روسيا تهاجم حماة من البحر... وتركيا لنشر قوات في سورية

• موسكو لم تبلغ واشنطن بالصواريخ
• دمشق جاهزة للتفاوض
• «أحرار الشام» تتبنى علَم الثورة

نشر في 23-06-2017
آخر تحديث 23-06-2017 | 17:15
عناصر وحدات حماية الشعب الكردية ينقلون زميلاً لهم أصيب في الرقة إلى مشفى ميداني في قرية رقة سمرا الأربعاء   (أ ف ب)
عناصر وحدات حماية الشعب الكردية ينقلون زميلاً لهم أصيب في الرقة إلى مشفى ميداني في قرية رقة سمرا الأربعاء (أ ف ب)
على وقع تجاهل تام للولايات المتحدة، نفذت البحرية الروسية عملية إطلاق صواريخ من البحر المتوسط باتجاه وسط سورية، في خطوة تلت إعلان تركيا عن اقتراح دوريات لقوات متعددة الجنسيات في "مناطق خفض التوتر".
أطلقت وزارة الدفاع الروسية، أمس، صواريخ على أهداف لتنظيم «داعش» في حماة من سفينتين حربيتين وغواصة تابعة لها في البحر المتوسط، مشيرة إلى أنها أبلغت قيادات الجيشين التركي والإسرائيلي «عبر قنوات الاتصال وبمهلة كافية عن عملية إطلاق الصواريخ»، دون أن تذكر الولايات المتحدة.

وعلقت روسيا منذ الاثنين قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة بشأن العمليات العسكرية في سورية، بعدما أسقطت مقاتلة أميركية طائرة حربية سورية يوم الأحد، واتهمت موسكو واشنطن بعدم إصدار تحذير قبل ذلك.

وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية أن سفينتي «أميرال إيسن» و»أميرال غريوغوروفيتش» الحربيتين وغواصة «كراسنودار» المنتشرة في شرق المتوسط أطلقت 6 صواريخ من طراز «كاليبر» على مواقع قيادية ومخازن أسلحة في محافظة حماة.

وأضاف البيان: «ساهم عامل المفاجأة بعد الضربة الصاروخية الكبيرة في تدمير نقاط قيادة ومخازن كبيرة للأسلحة والذخائر التابعة لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة عقيربات في محافظة حماة». وتابع أن الطائرات الروسية شنت بعدها غارات جوية «دمرت ما تبقى من منشآت تنظيم الدولة وقتلت المقاتلين فيها».

وفي 31 مايو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن آخر غارات جوية لها من هذا النوع استهدفت مواقع بالقرب من تدمر. وأعلنت أن التنظيم ينقل هذا الأسبوع مقاتلين الى محافظة حماة خلال الليل، ويستخدم المباني الكبيرة كنقاط للقيادة ومخابئ للأسلحة، كجزء من جهوده للخروج من الرقة إلى تدمر.

«خفض التوتر»

وفي وقت سابق، اقترحت تركيا أمس الأول نشر قوات متعددة الجنسيات من مختلف الأطراف لضمان السلام في «مناطق خفض التوتر» في سورية، بهدف إنهاء الحرب التي يشهدها منذ نحو 6 سنوات.

واتفقت إيران وروسيا وتركيا في الرابع من مايو أثناء محادثات السلام في مدينة أستانة عاصمة كازاخستان على إقامة 4 مناطق نزع التوتر في سورية.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن 3 دول تعمل حتى الآن على تحديد اللوجستيات للحفاظ على السلام في مناطق خفض التوتر، موضحاً أنه في محافظة إدلب فإن قوات المراقبة يمكن أن تكون «بشكل رئيسي» من القوات التركية والروسية.

وأشار كالين، في مؤتمر صحافي بأنقرة، إلى أنه في المناطق المحيطة بدمشق، فيمكن أن تكون القوات «بشكل رئيسي من روسيا وإيران»، وفي محافظة درعا يمكن نشر قوات أردنية وأميركية، الا انه لم يحدد هوية القوات التي يمكن نشرها في المناطق المحيطة بحمص، منطقة خفض التوتر الأخرى.

قوات دولية

وأضاف المتحدث باسم الرئيس التركي أن موسكو من ناحيتها اقترحت نشر قوات من قرغيزستان وكازاخستان، مؤكداً أن الوفود الفنية تناقش اللوجستيات وتفاصيل هذه المناطق.

وقال: «من هي القوات التي سيتم نشرها، وكيف؟ كيف سيتم حفظ النظام؟ من الذي سيراقب العملية وكيف؟»، مشيرا إلى أن «محادثات بين المسؤولين الأتراك والروس وإيرانيين تتواصل بشكل مكثف. ونحن متفائلون».

ولا تحدد مذكرة التفاهم، التي تم الاتفاق عليها خلال محادثات أستانة تاريخ لبدء تطبيق مناطق خفض التوتر. ولا تغطي هذه المناطق البلاد بأكملها وتقع في 8 من محافظات سورية من أصل 14. وتم استثناء مناطق شمال شرق سورية التي يسيطر عليها الأكراد.

تمرير واستعداد

إلى ذلك، شدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على أن دمشق لن تسمح لأعدائها بالاستفادة من إقامة مناطق عدم تصعيد في غرب البلاد، مؤكدا «الجاهزية للجولات القادمة من مساري أستانة وجنيف الشهر المقبل انطلاقاً من الحفاظ على سيادتها ووحدتها والحرص على حقن دماء أبنائها».

وأضاف أن سورية «تدقق في كل حرف يتعلق بها ولن تسمح بتمرير أي شيء يمكن لأعداء سورية أن يستفيدوا منه».

علم الثورة

وفي تطور نوعي، تبنت حركة «أحرار الشام» الإسلامية علم الثورة رسمياً كشعار لها، مع رفع قائدها علي العم له في كلمة اليوم بمناسبة قدوم عيد الفطر، إضافة إلى رفع العلم على مقرات الحركة.

وأكد العمر استعداد الحركة لمد يدها «للتشارك في هذه المرحلة على أي مشروع ثوري حر القرار يكون مرتكزة ميثاق الشرف الثوري ووثيقة المبادئ الخمسة للثورة السورية الصادرة عن المجلس الإسلامي السوري».

ودعا قائد الحركة جميع الفصائل المقاتلة إلى تشكيل غرفة عمليات مستعجلة، مشيرا أن حمل السلاح والقتال هو الطريق الأهم لحسم المعركة بالتزامن مع المساعي الإيرانية للانفراد والسيطرة على المنطقة الشرقية.

تدمر والقلمون

وخلال هجوم نفذته عناصر من جبهة «فتح الشام» على مهاق النظام في القلمون الغربي، خسرت ميليشيا «حزب الله» اللبناني قيادياً بارزاً في محور جرود فليطة.

وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، امس، فيديو تابع لوكالة «أعماق» يظهر فيه عناصر تنظيم «داعش» وهم يقتادون أسيرا لـ«حزب الله» في الصحراء.

ونقلت «شبكة أخبار حلب والريف الشمالي والشرقي» تفاصيل عملية الأسر، وقالت: «تعرضت آلية تابعة لعناصر حزب الله بعد ظهر يوم الخميس لكمين مسلح من قبل تنظيم داعش الإرهابي في بادية تدمر، وأفيد عن مقتل عنصرين من المقاومة، فيما جرح آخر حيث تم أسره من قبل داعش». وأشارت الشبكة الى أن «عناصر حزب الله يدكون حصون عناصر داعش بأسلحة المدفعية الثقيلة على محاور جرود قارة في القلمون».

وفي أعلى حصيلة خلال شهر، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل 472 مدنياً في غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ بدء ضرباته الجوية في سبتمبر، موضحا أن بينهم 137 طفلا، أي ضعف الذين تم توثيقهم خلال 30 يوما بين أبريل ومايو.

«داعش» يأسر مقاتلاً من «حزب الله» في تدمر
back to top