العبادي: علاقتنا بالكويت تحتذى... وملتزمون بسداد التعويضات

حث في الذكرى الـ 13 لعودة العلاقات على المزيد من التعاون الاستثماري

نشر في 27-06-2017
آخر تحديث 27-06-2017 | 21:50
أكد العبادي نجاح الكويت والعراق في إعادة التوازن إلى علاقاتهما، مؤكداً التزام بلاده بإنهاء كل الملفات الأخرى مع الكويت، وداعياً إلى المزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الثنائية الأخرى.
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق والكويت نجحا كدولتين في تحويل العلاقة بينهما الى مثال يحتذى في المنطقة، وأن يعملا على إعادة التوازن الى تلك العلاقات.

وأعرب العبادي في لقاء مع «كونا»، أمس، بمناسبة الذكرى السنوية الـ13 لعودة العلاقات بين البلدين عن أمله بإنهاء كل الملفات العالقة، بما فيها ملف التعويضات الكويتية التي لم يتبق منها سوى مبلغ 4.6 مليارات دولار، مؤكدا التزام العراق بسدادها، لكونها قرارا أمميا واجب التنفيذ. كما تعهد بإنهاء كل الملفات الأخرى مع الكويت، ومنها ملف المفقودين الكويتيين، مؤكدا أن بلاده زودت الحكومة الكويتية بمعلومات كثيرة بهذا الخصوص.

وقال إنه «على الرغم من أن النظام السابق حاول ان تكون علاقتنا بالكويت علاقة دموية تعسفية، لكننا ولله الحمد، نجحنا اليوم كدولتين في أن نحول تلك العلاقة الى مثال يحتذى في المنطقة، وأن نعمل على إعادة التوازن الى تلك العلاقات، وقد نجحنا في ذلك الى درجة كبيرة».

ودعا العبادي الى مزيد من التعاون بين البلدين لتجاوز ما تبقى من متعلقات، مؤكدا أن بغداد مستعدة لهذا التعاون لدفع العلاقة بين البلدين الى الأمام، وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

وأكد أن حكومته تشجع الاستثمارات الكويتية في العراق، وتحث على المزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الثنائية الأخرى.

مساعي رأب الصدع

ولا تختلف رؤية السلطة التشريعية في بغداد عن رؤية السلطة التنفيذية بشأن وضع العلاقات بين العراق والكويت، فالنائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي همام حمودي أكد أن العلاقات العراقية الكويتية شهدت تحسنا ملحوظا في الآونة الاخيرة مدفوعة بمساع جادة من البلدين لتحسينها.

واشاد حمودي بهذا الإطار بمساعي القيادة الكويتية، وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «الذي حرص على أن يكون هو من بين أوائل القادة العرب الذين زاروا العراق بعد التغيير».

ونوه حمودي بمساعي سمو الأمير التي أسهمت في رأب الصدع بين العراق والكويت، وقال إن «مساعي سموه لم تقتصر ثمارها الإيجابية على العلاقات بين البلدين فحسب، بل شملت جميع شعوب المنطقة».

وأكد حرص العراق على إزالة كل مخلفات مرحلة النظام البائد والتأسيس لعلاقات متينة بين الدولتين الجارتين، معربا عن التقدير للدعم الإنساني الذي تقدمه الكويت للشعب العراقي، لاسيما في مجال بناء المدارس، وهي «رسالة جميلة للأجيال القادمة».

53 اتفاقية ومذكرة

في المقابل قال السفير الكويتي لدى العراق سالم الزمانان إن موقف الكويت ثابت في دعم أمن ووحدة وسيادة واستقرار العراق الشقيق من دون التدخل في شؤونه الداخلية، معربا عن أمله بأن تكلل جهود تحقيق المصالحة الوطنية في هذا البلد بالنجاح.

ولفت الى أن مشاركة صاحب السمو امير البلاد في القمة العربية التي أقيمت في بغداد وهو الأعلى تمثيلا في مستوى المشاركة» دليل على حرص الكويت على عودة العراق الى مكانته الطبيعية في المنطقة.

وأفاد بأن الكويت لم تدخر أي جهد في سبيل مساعدة العراق وشعبه في المجالات كافة، مشيرا الى انجازات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية المتمثلة بإنشاء 23 مدرسة نموذجية في عدد من المحافظات العراقية، إضافة الى المنحة الكويتية المخصصة لبناء مستشفى الجراحة في البصرة والذي وصل الى مرحلة متقدمة من الانجاز.

وحول الحرب على الإرهاب، أبدى السفير الزمانان تطلع الكويت الى الاحتفال مع الاشقاء في العراق بإعلان النصر النهائي على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

واوضح انه بناء على توجيهات صاحب السمو امير البلاد، سارعت الكويت في مد يد العون للنازحين في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى، اذ تعهدت في عام 2015 بتقديم 200 مليون دولار لاغاثة النازحين.

وبين ان «المساعدات الكويتية شملت ايضا تشييد 38 مدرسة مؤقتة حتى يومنا هذا وكفالة عدد من الايتام وتبني مشروع للتدريب المهني للارامل في المحافظات المتضررة وتجهيز عيادات طبية متنقلة وبناء الخيام وتوزيع الدواء و(البطانيات) والحقائب المدرسية وجميع ذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة في العراق».

وتطرق السفير الى الاجتماع الذي عقد في الكويت أواخر ابريل الماضي بين المسؤولين في الصندوق الكويتي للتنمية ورئيس صندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة في العراق مصطفى الهيتي والذي تناول ما تم انجازه نحو عقد مؤتمر دولي للشركاء للتنمية لاعادة اعمار المناطق المتضررة في العراق جراء الحرب ضد الارهاب.

وعلى الصعيد السياسي، قال السفير أن حكومتي البلدين الشقيقين قطعتا شوطا كبيرا في التفاهم والتنسيق والتعاون، حيث وصل عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين الى 53 اتفاقية ومذكرة وذلك نتيجة للأجواء الايجابية والرغبة الأكيدة والنوايا الحسنة لدى البلدين.

وكانت اللجنة الوزارية العراقية - الكويتية العليا قد عقدت 6 اجتماعات على مدار السنوات الـ6 الماضية في بغداد والكويت بالتناوب، كان آخرها اجتماع بغداد في الـ28 من ديسمبر من العام الماضي 2016 برئاسة وزيري خارجية البلدين، والذي تمخض عن توقيع أربع اتفاقيات في مجالات الثقافة والصناعة والأمن والنقل الجوي.

وكانت الكويت قد استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع العراق، بعد اتمام عملية نقل السلطة الى الشعب العراقي في 28 يونيو من عام 2004.

مساعي الأمير ساهمت في رأب الصدع مع العراق وحريصون على إزالة مخلفات النظام البائد... حمودي

الرغبة في التعاون بين البلدين أنتجت 53 اتفاقية ثنائية ونسعى إلى عودة العراق لمكانته ... الزمانان
back to top