روحاني عارض «صواريخ دير الزور»

مساعٍ لمحاكمته لاستشهاده بكلام الإمام علي ضد المرشد

نشر في 22-06-2017
آخر تحديث 22-06-2017 | 00:11
No Image Caption
علمت "الجريدة"، من مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن الرئيس حسن روحاني عارض الهجوم الصاروخي على دير الزور، على اعتبار أن إطلاق صواريخ باليستية قد يفسر بأنه تهديد لدول أخرى، في وقت تحاول حكومته تخفيض نسبة التوتر بالمنطقة.

ووفق المصدر، فإن أكثرية أعضاء المجلس، الذي يرأسه عادة رئيس الجمهورية، صوتوا لمصلحة قرار إطلاق الصواريخ على تنظيم داعش في غياب روحاني، مؤكدين أن هدفهم هو التصعيد لأن الولايات المتحدة باتت تتصور أن إيران في موقف ضعيف.

وأكد معظم المجتمعين أن على إيران القيام بهذا العمل رداً على العمليات الإرهابية في طهران، وليكون رسالة جوابية على العقوبات الأميركية الجديدة على تطوير البرنامج الصاروخي وتوسيع نفوذها في المنطقة، وجواباً ضد التصعيد الذي تقوم به حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومحاولات السعودية إيجاد جبهة معادية لها.

وأوضح المصدر أن نتيجة الجلسة رُفعت إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي أيّد الهجوم على الفور، وإعطاء الأوامر للحرس الثوري، الذي كان منتظراً القرار النهائي.

ورغم أن روحاني تملص من تأييد الهجوم الصاروخي للحرس الثوري في اليوم الأول، فإنه عاد واعتبره أمس الأول "ضرورياً وفي محله".

وكان معظم أركان الحكومة أيدوا الضربة بدءاً من المساعد الأول للرئيس إسحاق جهانغيري ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، لتأثيرها على الجو العام في الداخل، حيث حاول جميع السياسيين ركوب الموجة.

على صعيد آخر، يواجه روحاني انتقادات واسعة من عدد كبير من رجال الدين بسبب استشهاده ببعض كلام الإمام علي بن أبي طالب في كتاب نهج البلاغة، في مواجهة المرشد الأعلى علي خامنئي.

وكانت الأزمة تفاقمت بين روحاني والمرشد عندما لوّح الأخير بعزل الرئيس، مما أثار انتقادات غير مسبوقة للمرشد من أنصار روحاني.

وكان روحاني استشهد، في حفل إفطار على شرف كبار الإعلاميين الخميس الماضي، بكلام للإمام علي يقول فيه إنه ملتزم بإرادة عامة الشعب، وأن رأي الأكثرية من التعاليم الواجبة، مشيراً بذلك إلى أنه يستمد شرعيته من انتخابه بنسبة عالية من الأصوات، لا من المرشد.

وأصدر مجلس خبراء القيادة الاثنين بياناً شديد اللهجة ضد روحاني، مؤكداً أن "الأنبياء والأئمة مختارون من الله، وبيعة الناس لهم لا تعني انتخابهم بل معناها الولاء".

واعتبر المجلس "من يحرفون كلام الإمام علي أو بيان قسم منه دون الباقي يزرعون، عملياً، التفرقة بين المسلمين، ويشككون في أصول الدين، وعليه يجب التعامل معهم على هذا الأساس".

وفي كلمه بمناسبة ليلة القدر وذكرى وفاة الإمام، شنّ آية الله مكارم شيرازي، وهو من أشهر مراجع التقليد في إيران، هجوماً عنيفاً على روحاني، ناصحاً إياه بقراءة "نهج البلاغة" مرة أخرى، وألا يستعمل ما يصب في مصلحته ويقتطع الآخر.

وجاء هجوم شيرازي بعد اتهام آية الله خاتمي، إمام جمعة طهران، لروحاني بتحريف كلام الإمام علي، في حين بدأ عدد من رجال الدين في قم الأحد جمع تواقيع تطالب السلطة القضائية بمحاكمة الرئيس، وإسقاط مرتبته الدينية لتحريفه المتعمد.

back to top