إلى أين تسير «الصحة»؟

نشر في 01-07-2017
آخر تحديث 01-07-2017 | 00:09
 عادل سامي بعد أكثر من 7 أشهر على تولي وزير الصحة د. جمال الحربي مسؤولية قيادة الوزارة، التي بدأها برفع شعارات محاربة الفساد وحماية المال العام، فإن الإجابة عن سؤال إلى أين تسير "الصحة"؟ تتناوله الأوساط الطبية والصحية والنيابية والشعبية.

فقد أجرى الوزير الحربي تغييرات جذرية في قطاعات الشؤون المالية والقانونية والمستودعات الطبية، وواجه هجمات نيابية شرسة صوبت في مرمى "الصحة"، مدعومة بتقارير تقشعر لها الأبدان عن مخالفات وتجاوزات مليونية في مكاتب العلاج في الخارج، ورد وزير الصحة بقرارات تحويل العديد من الملفات إلى النيابة العامة وتشكيل لجان تحقيق وإنهاء عقود مع الوزارة، وصخب إعلامي من الوزارة للترويج لإجراءات وزير الصحة لمحاربة الفساد.

لكن يبدو أن الرؤية ضبابية في ظل ملفات كثيرة عالقة مثل ملف مستشفى جابر الأحمد الذي تتجاذبه أطراف عديدة، وملف العلاج في الخارج، وملف الأحكام القضائية ضد الوزارة، وملف المخالفات المليونية في تقارير ديوان المحاسبة عن وزارة الصحة، ولم يحسم حتى الآن ملف اختيار وكيل الوزارة والمناصب الشاغرة لوكلاء مساعدين، فضلاً عن الوكلاء المساعدين المنتظر التجديد لهم، ووكلاء مساعدين تنتهي مددهم تباعاً خلال الأشهر القليلة المقبلة دون وجود رؤية واضحة لشغل المناصب القيادية بالوزارة، مما يجعل الوزارة تسير في نفق مظلم تغيب عنه الرؤية الواضحة، وتنذر بتدهور سريع في الخدمات الصحية، وتدني الأداء بكل قطاعاتها.

وفي ظل هذا الوضع يصعب على أي مراقب أن يرى بصيص نور في المستقبل القريب، فـ"الصحة" تحتاج إلى معجزة تنقلها من الإنعاش والحالة المتردية التي يرصدها المراقبون، وتكتظ بها شبكات التواصل الاجتماعي.

ليس الهدف من هذا الطرح خدمة أجندات نشيطة لمحاولة تصفية حسابات أو الإقلال من نوايا الإصلاح، ولكن الهدف هو تصويب المسار نحو إجراءات وسياسات واضحة يلتزم بها الجميع، ولا تحركها ردود أفعال، فالوضع الصحي كله يحتاج إلى رؤية واضحة ومحاسبة على جميع المستويات، وتسخير الموارد بحكمة حتى لا تهدر موارد الدولة في علاج سياحي أو في صفقات ليست ببعيدة عن التنفيع والمجاملات والمصالح الشخصية، كما أن الصحة بحاجة إلى إنجازات حقيقية تفوق التصريحات الإعلامية وتترجم النوايا الطيبة إلى واقع فعلي بنزاهة ومهنية.

الملفات المتخمة بالتجاوزات تحتاج إلى المحاسبة، واختيار الأكفاء الشرفاء لتحمل المسؤولية، والعمل بتفان لتحقيق الإنجازات، فما أسهل الهدم تحت شعارات تدغدغ المشاعر، ولكن المحك الرئيس للنجاح هو الإنجاز والأداء المتميز.

فمن يقرأ تقارير ديوان المحاسبة أو تقارير لجان متابعة البرامج بالأمانة العامة للتخطيط، التي عرضت على مجلس الوزراء، يشعر بالقلق الشديد ويصعب عليه التفاؤل بمستقبل وزارة الصحة، نظرا لما كشفت عنه تلك التقارير من حالة التردي غير المسبوقة بأداء الصحة، التي أصبحت عنوانا للفشل في الجهاز التنفيذي.

ويبقى سؤال إلى أين تسير "الصحة" بلا إجابة.

back to top