آمال : الحياد... وكلية الإعلام (2)

نشر في 27-06-2017
آخر تحديث 27-06-2017 | 00:19
 محمد الوشيحي تتمة للمقالة السابقة...

قلتها في برنامجي التلفزيوني السابق، وكررتها في مقالاتي، وأكررها اليوم: المهنية الإعلامية لا تشترط الحياد. للمهنية شروط مختلفة، منها مصداقية الخبر، وتبيان الأدلة والحجج، والتمييز بين الخبر والرأي، وغير ذلك.

أما الحيادية فلم أسمع، طوال حياتي، عن وسيلة إعلامية انتهجت الحياد، وأتمنى أن يطرح أحد اسم وسيلة إعلامية محترمة في بلد محترم تنتهج الحياد. بل دعني أقول لك أكثر من ذلك: عقلي لا يقبل بحياد الإعلام ولا يقتنع به. الإعلام، خصوصاً في القضايا التي تمس المحيط، يجب أن يكون منحازاً لما يؤمن به. فإن شاع الفساد، على سبيل المثال، في دولة ما، يكون الحياد الإعلامي نوعاً من مساعدة الفساد، وإخلالاً بوظيفة الإعلام. وإلا بالله عليك قل لي لماذا يُسمى الإعلام "السلطة الرابعة"؟ ولماذا يُخشى منه إن كان محايداً بلا أظافر ولا أنياب؟

هذا بشكل عام، أما بشكل خاص، أي فيما يعنيني، فأظن أن المرحومة قناة اليوم كانت هي الفضائية المعارضة الوحيدة، من بين زحمة فضائيات داعمة للحكومة ومسؤوليها. وأظن أن برنامج "توك شوك" الذي كنت أقدمه، كان اللاعب رقم عشرة في هذه القناة، وكانت مقدمة الحلقة، التي كنت أطرح فيها رأيي، أكرر: رأيي لا الأخبار، هي الأهداف التي ينتظرها المشاهد، ويعيد رؤيتها بالعرض البطيء.

أما لو كنت قارئ نشرة الأخبار، أو المسؤول عن نشرة الأخبار، فمن المعيب أن أطرح رأيي في الخبر، أو أن ألفّق الأخبار، وأفتري، وأتجنى، وأنحاز، ووو، كما تفعل بعض القنوات الآن. بشكل عام، الخبر ملكٌ للمشاهد، والرأي ملكٌ لصاحبه.

back to top