استعيدوا السيطرة على حياتكم

نشر في 06-07-2017
آخر تحديث 06-07-2017 | 00:00
No Image Caption
حين تكثر المسؤوليات العائلية والمهنية والشخصية في حياتنا، يسهل أن نشعر بأن الضغوط تجتاح يومياتنا. ربما يضطرب نومنا حين نفكر في أننا لن ننهي أعمالنا، ونستيقظ متعبين بسبب قلة النوم.
سرعان ما يؤدي القلق المتواصل إلى تفاقم مشاكل الصحة الجسدية والعقلية، ويزداد الوضع سوءاً إذا لم نهتم بجسمنا وروحنا.
لن يكون كسر هذه الدوامة بسيطاً لكن يمكن تطبيق بعض الاستراتيجيات التي تُسهّل الحياة وتهدّئها.


زد إنتاجيتك

لا يكمن الحل في زيادة فاعلية المهام بكل بساطة، بل يجب أن تضع أهدافاً واضحة وتحققها من دون بذل طاقة مفرطة ومن دون تضييع الوقت أو التركيز. ربما ترغب في تنفيذ التزاماتك سريعاً أو أخذ قسط من الراحة. إذا بلغت الهدف الذي تصبو إليه، سيكون يومك مثمراً.

لا يمكن زيادة الإنتاجية من خلال تخصيص وقت إضافي للعمل، بل يجب أن تركز على النشاطات الصائبة موزعاً انتباهك وطاقتك بذكاء.

بدل أن تبدأ يومك مثلاً بلائحة لامتناهية من المهام، دوّن أهم ثلاث مهام تسمح لك بالسيطرة على مسار يومك. يؤكد الخبراء ضرورة تصنيف الأولويات، ما يعني أن تتمكّن من تقييم قدراتك وتحديد المسائل العاجلة. هل تستطيع أن تسلّح نفسك بإمكانات تسمح لك بحل المشاكل التي تواجهها، أم أنك تحتاج إلى وقت إضافي كي تحسّن قدراتك؟ هل تستطيع أن توكل بعض المهام للآخرين؟ لا ضير من طلب المساعدة خلال الأزمات والمهام المستعجلة!

لا تحاول أن تقاوم تعبك وتتولى مهاماً كثيرة في الوقت نفسه. اطلب المساعدة في المنزل والعمل عند الحاجة، وارفض بعض الدعوات أو المطالب غير المناسبة. في هذا السياق، تشعر المرأة تحديداً بالذنب حين ترفض النشاطات المعروضة عليها، لكن يجب أن تتعلّمي إبداء المسائل التي تهمّكِ.

خفف استعمال التكنولوجيا

يؤدي استعمال الأجهزة الإلكترونية بشكل متواصل على مرّ اليوم إلى استنزاف ساعات النهار. ربما تشعر بأن قراءة الرسائل المتلاحقة تزيد إنتاجيتك، لكن تشكّل هذه النزعة مصدر إلهاء.

التكنولوجيا ليست مجرّد وسيلة ترفيهية عادية، بل إنك ستشعر بأن انشغالاتك تزيد لأنك تضطر إلى العمل بحسب الإيقاع الذي تفرضه عليك. حين تعتاد على هذا النمط من العمل، يسهل أن تطوِّر سلوكيات قهرية كالميل إلى التحقّق من الرسائل الإلكترونية والنصية بشكل متلاحق، ما يجبر الدماغ على تبني إيقاع شائب.

تتفاقم أحياناً هذه الحاجة الهوسية إلى استعمال وسائل التكنولوجيا حين تجتاحك الضغوط بسبب اضطرارك مثلاً إلى إنهاء مشروع معيّن خلال مهلة قصيرة، أو إلى وضع خطط مشتركة مع المقربين منك. لن تستطيع أحياناً تجنّب الاتكال على التكنولوجيا، لكن يجب أن تركّز في الوقت نفسه على مسألة واحدة وتعيش يومك بإيقاع بشري وغير إلكتروني! لتحقيق هذه الغاية، أطفئ هاتفك أو شبكة الإنترنت إذا أمكن كي تخفّف مشاعر الضغط التي تنتابك.

يحب بعض الناس سماع صوت، كالموسيقى أو الراديو، في مكان عملهم. يدرس الباحثون آثار هذا النوع من الحوافز منذ السبعينيات وتختلف استنتاجاتهم بحسب نوع الموسيقى أو البرنامج الذي يسمعه الشخص، وبحسب شخصية كل فرد.

تؤثر الموسيقى في الأداء المعرفي لدى الأشخاص المنغلقين على نفسهم أكثر من المنفتحين. لكن يبقى الصمت أساسياً حين يتطلّب العمل تشغيل العقل والتركيز.

اهتمّ بجسمك

تظنّ أن الأمراض تنجم عن النشاطات المفرطة، لكنها تعكس أحياناً عدم اهتمامك بحاجات جسمك. لا داعي لإبطاء إيقاعك بالضرورة، بل يكفي أن تجدّد طاقتك. في دراسة كندية نُشرت في عام 2011، أكد 44% من المشاركين أن وقتهم لا يسمح لهم بممارسة نشاط جسدي منتظم. لكن يقول الخبراء إن تخصيص بين 5 و10 دقائق يومياً للقيام بتمرين معتدل كالمشي أو ركوب الدراجة الهوائية (أي ما مجموعه 150 دقيقة أسبوعياً) سيكون كافياً لتخفيف الضغط النفسي سريعاً. بالنسبة إلى الراشدين بعد عمر الخامسة والستين، تزيد أهمية تخصيص ساعتين ونصف ساعة أسبوعياً للتمارين الأساسية كونها تساهم في تخفيض إيقاع ضربات القلب في أوقات الراحة، وتزيد الحيوية وتُسهّل النشاطات اليومية كافة.

في دراسة كندية أخرى حصلت بين عامَي 2011 و2013، اكتشف الباحثون أن 37% من المشاركين فقط يستيقظون وهم يشعرون بالراحة صباحاً. كان الشعور بالضغط سبب المشكلة الأصلي. في هذه الظروف، يدخل الناس في حلقة مفرغة: كلما فكروا بالمهام الموكلة إليهم، ستزيد صعوبة النوم لديهم وسيشعرون بالتعب وتتراجع إنتاجيتهم خلال اليوم التالي.

يجد الراشدون الأكبر سناً صعوبة متزايدة في النوم والشعور بالراحة. إنه سبب إضافي كي يمارسوا الرياضة. حتى الأشخاص الذين يعانون أرقاً حقيقياً يلاحظون تحسناً في نوعية نومهم نتيجة لممارسة ثلاث أو أربع حصص من التمارين المعتدلة أسبوعياً. سرعان ما تتراكم الآثار الإيجابية، لكن ربما لا يشعر المرء بآثارها قبل مرور أربعة أشهر. لذا لا تستسلم إذا لم تلحظ الفرق سريعاً ولم يتحسن نومك بعد فترة قصيرة.

فرّغ ضغطك خلال 5 دقائق

• استعد راحتك الروحية: تسمح أحلام اليقظة بتحسين الذاكرة والمخيلة والقدرة على التحكم بالعواطف. تخلّص من مصادر التلهي كالهاتف ووسائل التكنولوجيا، وخصص فترة لإراحة دماغك بالكامل. حين ترتاح روحياً، سيتحسن مستوى إبداعك وتتطوّر طريقة تفكيرك.

• كن مبتكراً: تبيّن أن النشاطات الفنية (تلوين، رسم، صناعة الفخار...) تخفف هرمونات الضغط النفسي بدرجة ملحوظة. إذا كنت تشكك في قدراتك، اعْلَمْ أنك لست مضطراً إلى أن تبرع في ما تفعله. يسمح النشاط الفني، بغض النظر عن طبيعته، بإحداث تغيرات فيزيولوجية إيجابية، مهما كان مستوى مهاراتك.

• ارفع صوت الموسيقى: إذا شعرت بزيادة الضغوط عليك، ضع سماعاتك وارفع صوت الموسيقى. أثبتت دراسات عدة أن سماع الموسيقى قبل أي موقف عصيب ينعكس إيجاباً على الجهاز العصبي. لزيادة المنافع، اختر لائحة من المؤلفات الهادئة كصوت الأمواج أو الموسيقى الكلاسيكية.

• لا تتردّد في اللعب: تستخف الثقافة المعاصرة بأهمية اللعب باعتباره مضيعة للوقت مع أنه يفتح المجال أمام خوض تجارب إبداعية جديدة. يكفي أن تجد نشاطاً ممتعاً وغير مألوف بالنسبة إليك كي تستفيد من هذه اللحظات المسليّة وتفرّغ الضغوط الكامنة في داخلك.

أبقِ نفسك منشغلاً

أثبتت الدراسات أن الصحة الجسدية والنفسية تتدهور في معظم الأوقات بعد سن التقاعد لأن المتقاعدين يميلون إلى الاكتئاب والقلق، ويمرضون أحياناً لأنهم لا يجدون ما يفعلونه. يميل بعض الناس أيضاً إلى الانسحاب من الحياة الاجتماعية والمهنية، ما يزيد وضعهم سوءاً.

في عام 2010، اكتشف الباحثون أن الأشخاص دائمي الانشغال يشعرون بالسعادة أكثر من الآخرين لأنهم يقومون بعمل مهمّ بحسب رأيهم. لذا حاول أن تبحث عن تحديات جديدة. لتسهيل هذه المرحلة الانتقالية، طوّر هواياتك أو اكتسب معارف جديدة. يمكنك أن تستعمل مهارات كنت توظّفها طوال سنوات في مهنتك كي تنقلها إلى الآخرين أو تقوم بأعمال خيرية.

لكن لتعزيز الشعور بالتحسن، يجب أن تجد التوازن المناسب بين العمل والنشاطات الترفيهية. يكمن الحل في تحديد الجو الذي يريحك علماً بأنه يتفاوت بين شخص وآخر. تسمح لك فترة التقاعد باكتشاف حل وسطي بين أوقات الفراغ والنشاطات التحفيزية.

لا تحاول أن تقاوم تعبك وتتولى مهامًّ كثيرة في الوقت نفسه

دوّن أهم ثلاث مهام تسمح لك بالسيطرة على مسار يومك
back to top