نظام المحلفين في المحاكم

نشر في 16-07-2017
آخر تحديث 16-07-2017 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم تقدم لورد جيرسي بقانون يقضي بإيقاف نظام المحلفين في بريطانيا عام 1591، لكن الملكة إليزابيث الأولى تصدت لهذا التشريع الجديد وأفشلته بعد أن أثارت هذه القضية، التي ظهرت فيها خروقات نظام المحلفين، الضجيج!

فما هي يا ترى تلك الجريمة التي أثارت الضجيج حول نظام المحلفين، وارتفعت الأصوات مطالبة بإلغائه؟!

***

• كان القاضي -شو كروس- يحقق في جريمة قتل، وثبت لديه بالدليل القاطع أن -جو برسون- هو قاتل جاره -بيل هويت- لكن هذا الأخير يصر على الإنكار مع أن كل الدلائل والقرائن والشهود ضده:

- سيدي القاضي... أقسم أنني لم أقتل جاري بيل هويت.

- ماذا عن الشوكة الحديدية الملوثة بدمه والتي وجدت في بيتك؟!

- إنها ليست شوكتي يا سيدي بل هي شوكة بيل هويت نفسه.

- ألم تكن موجوداً في مكان الجريمة ساعة وقوعها؟!

- بعد وقوعها يا سيدي... لقد كنت قادماً لتسوية ما بيننا من خلاف قديم فوجدته جثة غارقة في الدماء، حاولت حمله وسألته عمن فعل ذلك فمات قبل أن يذكر الاسم.

- كيف تبرر دمه الذي لوثت به ثيابك؟!

- لأنني حاولت يا سيدي حمله فتلوثت ثيابي.

- لماذا لم تبلغ شرطة القرية بالجريمة؟

- لأنني كنت خائفاً أن أُتهم بقتله.

- لماذا حاولت إحراق ثيابك الملوثة بالدم؟

- كي لا أُتهم بقتله، نظراً لما كان بيننا من نزاع.

• وبعد أن تم التحقيق مع المتهم رُفع إلى المحلفين لمناقشته، وليقولوا فيه كلمتهم الأخيرة.

فاستمرت المداولات بينهم قرابة العشرين ساعة متواصلة.

وكان القاضي منتظراً القرار ولم يغادر قاعة المحكمة، فبلغ به الحنق فنادى أحد مساعديه:

- ماذا؟!... هل سأقضي يومين هنا؟!

- ننتظر قرار المحلفين يا سيدي.

- ألم يصلوا إلى قرار بعد كل هذه الساعات من المداولات.

- هناك صوت واحد فقط يرفض إدانة المتهم يا سيدي.

- تسعة ضد واحد فقط؟!

***

• في حالة عدم وصول المحلفين إلى نتيجة الإدانة بالإجماع فليس أمام القاضي غير الحكم بالبراءة... وبالفعل صدر القرار بأن المتهم جو برسون غير مذنب.

فخر جو ساجداً أمام القاضي، وردد وهو يجهش بالبكاء:

- اللهم لك الحمد والشكر، إنك وحدك يا إلهي تعلم أنني لم أقتل، ولم أكذب، لهذا كنت رحيماً بي، لأني أخافك وحدك يا ربي، فباعدت بيني وبين الرذيلة طوال حياتي، ولأنني لم أرتكب الإثم فكافأتني اليوم خير مكافأة، فعادت حياتي من جديد... أعاهدك يا الله أن أسير طوال حياتي باحثاً عن رضاك وفي سبيلك.

***

• وبعد إصدار القاضي حكمه ببراءة المتهم استدعى صاحب الصوت الذي كان رافضاً لإدانته:

- كنت مقتنعاً تماماً بإدانته لولا معارضتك فلماذا عارضت؟!

- لأنني لا أراه متهماً.

- أكرر لماذا؟

- لأنه غير مذنب.

- وكيف تبرر تلك الأدلة الصارخة بضلوعه في ارتكاب الجريمة؟!

- كلها باطلة.

- كيف تؤكد ذلك؟

- لأنني أنا الذي قتلت بيل وايت!

back to top