شكل طفلك الخارجي... تغيّرات سريعة

تتألّف جمجمة الطفل من صفائح عظمية منفصلة تعود وتندمج في مرحلة لاحقة. إذا وُلد طفلك بطريقة طبيعية عبر المهبل، قد يكون رأسه بيضاوي الشكل لأنه ينضغط بما يكفي كي يمرّ بالحوض العظمي بسهولة.

ستشعرين أيضاً بوجود يافوخَين على رأس طفلك. تفتقر هاتان المنطقتان إلى العظام منذ وجود الجنين في الرحم. ولكن سرعان ما تبدآن بالانغلاق بين الشهرين السادس والثامن عشر، ما يسمح بحصول تغيرات سريعة في القحف تزامناً مع نمو دماغ الطفل. من الطبيعي أن تصبح أعلى نقطة ناتئة حين يبكي الطفل وقد تشاهدين نبضه عبر اليافوخ الأعلى. إذا استعمل الطبيب ملقطاً أو آلة شافطة أثناء الولادة، قد تظهر كدمات على وجه الطفل أو في أعلى رأسه. ولكن تختفي هذه العلامات خلال بضعة أيام، فيما يتطلب اختفاء الورم وقتاً إضافياً.

في بعض الحالات، يبدو وجه الطفل منتفخاً ومتورماً بعض الشيء بعد المرور بقناة الولادة. تحمي الجفنان المتورمان العينين من الضوء القوي. تكون عيون الأطفال زرقاء داكنة عند ولادتهم عموماً وتستطيع التركيز على بُعد 20 سنتم تقريباً، ويكون البؤبؤ كبيراً جداً وقد تلاحظين درجة من الحَوَل لدى طفلك أيضاً نتيجة لعدم نضج عضلات العين الصغيرة، وقد يتفاقم شكلها بسبب الثنيات الجلدية في زوايا العين.

يظهر نسيج طريّ على الشفة العليا أحياناً بسبب حركة المصّ المتكررة، ومن الطبيعي أن تبدو الشفتان متورمتَين. في هذه المرحلة لا يكون الغضروف السميك قد تطوّر بعد لتحديد شكل الأذن النهائي. لذا تبدو مجعدة لكنها تستقيم بعد أيام من الولادة. أما أنفه فيبدو مسطحاً وتكون الفتحتان واسعتين لتسهيل التنفّس. عموماً، يكون إيقاع تنفّسه سريعاً وغير منتظم، ويصدر صوتاً أثناء النوم غالباً.

البشرة

يولد بعض الأطفال مع بقع جلدية لكنها تختفي عموماً خلال السنة الأولى. كذلك تظهر أحياناً بقع زهرية على الجبين والجفنين: إنها شعيرات مسطّحة ومتوسّعة وسرعان ما تتلاشى مع نمو الطفل. يمكن أن تظهر أيضاً في الجهة الخلفية من العنق.

أما الوبر الناعم الذي يظهر على جسم الطفل فيسقط سريعاً بعدما كان يُستعمل لتدفئته أثناء وجوده في رحم أمه. في ما يخصّ المادة الدهنية البيضاء التي تظهر بين ثنيات الجلد، فتتألف من خلايا جلدية ميتة وإفرازات الغدد الجلدية وتحمي الطفل من بيئته المائية وتسهّل مروره في المهبل أثناء الولادة. قد تبدو البشرة مجعدة بعض الشيء لكنه يستعيد بشرته الجميلة بعد فترة قصيرة.

من الشائع أن تظهر بقع وكدمات زرقاء على اليدين والقدمين وحول الشفتين لكن يتغير هذا الوضع مع تحسّن الدورة الدموية. يولد أطفال كثيرون مع بقع بيضاء صغيرة على طرف أنفهم أو جبينهم وخدودهم بسبب انسداد مؤقّت للغدد الدهنية المسؤولة عن إفراز الزيوت الطبيعية التي ترطّب بشرة الطفل. إنها حالة حميدة وسرعان ما تختفي بين الأسبوع الرابع والسادس.

من الشائع أيضاً أن يظهر التهاب الحمامي السمّي الذي يترافق مع بقع حمراء وكتل صفراء. وتكون البقع المنغولية مسطّحة ويميل لونها إلى الأزرق أو الأخضر، وقد تظهر على الظهر أو المؤخرة أو أي منطقة أخرى من البشرة. لا أهمية لهذه البقع وسرعان ما تختفي خلال بضع سنوات.

أخيراً، تتقشّر بشرة بعض الأطفال عند الولادة، لا سيما أولئك الذين يولدون بعد أوانهم.

اليرقان

يعني اليرقان أن يميل لون البشرة والجزء الأبيض من العين إلى الاصفرار. إنها حالة شائعة تظهر بعد الولادة بيومين أو ثلاثة أيام غالباً، لكنها تختفي خلال أول أسبوعين.

ترتبط الحالة بتراكم عناصر البيليروبين التي تنجم عن تفكك خلايا الدم الحمراء في الدم والبشرة وأنسجة أخرى بسبب عجز كبد الطفل عن إخراج تلك العناصر من الجسم. لذا لا بد من مراقبة المولود عن كثب للتأكد من تراجع مستوياتها.

الحبل السري

يبلغ طول الحبل السري نحو 50 سنتم ويتضمن ثلاثة أوعية دموية لكنه يخلو من الأعصاب. قبل قطعه، يجب شدّه بإحكام في نقطتين محددتين وهذه العملية ليست مؤلمة بالنسبة إلى الطفل. يتقلص حجم الحبل السري ويجفّ بعد فترة قصيرة من الولادة وسرعان ما يسقط من تلقاء نفسه بين اليوم السابع والرابع عشر.