الممثلة والعارضة إيفا هيرزيغوفا: لم أشأ يوماً أن أصبح مشهورة وكنت أصنع أثوابي بنفسي

نشر في 27-06-2017
آخر تحديث 27-06-2017 | 00:00
في عمر الرابعة والأربعين، تبرع الممثلة والعارضة إيفا هيرزيغوفا في تجديد نفسها. مقابلة مشوّقة مع امرأة مميزة...

ما هي مواصفات المرأة الجميلة في نظرك؟

إنها المرأة الأنيقة في مظهرها وفي تصرفاتها وثقافتها أيضاً. ويجب أن تتحلى بمستوى من الشجاعة والأمان. أحب هذه الجوانب الجمالية التي تنطبع في ذاكرة الناس.

هل تغيّر عالم الموضة كثيراً مقارنةً ببداياتك خلال التسعينيات؟

نعم، لكن لم يقتصر التغيير على الموضة، فقد تغيّر العالم كله بطريقة جذرية. أصبح كل شيء جديداً. ربما يعني الوضع الجديد أن يشعر البعض بالضياع، لكن تكثر الفرص راهناً وتسمح بظهور مواهب جديدة. إنه وضع مثير للاهتمام.

تتابعين عملك كعارضة وصوّرتِ للتو فيلماً في الجمهورية التشيكية، بلدك الأم، وابتكرتِ مجموعة أزياء خاصة بك. هل تشعرين بأن مشاغلك أصبحت مفرطة؟

أعتبر نفسي امرأة مبدعة. لطالما ركّزتُ على سماع حدسي وإرواء عطشي إلى التعلّم. لكني أركز على مسألة واحدة في كل مرة وأعطيها كامل طاقتي ووقتي. أفضّل أن أحافظ على تركيزي. أكثر ما أحبه أن أروي قصة بطريقة بصرية، عن طريق السينما أو الصور أو التصميم أو عرض الأزياء. تبرز وجهات نظر مختلفة في العالم نفسه ويمكن أن نستعمل وسائل مختلفة لطرح القصص. إنه عالم مبهر!

ذكريات

شجّعك والدك على أخذ الخطوة الحاسمة والمجيء إلى باريس. أي ذكريات تحملينها عن تلك المرحلة؟

اختارتني وكالة اسمها «غالا» لبدء مسيرتي المهنية في فرنسا. كان عمري 16 عاماً ولم تحبذ أمي فكرة رحيلي إلى مكان بعيد في ذلك العمر المبكر. لكن اعتبر والدي أن التربية التي تلقّيتُها تسمح لي بتدبر أموري. كان يجب أن تقتنع أمي. لم أكن أنا من تحتاج إلى التشجيع لأنني أردتُ أن أرحل. لطالما كنت مستقلة ولم أخف يوماً من التغيير.

ما الذي تعلّمتِه من والدك؟

تعلّمتُ أموراً كثيرة. لطالما اعتبرتُه قدوتي. في البداية، علّمني أن أبذل قصارى جهدي وأن أتحلى بالشجاعة وقوة الإرادة. كان شخصاً براغماتياً ولطالما حمل أفكاراً خلاقة وقام بكل ما يلزم لتحقيق ما يريده. كان يجيد تدبّر شؤونه ويحب أن يصنع الأشياء بيديه. أطبّق فلسفته: أعشق الطبخ واكتشاف المأكولات وابتكار الأطباق. كذلك أقوم بأشغال يدوية كثيرة في منزلي.

في بداية مهنتك، كيف كان العالم الذي اكتشفتِه في سن المراهقة حين غادرتِ تشيكوسلوفاكيا؟

أتذكر تلك المرحلة كلها. كان ذلك العالم ملوّناً. ربما أبدو سطحية حين أقول هذا الكلام لكن كانت الأشياء رمادية في بلدي: الناس، المنازل، الواجهات... أو بالأحرى الواجهة لأننا لم نملك إلا متجراً واحداً للجميع! في فرنسا، كانت الأشياء كافة تضجّ بالفرح. لكني لا أقول إنني عشتُ طفولة سيئة. كي أكون مميزة، كنت أصنع أثوابي بنفسي. لطالما تمتعتُ بِحسّ إبداعي.

لو تسنّى لك أن تعودي بالزمن إلى الوراء، هل كنت لتختاري هذه المهنة التي أوصلتك إلى القمة؟

لم أشأ يوماً أن أصبح غنية أو مشهورة، بل كان الهدف الأساسي بالنسبة إليّ يتعلق بالسفر واكتشاف ثقافات مختلفة وتعلّم لغات جديدة وإرواء فضولي. حصلتُ على فرصة هائلة. لكني ما كنتُ لأختار هذه المهنة اليوم لأنني أصبحتُ امرأة مختلفة. أسافر متى أشاء ولديّ ثلاثة أولاد وأحرص على إعطائهم أفضل ما في هذا العالم. لا أريد أن يعملوا في مجال الموضة، لكني أريدهم أن يطوروا انفتاحهم ويتعلموا لغات متعددة ويجولوا العالم كي يستفيدوا إلى أقصى حد ويحسّنوا نفسهم. السفر يغذّي الروح!

تألق ونصيحة

حين لا تكونين تحت الأضواء، كيف يكون يومك المثالي؟

أبدأ يومي المثالي بالنوم لوقت متأخر [تضحك]. النوم يغيّر كل شيء! أستيقظ مبتسمة في هذه الحالة بينما تؤثر قلة النوم في طباعي، فيبدو لي كل شيء مرعباً! في حياتي اليومية، لا سيما مع الأولاد، نركض باستمرار ثم نشعر بالإنهاك في المساء. يشمل اليوم المثالي أيضاً تجارب ممتعة وبسيطة مثل شرب نقيع من الزنجبيل والليمون لممارسة التأمل.

ما هو سر تألقك في عالم الموضة طوال هذه الفترة؟

لا أعرف بكل صراحة. في أعماقي، أظن أن الحظ له دور كبير في هذا القطاع لأن كل شيء يتوقف على نظرة الآخرين. عدا ذلك، أظن أن مبادئ الشغف والدقة والقوة التي تعلّمتُها من والدي ساعدتني على كسب تقدير الآخرين.

في النهاية، هل يمكن أن تقدّمي نصيحة جمالية؟

أنا منضبطة جداً منذ صغري. لا يمكن التخلي طبعاً عن تنظيف البشرة. في الوقت الراهن، أحاول تطبيق نصائح قرأتها في كتاب ياباني. تتعلق إحدى النصائح بوضع منشفة ساخنة على الوجه بعد دهن كريم الترطيب كي يخترق المنتج أعماق البشرة. جرّبوا هذه الطريقة وستلاحظون الفرق!

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

ولدتِ إيفا هيرزيغوفا في البلد الذي كان يُعرَف باسم تشيكوسلوفاكيا وزوجها غريغوريو مارسياج إيطالي وتعيش راهناً في لندن. حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تقول: «إنه سؤال صعب. صوّتتُ لقرار البقاء في الاتحاد الأوروبي. لكننا شعرنا بأن أياً من المعسكرين لم يعرف حقيقة ما يحصل، لذا كان الخيار صعباً. اخترتُ البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي لأنني أظن أن الوحدة تعطي أفضل النتائج. لكن بعدما أيّد معظم البريطانيين خروج بلدهم من الاتحاد، لاحظنا أن الوضع ليس سليماً في القارة. ربما يؤدي خروج بريطانيا إلى تغيير الوضع وإبراز المشاكل القائمة منذ عقود. لكن لا مفر من أن يدفع البريطانيون ثمناً باهظاً في الوقت نفسه. لا بد من عبور هذه المرحلة».

back to top