تنظير القولون مفيد بعد الخمسين؟

نشر في 26-06-2017
آخر تحديث 26-06-2017 | 00:00
No Image Caption
هل ما زال تنظير القولون موصى به للجميع في عمر الخمسين؟ هل من خيارات أخرى بعد تجاوز عمر الخمسين بقليل في حال عدم الخضوع للفحص بعد وغياب المشاكل الصحية وعدم وجود تاريخ عائلي بسرطان القولون؟
توصي «فرقة الخدمات الوقائية الأميركية» جميع الناس بين عمر الخمسين والخامسة والسبعين بالخضوع للفحص الذي يكشف سرطان القولون بشكل دوري. تتعدد الخيارات المتاحة لإجراء ذلك الفحص، منها تنظير القولون.

يُعتبر سرطان القولون ثاني سبب أساسي للوفيات المرتبطة بأمراض السرطان في الولايات المتحدة. لكن تشير الدراسات إلى أن الكشف المبكر عن المرض وتلقي العلاج المناسب يزيدان احتمال الشفاء من سرطان القولون. اكتشفت الأبحاث أيضاً منافع واضحة عند البدء بإجراء فحص سرطان القولون في عمر الخمسين كحد أقصى. لكن قد يحتاج بعض الأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى بدء الفحص في مرحلة أبكر.

يُعتبر تنظير القولون وسيلة فاعلة ومثبتة لرصد سرطان القولون في أولى مراحله، فضلاً عن تحديد الأورام الحميدة التي تسبق السرطان وإزالتها. خلال فحص تنظير القولون، يدسّ الطبيب أنبوباً طويلاً ومرناً في المستقيم. تسمح كاميرا فيديو صغيرة على طرف الأنبوب برصد التغيرات أو الاختلالات داخل القولون كله. تتطلب عملية تنظير القولون عموماً بين 20 و30 دقيقة. إذا لم يرصد الفحص أي خلل ولم يكن المريض معرّضاً لسرطان القولون، يمكن تكرار التنظير بعد عشر سنوات.

يُعتبر تنظير القولون أداة فحص فاعلة جداً لكن يفضّل بعض الناس تجنبه بسبب ضرورة تطهير القولون بعمق وتسكين الألم خلال هذه العملية. يكون التنظير السيني بديلاً محتملاً عن تنظير القولون. لإجراء هذه العملية، يدسّ الطبيب أنبوباً رفيعاً ومرناً في المستقيم. تسمح كاميرا فيديو صغيرة على طرف الأنبوب برؤية الجهة الداخلية من المستقيم ومعظم الجزء السفلي من القولون أو ما يسمّى القولون السيني. يتطلب اختبار التنظير السيني المرن حوالى 10 دقائق.

لن تحتاج إلى تسكين الألم خلال التنظير السيني المرن ويكون تطهير الأمعاء أقل عمقاً من تنظير القولون بشكل عام. لكن من الناحية السلبية، لا يستطيع هذا الاختبار رصد الاختلالات في الجزء الأعلى من القولون.

إذا قررت الخضوع للتنظير السيني المرن بدل تنظير القولون، قد تستفيد من إجراء فحص سنوي آخر للكشف عن سرطان القولون اسمه «الاختبار الكيماوي المناعي للبراز». يتحقق هذا الفحص المخبري من عينات البراز بحثاً عن أي دم خفيّ. يتكرر التنظير السيني المرن كل 10 سنوات عموماً عند جمعه مع الاختبار الكيماوي المناعي السنوي للبراز مع أنك قد تحتاج إلى تكراره في مناسبات إضافية إذا كان وضعك يتطلّب ذلك.

يمكن أن يلجأ بعض الأشخاص إلى خيار بديل آخر يقضي بالخضوع للاختبار الكيماوي المناعي للبراز حصراً أو لاختبار مماثل اسمه «فحص الدم الخفي في البراز» كل سنة. إذا كشفت هذه الفحوص وجود دم في البراز، يجب إجراء تنظير للقولون لمحاولة تحديد سبب النزف. لا يتطلب الاختبار الكيماوي المناعي للبراز وفحص الدم الخفي في البراز أي تطهير للأمعاء أو تسكين للألم ويمكن جمع عيّنة من البراز في المنزل عموماً.

تُستعمل فحوص أخرى لكشف سرطان القولون، منها تصوير القولون المقطعي المحوسب الذي يُسمّى أحياناً تنظير القولون الافتراضي، فضلاً عن فحصٍ يبحث عن تغيرات الحمض النووي في البراز. لا تكون هذه الفحوص غازية بقدر تنظير القولون أو التنظير السيني المرن، مع أن تطهير الأمعاء يبقى ضرورياً لإجراء تصوير القولون المقطعي. لم تحصل تحقيقات كثيرة عن اختبار الحمض النووي في عيّنة البراز مقارنةً ببعض الفحوص الأخرى التي تكشف سرطان القولون، وتحديداً على مستوى نطاق المتابعة الطبية اللازمة حين يسجّل الفحص نتيجة إيجابية.

في عمرك، يجب أن تخضع للفحص الذي يكشف سرطان القولون. خذ موعداً لرؤية طبيبك وراجع خياراتك. استناداً إلى تاريخك الطبي وعوامل الخطر المحتملة الأخرى، يمكن أن تقررا معاً طريقة الفحص المناسبة والفترة الفاصلة بين مختلف الفحوصات.

* د. ليزا بوردمان

back to top