنمط حلو من دون مغالاة في المشاعر، فتنجح في التأثير بقوة في الفيلم، مع أنها تمضي أكبر جزء منه في غيبوبة.

لكن هذه الممثلة تتقدّم في مسيرتها بأسلوب علمي مدروس قلما نراه لدى ممثلة وقفت إلى جانب جيمس فرانكو. فلم تكتفِ كازان بالتهام أعمال ستوبارد وشتاينبك، إلا أنها تُفاجأ أيضاً إذا أخبرتها أنك لم تقرأ هذه المؤلفات.

تذكر: «قصدتُ متحف شتاينبك الذي يضمّ مقطورته حيث كتب Travels With Charley (أسفار مع شارلي). طالعتَ هذا الكتاب، أليس كذلك؟ احتوت تلك المقطورة على كل ما تسعه تلك المساحة الصغيرة: آلته الكاتبة والموضع الذي كان يقلي فيه البيض. أحببت هذه الفكرة حين يتحوّل البسيط والمفيد إلى مصدر رفاهي».

كانت كازان تجوب متحف «كوبر هويت لتصاميم سميثسونيان» في الجهة الشرقية العلوية من مانهاتن، بعدما قدمت من مسكنها في بروكلين الذي تقطنه مع حبيبها الممثل بول دانو، الذي تجمعها به علاقة منذ زمن. في الخريف، سيقدّم مركز لينكولن مسرحية جديدة كتبتها كازان: دراما مستقبلية عن الزواج بعنوان After the Blast (بعد الانفجار). وكانت كازان تبحث في المتحف عن أفكار للتصميم.

أمضت كازان ساعات في تأمل الجداريات، وأَسرّة العلاج، وأجهزة الراديو القديمة، ومجموعة من التحف. كانت تحاول أن تدرس كيف ستتذكر شخصيات Blast ماضيها بعد نحو 80 سنة من اليوم.

تقول: «شاهدتُ إعلاناً في قطار الأنفاق عن المتحف، وفكرت في أن زيارته مثيرة للاهتمام. ماذا يحدث عندما تكتسب الأشياء قوة رمزية؟».

جاذبية كامنة

تخبر كازان أنها أمضت طفولتها وحيدةً. فقد قايض والداها برنامج عائلات ويستسايد الحافل بفيض من الأوقات غير المنظمة في المنزل، حيث شجعَا زوي وشقيقتها على الانغماس في أحلام اليقظة.

توضح: «كنت أحياناً الولد الوحيد الذي يرفع يده في الصف. كنت أنزعج من رفاقي وأفكّر: لمَ لا يعربون عن اهتمام أكبر؟. علّقت أهمية كبيرة على الفوز بمحبة مدرّسيّ».

تفتحت حياة كازان الاجتماعية في جامعة يال، حيث عثرت على مجموعة من محبي الكتب أمثالها. تروي المخرجة المسرحية في نيويورك ليلا نوجيباور، زميلتها في الجامعة وصديقتها المقربة التي ستخرج After the Blast: «أذكر أول مرة التقيت فيها زوي. حتى في سنتها العشرين، كانت بعيدة كل البعد عن التفاهة والسطحية. تمتعت بجاذبية كامنة». وتؤكِّد كازان: «أكون أحياناً شخصاً جاداً جداً للأسف».

يقول شوالتر إن كازان «لا تتحمَّل الأغبياء بسرور». لكن هذا الوصف ولّد الحيرة لديها، إذ راحت تتساءل: «أحاول أن أفهم ما عناه مايكل بذلك. أقصد ربما لا يكون هذا قولاً مأثوراً بل حقيقة مسلّم بها».

عزم واضح

ينوه إيثان هوك، الذي تشكّل مسرحية Things We Want من إخراجه أحد أعمال كازان المسرحية، بعزمها الذي تجلّى بوضوح خلال تجارب الأداء، ويقول: «أتت وراحت تفكّك المسرحية بتعليقاتها عن ذهنية القاتل، فاقتربت منها وأنا أفكّر: هذه شابة جادة جداً».

يؤكِّد نانجياني أن قوتها ظهرت حتى في حالة اللاوعي التي كانت فيها. يتذكّر في دردشة معه عبر الهاتف: «في تلك المشاهد في المستشفى حين كانت إيميلي متصلة بالأسلاك، اضطررنا إلى وصل زوي إلى آلات حقيقية في موقع التصوير. كنت أدخل غرفة المستشفى وأؤدي المشهد، وكنت ألاحظ على الشاشة أن نبض قلبها يرتفع، ما دفعني إلى التفكير: أنت ممثلة بارعة بيولوجياً أيضاً».

تعكس كازان صورة مختلفة عن نفسها في Sick، مؤديةً دور إيميلي بمرح وخفة يتناقضان مع أدوارها السابقة التي تطلّبت كثيراً من الدرس. إليك أول دليل على تلك الأدوار: الصور التي تعكسها في الدراما الرومانسية العميقة Ruby Sparks، التي كتبتها مع دانو عام 2012.

زوي كازان تعكس صورة مختلفة عن نفسها في Sick
back to top