فن القيادة... كيف تبدع فيه؟

نشر في 18-07-2017
آخر تحديث 18-07-2017 | 00:04
No Image Caption
حتى لو لم تكن تنتمي إلى عائلة معروفة بقادتها النافذين، يمكنك أن تطوّر نفسك وتغيّر حياتك. إليك قواعد جديدة تسمح لك ببدء تطبيق هذه الخطة.

كن نرجسياً متواضعاً

تُعتبر المرونة إحدى أهم صفات القادة المعاصرين، وتهدف القدرات القيادية الجديدة إلى استعراض الأسلوب الشخصي طوال الوقت. كذلك، يجب أن يتمتّع القائد بمجموعة من المهارات تسمح له بالتكيّف مع مختلف المواقف.

يدرك القائد الذكي اليوم ضرورة أن يعترف بأن ثمة أموراً لا يعرفها، وأن يبدي استعداده الدائم لطلب رأي الآخرين. حين يكشف القائد تواضعه، سيتحسّن أداء فريقه. تسمح صفة التواضع في هذه الظروف بتعديل مظاهر النرجسية، ما يسمح للقائد بالحفاظ على قوته من دون أن يبدو متسلطاً. لتطوير هذه الشخصية المتناقضة التي تجمع بين النرجسية والتواضع، طبّق الخطوات الثلاث الآتية:

• اطرح الأسئلة في مختلف المحادثات كي يدرك المحيطون بك أنك تفكر بالخيارات كافة والآراء الممكنة.

• تحرّك فوراً واشرح تصرفاتك لاحقاً: حين تضطر إلى اتخاذ قرار سريع، كن جريئاً وقوياً ثم اشرح لفريقك الأسباب التي استلزمت تحركاً سريعاً.

• اشكر فريقك: حتى لو كنت تفتخر بإنجازاتك، يجب أن تشيد بجهود الآخرين أيضاً.

أعطِ الأولوية للاحترام

يجب أن يرتكز سلوكك على حس القيادة واعْلَم أنك مسؤول عن الموظفين قبل العملاء. لتنفيذ هذه الفكرة عملياً، طبّق الخطوات الثلاث الآتية:

• خفّف ميلك إلى إلقاء المحاضرات: تبقى تصرفات القائد تحت المجهر دوماً، لذا يجب أن تفهم نظرة الآخرين إلى سلوكك. إذا وصلتَ متأخراً إلى العمل مثلاً، سيفهمون أنك لست متفانياً. وإذا هنّأتَ موظفاً دون سواه على نجاحه، ستُعتبر منحازاً. لذا حاول أن تتصرّف بالطريقة التي تريحك بشرط أن تتعامل باحترام مع المحيطين بك كلهم.

• اتخذ مبادرات شخصية: كن فاعلاً في تبادل الرسائل الإلكترونية والنصية لكن لا تجعلها بديلة عن الكلام. لا تتردّد في قول المجاملات وإظهار اهتمامك بالآخرين عبر التفاعلات الإنسانية المباشرة.

• ضع هاتفك جانباً: حين تضع هاتفك على طاولة المؤتمرات أو العشاء، سيفهم الآخرون أنك لا تعطيهم الأولوية. لكن إذا أظهرتَ لهم الاحترام، سيبادلونك بالوفاء.

حاسِبْ نفسك

لبناء الثقة بين مختلف الأطراف، يجب أن تعترف بالأخطاء التي ترتكبها. لكن يحبّ القائد بطبيعته أن يكسب إعجاب الناس ويتجنب إغضابهم، لذا لا يتحلّى بالشجاعة اللازمة لمواجهة المشاكل المعقدة، فيشكك الآخرون حينها بقدرته على إيجاد الحلول. نتيجةً لذلك، تعطي المقاربة الرامية إلى إرضاء جميع الأطراف أثراً معاكساً، فيستاء فريق العمل كله ولا يجد من يلبّي حاجاته.

يعتبر معظم الناس الصدق أهم صفة لدى القائد الحقيقي، لأن الشفافية كفيلة ببناء ثقة متبادلة. لكن يفتقر القادة المعاصرون إلى الشجاعة والقدرة على إقامة محادثات ناضجة وطرح أسئلة صعبة. تعني الشجاعة في هذا المجال أن يقوم الشخص بالصواب حتى لو لم تكن خطواته آمنة أو مألوفة. بناء عليه، حين تنجح في تجاوز مخاوفك، ستتمكن من ممارسة قدراتك القيادية بكل احترام.

لكن يبقى القول أسهل من الفعل طبعاً! في المرة المقبلة التي تحتاج فيها إلى استجماع شجاعتك ومواجهة موقف صعب في مكان العمل أو حتى في المنزل، استعمل هذه المعايير الأربعة كي تكون صادقاً بطريقة بناءة: الإشادة، والنقد البنّاء، وطرح الأسئلة، وتقييم الحلول المحتملة.

راجع تجاربك الماضية

لا تحصر تركيزك بالمستقبل، بل يجب أن تستفيد من تحليل ما حصل معك في الماضي. استناداً إلى تجارب الفشل السابقة، يمكنك أن تزيد مستوى مرونتك وتوازنك وتُطوّر مهارات جديدة تسمح لك بالنجاح مستقبلاً. هذه المقاربة مرادفة لمشاهدة شريط المباراة في مجال الرياضة، أو مناقشة مسار التطور في العلاقات الشخصية، أو تحليل الإيجابيات والسلبيات لتحسين وضعك في أي موقف يتطلّب منك استعمال مهاراتك القيادية. لتطوير هذه القدرات، جرّب الاستراتيجيات الثلاث التالية:

• اسمع تعليقات الآخرين: اطلب من أعضاء فريقك أن يخبروك بالخطوات الناجحة والفاشلة بكل صراحة، أو تعاون مع طرف آخر من خارج الفريق لجوجلة أفكارك.

• خصّص الوقت الكافي لاستيعاب الوضع: حين تغادر اجتماعاً، خصّص بضع دقائق للتفكير بما حصل للتو أو تدوين بعض الملاحظات. هل وقع أي خلاف بين المجتمعين؟ هل كان يمكن أن تتصرّف بطريقة مختلفة؟ يشكّل استخلاص الدروس من التجارب جزءاً من مسار التحسّن المتواصل.

• قيّم نتائج قراراتك: قبل اتخاذ أي قرار، توقّع ما يمكن أن يحصل بعد تنفيذه. وبعد مرور ستة أشهر، راجع توقعاتك وقيّم النتائج التي حققتها والتجارب التي فشلت فيها وحدّد أنسب طريقة لتعديل قراراتك حين تواجه مواقف مستقبلية مماثلة.

لا تحصر إنجازاتك بالنقود

يفتقر القائد الذي يقيّم نجاحه بحسب الأرباح المادية حصراً إلى عمق البصيرة. تتعلّق أكبر مشاكل القيادة اليوم بتراجع مستوى التزام العاملين. قبل تقييم أدائك، ابدأ بطرح أبسط الأسئلة (لماذا أعمل في هذه الشركة؟).

بدل الاكتفاء بتقييم النتيجة النهائية، حدّد دوافعك الأساسية وإذا لم تتمكّن من معرفة الأسباب التي تدفعك إلى التحرك، يجب ألا تتابع السير في ذلك الاتجاه. لا يفشل القائد لأنه لا يجد فريق العمل المناسب من حوله، بل لأن الفريق لا يثق في أن القائد محقّ. يتولّى القائد تهيئة الجو المناسب ويتجاوب فريقه معه. سيبذل العاملون قصارى جهدهم إذا شعروا بأن قائدهم يهتمّ بهم ويريد مساعدتهم على التطوّر كي يحققوا إنجازات متزايدة.

إذا هنّأتَ موظفاً دون سواه على نجاحه فستُعتبر منحازاً

الصدق أهم صفة لدى القائد الحقيقي
back to top