آمال : العباقرة البدون... بعقلية ترامبية بحتة

نشر في 18-06-2017
آخر تحديث 18-06-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي كم عدد الطلاب والطالبات، من فئة البدون، الذين تجاوزت درجاتهم التسعين في المئة؟ هؤلاء في العرف التعليمي من النوابغ. ويُتوقع لهم، ليس التفوق فقط في الدراسات العليا، إن أتيحت لهم الفرصة، بل يُتوقع لهم فوق ذلك، الابتكار والتطوير والإبهار.

هؤلاء الآن، ويا للألم، لا تسمح لهم الظروف باستكمال دراستهم الجامعية والدراسات العليا، وبذلك تموت أشجارهم قبل أن تطرح ثمارها وتستفيد منها الكويت. هذا إذا تركنا الإنسانية جانباً وتحدثنا بالطريقة الترامبية؛ عن المصلحة.

والسؤال: لماذا نفعل بهم هكذا؟ أو لماذا نفعل بأنفسنا وبلدنا هكذا؟ والسؤال الموجع: كم عددهم... عشرون طالباً وطالبة... ثلاثون على الأكثر؟

والسؤال الأشد وجعاً: كم ستكون كلفة توفير مصاريف الدراسة لهؤلاء الثلاثين شخصاً أو العشرين، الذين سيخرج منهم عدد من المبتكرين والمبدعين؟ ماذا لو احتضنتهم جامعة الكويت؟ ماذا لو تكفلت الجامعات الخاصة بتعليمهم واستفادت منهم بعد تخرجهم؟ كم سيكلفونها؟ خصوصاً أن هذه الجامعات تقبض من الدولة رُزماً طرية من الدنانير.

أقول هذا وأنا أقرأ بين فترة وأخرى في تركيا أخباراً على شكل: "قرار بتجنيس العدد الفلاني من حملة الجنسيتين السورية والعراقية، من أصحاب شهادات الدكتوراه في التخصصات التالية..."، "قرار بتجنيس الطلبة الأوائل من اللاجئين العرب، وتجنيس أسرهم"، وما شابه من الأخبار التي تكشف الحرص على استقطاب الكفاءات الأجنبية، وضخها في شرايين البلد.

آآآخ... ليت قومي يعقلون، خصوصاً أن أمنياتنا تضاءلت ونزلت من مستوى تجنيس النوابغ، إلى مستوى توفير التعليم لهم والاستفادة منهم.

back to top