باحثون يكتشفون آلية تتيح للخلايا السرطانية التفلّت من جهاز المناعة وتشكيل الأورام

نشر في 15-07-2017
آخر تحديث 15-07-2017 | 00:03
No Image Caption
اكتشف باحثون في مركز A&M لعلوم الصحة في تكساس بالولايات المتحدة الأميركية أن الخلايا السرطانية تستطيع التفلّت من جهاز المناعة، ثم الانتشار، عندما تعوق عمل جينة تُدعى NLRC5.
في الأحوال الطبيعية، يتعرّف جهاز المناعة إلى الخلايا السرطانية ويحاربها بنجاح، فيقضي عليها أثناء تطوّرها. لكنّ هذه العملية تنهار أحياناً وتتشكّل الأورام. اليوم، بات الباحثون يعلمون سبب ذلك.

د. كويشي كوباياشي، بروفسور في كلية A&M للطبّ في تكساس وباحث بارز في المقال الذي نُشر في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، يقول في هذا المجال: «توصلّنا إلى آلية بالغة الأهمية في عملية تفلّت الخلايا السرطانية من جهازنا المناعي لتشكّل الأورام».

يحدّد هذا الاكتشاف NLRC5 كمؤشر حيوي جديد لبقاء مرضى السرطان على قيد الحياة وردود فعلهم العلاجية، كذلك تشكّل هذه الجينة هدفاً محتملاً لعلاجات جديدة.

يتابع كوباياشي موضحاً: «تولد الخلايا السرطانية بسبب تبدّلات جينية، كطفرات أو إعادة ترتيب أجزاء من صبغيات مختلفة. نتيجة لذلك، تحمل الخلايا السرطانية كافة جينات «غريبة» جديدة تعتبرها خلايا المضيف التائية عموماً مولدات ضدّ تابعة لأورام. يعمل هذا الجهاز المضاد للأورام بفاعلية عالية».

بروتينات غريبة

لاحظ كوباياشي وزملاؤه قبل بضع سنوات أن NLRC5 تضبط جينات «معقد التوافق النسيجي الكبير» من المجموعة الأولى. تحمل هذه الجينات شفرة جزيئات على سطح الخلايا تمثّل أجزاء من بروتينات غريبة تغزو الخلية، كبروتينات الفيروسات أو البكتيريا. وتنبه هذه الأجزاء قسماً من جهاز المناعة يُدعى الخلايا التائية القاتلة، ما يولّد رد فعل فورياً من جهاز المناعة ضدّ مولد غريب معين.

لكن الاكتشاف الجديد الذي قدّمته الدراسة أن الجهاز عينه يجب أن يعمل على تدمير الخلايا السرطانية، إلا أن الأخيرة تتوصّل أحياناً إلى طريقة لتعطيل جينة NLRC5، ما يتيح لها بالتالي التفلّت من جهاز المناعة وتشكيل الأورام.

تذكر سايوري يوشيهاما، طبيبة، وبروفسورة، وزميلة في مختبر كوباياشي، والباحثة الأولى في التقرير: «إذا لم تنجح عملية تمثيل مولدات ضدّ جينات «معقد التوافق النسيجي الكبير» من المجموعة الأولى، فلن تتمكّن الخلايا التائية من قتل الخلايا السرطانية. واكتشفنا أن آليات عدة تحدّ من وظائف NLRC5 في الخلايا السرطانية، ما يؤدي إلى غزو الأخيرة جهاز المناعة».

يختم كوباياشي: «صرنا نعرف اليوم لمَ تنجح الخلايا السرطانية في التفلّت من جهازنا المناعي. ما من آلية مهمة بقدر ما توصلنا إليه. لذلك نتوقّع أن تتحوّل NLRC5 إلى مؤشر حيوي يسمح للأطباء بتقييم وتحديد إستراتيجية العلاج الأنسب في حالة كل مريض سرطان، ما يؤدي إلى نتائج علاجية أفضل لأكثر من 12 مليون مريض يشخّص الأطباء إصابتهم بالسرطان سنوياً».

back to top