«ثياب العيد».. مبادرة لزرع البسمة على وجوه المحتاجين في لبنان

نشر في 24-06-2017 | 12:59
آخر تحديث 24-06-2017 | 12:59
واجهة محل «ثياب العيد» لتوزيع الثياب على المحتاجين مجاناً في بيروت
واجهة محل «ثياب العيد» لتوزيع الثياب على المحتاجين مجاناً في بيروت
تتكدس الثياب على الرفوف الحديدية وداخل الصناديق المنتشرة أمام محل «ثياب العيد» في منطقة «برج أبي حيدر» في العاصمة اللبنانية بيروت فيما ينهمك أطفال وكبار متطوعون داخل المحل في توضيب أكوام من القمصان والسراويل بمختلف القياسات والألوان.

عشرات آلاف القطع من الثياب المتنوعة تبرع بها أصحابها من كافة مناطق لبنان وحتى من خارجه وانتهى بها المطاف بين أيدي المتطوعين في محل «ثياب العيد» بعد غسلها وكيها بانتظار تسليمها لمحتاج ما أو توزيعها على أسرة معوزة في قرية أو حي أو مخيم للاجئين.

فكرة

وفي هذا الصدد، قالت الصحافية الشابة شيرين قباني التي اطلقت مبادرة «ثياب العيد» في بيروت منذ أشهر في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت أن «تكدس الثياب في الخزائن رغم وجود آلاف الأسر التي قد تحتاج إليها لفت أنظارها ما دفعها إلى اطلاق مبادرة تكون فيها وسيطاً يتسلم ثياب المتبرعين ويوزعها على من يحتاجها».

وأضافت أن «منصات التواصل الاجتماعي أتاحت لها فرصة عرض فكرة المبادرة على جمهور واسع أبدى اعجاباً وتجاوباً سريعاً إذ بدأت التبرعات تنهال من كافة مناطق لبنان ومن خارجه».

ولفتت قباني إلى أن منزلها سرعان ما امتلأ بآلاف القطع فقررت أن تفتح محلاً خاصاً بالمبادرة في بيروت بدعم من إحدى المؤسسات التي ساهمت في تغطية ايجار المحل وقسم من كلفة تنظيف الثياب حتى وصل مجموع ما تسلمه المحل من ثياب إلى أكثر من 30 ألف قطعة مختلفة.

وأوضحت أن المبادرة وزعت حتى اليوم أكثر من 17 ألف قطعة ثياب تم تسلمها شخصياً من قبل أفراد وأسر محتاجة في المحل في بيروت أو تم توزيعها على أسر معوزة في مدن وبلدات وقرى في مناطق لبنانية مختلفة وعدد من مخيمات النازحين واللاجئين.

وذكرت قباني أن العدد الأكبر ممن تسلموا الثياب كانوا من النازحين السوريين في لبنان، لافتة إلى حرصها على أن تكون المبادرة الإنسانية لصالح جميع المحتاجين بغض النظر عن جنسيتهم وانتمائهم.

وأشارت إلى أن عشرات المتطوعين أبدوا رغبتهم بالمساعدة في جمع الثياب وتوزيعها فيما عاد عدد من المحتاجين الذين قدموا لتسلم الثياب للتطوع والمساهمة في دعم المبادرة ومساعدة غيرهم من المحتاجين.

العطاء

وأكدت قباني أن «ثياب العيد» لن تقتصر على شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر انما ستستمر لتؤكد أن فرحة العيد الحقيقية تكون من خلال العطاء ومد يد المساعدة وزرع البسمة على وجوه المحتاجين وقلوبهم سواء من خلال تقديم قطعة من الثياب أو حتى بدعمهم بشتى الوسائل الممكنة.

وأعربت عن شكرها لجهود جميع من ساهموا بالتبرع لصالح المحتاجين سواء بالثياب أو المال أو بتغطية قسم من النفقات الضرورية إضافة إلى الدعم الذي لقيته من مختلف الجهات والمسؤولين وفي طليعتهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي استقبلها شخصياً وأبدى دعمه الكامل لها كما تبرع بمجموعة من الثياب لصالح المبادرة.

وكشفت قباني أن المبادرة ستتحول قريباً إلى جمعية تحت اسم «بيت العيد» لضمان استمراريتها في العطاء وتوسيع أنشطتها بما يخدم أوسع شريحة ممكنة من المحتاجين.

وإضافة إلى المحل وتوزيع الثياب تسعى المبادرة لاقامة عدة انشطة في مناسبات مختلفة إذ تم تجهيز عربة خشبية بمناسبة عيد الأب لتوزيع الثياب والورود على الرجال المحتاجين في منطقة «الطريق الجديدة» في بيروت لتكريم الآباء في عيدهم.

وانطلق مؤخراً في اطار المبادرة نشاط ثقافي للأطفال داخل المحل شمل توزيع القصص والكتب لتشجيعهم على المطالعة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعانيها معظم الأسر والتي تحول أحياناً دون ايلاء الاهتمام اللازم بهذا الجانب.

back to top